سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة تعز الدكتور علي عبد الحق: الزكاة على الأجبان والأعسال والسمك والمعادن واجبه طالما فيها نماء وإيراد ونصابها العشر من صافي إيراداتها
وجوب الزكاة في السلع الغذائية والممتلكات تعد من القضايا الشائكة التي يتزايد الجدل حولها حيث يعتقد البعض أن إتيان الزكاة في السلع مثل الأجبان والأعسال والسمك والمعادن التي تكون محل نشاط تجاري وفيها نما وإيراد غير واجبه فيما يؤكد الفقهاء وعلماء الدين أن إتيان الزكاة فيها واجبة وأن إغفالها له عواقب وخيمة على المكلف . ويؤكد الدكتور علي عبد الحق أستاذ الدراسات الإسلامية المشارك بكلية الآداب في جامعة تعز في الحوار الذي اجرته معه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الله سبحانه وتعالى عندما فرض الزكاة على عباده فرضها على كل الأموال والممتلكات بما في ذلك الأموال والممتلكات الزراعية والحيوانية والنقدية والتجارية وكسب العمل والمهن الحرة وإيرادات الأسهم والسندات وتجارة العقارات والمباني السكنية بالإضافة إلى السلع الغذائية التي فيها نما وإنتاج وإيراد وفيها تكون الزكاة واجبة على الأموال الناتجة عن نمائها وتجارتها . ويشير إلى أن التنوع في الأموال الواجب عليها الزكاة جاء لحكمة ربانية لتعزيز أواصر التكافل والتراحم وتوثيق الروابط والتآخي في المجتمع الإسلامي خاصة وأن الخالق جعلها حق معلوم يؤخذ من الأغنياء وتوزع على الفقراء . ويلفت الدكتور عبد الحق إلى ضرورة أن تتم عمليات تحصيل أموال الزكاة عبر ولى الأمر ممثلا بالدولة وأجهزتها المعنية والتي عليها واجب جباية أموال الزكاة وتوجيهها إلى مصارفها الشرعية كونها الجهة المسئولة عن المجتمع. هنا نص الحوار .. سبأ : يثار الجدل حول وجوب الزكاة على الممتلكات الزراعية والحيوانية وما يملكه الناس من سلع في إطار التجارة فهل توجب الزكاة على هذه الأصناف ؟ عبدالحق : موارد الزكاة كثيرة وتشمل مختلف أنواع الثروات الزراعية والحيوانية والنقدية والتجارية وكسب العمل والمهن الحرة وإيرادات الأسهم والسندات واستغلال المباني السكنية. ففيما يتعلق بالعسل مثلا فهناك اختلاف يين العلماء فمنهم من قال أن لا زكاة فيه استنادا إلى انه خارج من حيوان فأشبه اللبن لا زكاة فيه ومنهم من قال بوجوب الزكاة فيه بشرط أن لا يكون النحل في ارض خراجية يدفع عنها الخراج ومن الفقهاء المعاصرين الدكتور يوسف القرضاوي رجح إيجاب الزكاة في العسل باعتبار انه مال ينبغي من ورائه الكسب كما تشير إلى ذلك عموم النصوص الخاصة بزكاة الأموال. ومن حيث القياس فإنه يشبه الدخل الناتج من استغلال الأرض بالدخل الناتج من استغلال النحل، لذلك إن إعفاء مناحل العسل من الزكاة لا يتفق مع روح الشريعة. سبأ : كم هو النصاب الشرعي للزكاة في هذه الأغراض ؟ عبدالحق : فيما يتعلق بنصاب زكاة العسل فمن الفقهاء من حددها بخمسة اوسق وتعادل 3ر650 كيلو جرام ومنهم من حددها ب (160 رطلا) فيما يتعلق بالجبن . واهتداءََ بمقاصد الشريعة وحكمتها فيمكن تقدير الزكاة في صناعة الاجبان واستنتاجا مما ذكره الفقهاء في تعليل عدم وجوب الزكاة في ألبان السائمة ووجوبها في عسل النحل من أن اللبن خارج من حيوان وجبت الزكاة في أصله بخلاف العسل الذي لم تجب الزكاة في أصله وتجب في نمائه وإنتاجه وعلى ذلك يقاس ألبان البقر والغنم غير السائمة ونحوها من المشتقات ..فيؤخذ العشر من صافي إيرادها. = زكاة السمك والمعادن : سبأ : وهل تجب الزكاة في السمك والمعادن ؟ عبدالحق : السمك ثروة لا يستهان بها ورافد من روافد الاقتصاد في كل بلد توجد فيها والزكاة فيها استند إلى أنها نوع من الأموال قياسا على ما أوجبه الفقهاء من الزكاة على الثروة المعدنية . وقد اجمع العلماء على وجوب زكاة ما يستخرج من المعدن استنادا إلى عموم قوله تعالى ( ياايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ) . وورد في الآثار في عهد عمر ابن عبد العزيز حيث كتب إلى عامله على عمان أن لا يأخذ من السمك شيئا حتى يبلغ مائتي درهم فما بالك اليوم وقد تطورت طرق الاصطياد عن طريق شركات الاصطياد العملاقة المجهزة بالألات والسفن الكبيرة والتي تتجاوز فيها كمية ما يتم صيده النصاب المقرر بإضعاف وتدر أرباحا كبيرة. وبناء على ذلك فان من العدل والمنطق والقياس أن تؤتى الزكاة على هذه السلعه قياسا على المعدن والزرع. سبأ: كيف ترون تولى الجهات الرسمية في الدولية جباية أموال الزكاة من الناحية الشرعية ؟ عبدالحق : الدولة بصفتها المسئولة عن شئون المجتمع هي المسئولة شرعا عن تحصيل الزكاة وتوجيهها في المصارف الشرعية المحددة في القرآن الكريم وبما جرت عليه السنة النبوية المطهرة فقد كان عليه الصلاة والسلام يبعث نوابه ليجمعوا الصدقات ويوزعها على المستحقين وقد فعل ذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. = تكافل اجتماعي : سبأ : كيف يمكن للزكاة أن تحقق التكافل الاجتماعي ومحاربة الفقر والبطالة؟ عبدالحق : عني الإسلام بتوفير الحاجات الأساسية لإفراد المجتمع ولكل فرد لا تسعفه أحواله الخاصة كمرض أو شيخوخة لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ، وقوله تعالى ( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ) .. وقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد...إلى آخر الحديث). والزكاة تقوم بدور هام في تحقيق التكافل الاجتماعي على الوجه الذي حدده المولى سبحانه وتعالى بقوله ( إنما الصدقات للقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل) ، كما أنها تسد حاجات الفقراء والمساكين بالاغناء وليس بالصدقة والإحسان وتغني العاملين عليها من خيانة الأمانة في جبايتها. وتكفل الزكاة حاجة الغارمين كالمدينين المعسرين أو الذين يتعرضون لحوادث خارجة عن الإرادة ، وإصلاح ذات البين حقنا للدماء وفك اسر ابن السبيل من حاجته عندما تنقطع به السبل ، وفي سبيل الله بتحقيق الضمان الاجتماعي والمصلحة العامة للإفراد من خلال المستشفيات والمدارس وتجهيز المجاهدين في الدعوة إلى الله.