قالوا في الماضي ان العالم اصبح قرية صغيرة فصدقناهم.. فاذا به يصل الى حجم غرفة صغيرة بل صندوق بحجم سنتمترات يضع العالم بأسره بين يديك بضغطة زر..من أي شخص واي عمر بل ومن أي مكان حتى في تلك الاماكن التي لم نكن نتوقع اننا نستطيع فيها ان نطالع او نشاهد ونحرر المعلومات والأصوات والصور ونعرف ماذا يعمل قريب او غريب في النصف الاخر من الأرض . وبضغطة زر يتمكن الكبير والصغير على معرفة ومطالعة ومشاهدة المسموح والممنوع المرغوب والمرفوض وثقافة الاخر من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب وحتى تلك الثقافات والصرعات التي لا تمت لثقافة ولا تعترف بمله ..انه الانترنت السلاح الذي تعددت جهاته الحادة والمحززه . فكيف يتعامل الصغار مع الإنترنت وهل هي خطيره عليهم . .. تتجاوز مقاهي الانترنت الحاصله على تراخيص في العاصمة صنعاء وحدها(الف مقهى )لا تلتزم جميعها بالمواصفات والشروط القانونية التي وضعتها الجهلت المنظمة لعملها وبعضها يتحول في فترات معينه الى أشبه بوكر مغلق على زبائن معينين او دائمين يطلبون متعه انترنيتيه محدده ومن بينهم صغار السن الذين افتقدوا رعاية الأسرة وتوجيه المدرسة ورقابة الضمير لدى بعض أصحاب تلك المحال ذهب احمد الطالب الجامعي الى مقهى انترنت جنوب مستشفى الثورة لاستخراج معلومات لكتابه بحث طلب منه في كليته .. أعجبه منظر مجموعة من الاطفال تتراوح اعمارهمبين التاسعة والرابعة عشر يتحلقون حول جهاز الكمبيوتر وقال في نفسه الحمد لله وصلنا لى مستوى العالم المتحضر حيث يستخدم الأطفال التكنولوجيات المعاصرة وسوف يكون المستقبل افضل ..لكن احمد ما ان جلس امام الكمبيوتر و امسك الماوس بيده حتى تفاجأ بظهور صور لا أخلاقيه على الشاشة فهل ياترى شاهد الاطفال هذه الصور.. حاولت محاورت اطفالا يرتادون محلات الانترنت .. ترددوا في البداية لان البعض اباءهم يرفضون ذهابهم الى الانترنت فعمر السبلاني (14 عاما) يقول انه يلعب الحرب والشبكات في الانترنت ويؤكد بفخر ان لديه اصدقاء عبر المراسلةبالايميل وسألته اذا كانت مراسلته لتبادل المعلومات والتثقيف فقال لي فقط للتعارف وتبادل التهاني والمجابرة فقط. ومحمد احمد العرامي لا يمانع والده دخوله الانترنت ولكن بعد المغرب لا خروج من البيت يلعب محمد ايضا الحرب والشبكات ويقول ان صاحب الانترنت يراقب الاطفال فقط والكبار لا . جمال عبادي يذهب المدرسة في الصباح ويقول انه لايدخل الانترنت دائماولكن حسب توفر المال لديه ويفضل الأطفال الثلاثة الذهاب الى الانترنت في الصباح لان الدقيقة بريال واما بعد الظهر بريال ونصف ويتفق الاطفال ان صاحب الانترنت يغالطهمفي احتساب الوقت فهو يحاسبهم الأربعين دقيقة بقيمة ساعة ويضيف الاطفال ان البلدية (حسب تعبيرهم ) تأتي وتقول لصاحب الانترنت ممنوع الاطفال ولكنه يسمح لهم بالدخول بعد ذهاب البلدية . حسن العرامي صاحب مقهى نت وضع برنامجا لمراقبة الشات الذي يدخله صغار السن ومراسلاتهم يقول انه لم يصدق نفسه في كثير من الاحيان عندما كان يطالع محتوى الشات الذي يتبادله الصغار دون الرابعة عشرة ..انه اكثر من" فضيع ومقزز "حسب وصف حسن انها امور لا اخلاقية لا اخلاقية بالمرة ومزودة بالصور والرسوم حتى مسلسلات الكرتون الجميله التي كنا نحرص عليها ونحن صغار تم تلويثها كما قال حسن واصبحت ذات مضامين اباحية ولا اخلاقية وموجهه الى الصغار . مسئولية مشتركه سئلنا الدكتور زيد عبد الكريم جايد بجامعة صنعاء قسم علم النفس حول هل هناك اثار نفسية واجتماعية قد تترتب على سوء استخدام التكنولوجيا وبالذات الانترنت فقال ان الموضوع يتعلق بعدم وجود ضوابط وقواعد وقوانين محددة لاستخدامها وذلك لانها تقنية حديثة. وقد علمت ان الدانمارك قد اتخذت اجراءات قانونية على سبيل المثال لتحديد المواقع التي يستخدمها الابناء من قبل الاباء .. ويتابع الا اننا هنا نفتقر للتنظيم كما نفتقر الى وضوح الرؤية بشأن هذه التقنية لذلك فهي مباحة للجميع .. في حين ينبغي ان يتوقف المسؤولين عنها عن التفكير بالربح المادي فقط وان تتولى الدولة وضع ضوابط محددة للسماح باستعمال الانترنت كما يترتب على العائلة ان تتولى مسؤولياتها كاملة في تربية الأبناء وتنمية قيمهم الاخلاقية بشأن هذه الموضوعات . ويضيف الدكتور زيد انه لاجدوى من ان نغلق بعض المواقع او نمنعها مالم يقتنع الابناء والشباب بتجنبها ويكونًون لهم موقفا واتجاها عمليا لرفضها لأننا لا نستطيع الاستمر في عمليات منع الظواهر او الموضوعات لكونها تدخل الى بيوتنا ومقاهينا دون استئذان . وعن الاثار النفسية التى تترتب على مشاهدة بعض المواقع يقول الدكتور زيدعبد الكريم جايد ان استعراضها يساهم في ظهور الانحرافات والمشكلات الجنسية والاجتماعية والنفسية بين الشباب وقد تؤدي الى السرقات او التحرشات وغيرها من الاعتداءات التي قد يكون منها الاعتداء على المحارم عندما تتهيأ الفرص لذلك وهو ما اصبحت تشكو منه بعض الدول المجاورة لليمن والتي انتشر فيها الانترنت بقوة حتى ان بعض الدراسات العلمية اثبتت ان اسباب ودوافع ارتكاب الجرائم الاخلاقية والاعتداء على المحارم كان سببه في اكثر من 87% الانترنت وجلسات الشات وبعض المواقع التي تروج لمثل هكذا سولكيات ومنها عبادة الشيطان ومواقع عبدة الشيطان . التوكل والاتكال مقاهي انترنت تنتشر بكثرة تفتح ابوابها من الصباح الباكر وبعضها يناوب طوال الليل كما لم تناوب مستشفياتنا وصيدلياتنا وتعود رقابة المواقع الى ضمير صاحب المقهى ومستوى جشعه وتعود اثارها على اطفالنا وشبابنا مالم نزرع الرقابة الذاتية داخل انفسهم ونشدد الرقابة العائلية لا أن نقول الله الحافظ ثم نتركهم يرتعون في النار .