شكلت النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية مفاجأة من العيار الثقيل ليس لفوز حزب كديما الجديد الذي ندر أن ينجح حزبا جديداً منشقاً عن حزب كبير أن يحقق نجاحاً كبيراً بهذا المستوى، ولكن المفاجأة كانت في تراجع قوة حزب الليكود اليمني الحاكم الذي كان مع حزب العمل أكبر وأقدم حزبين في إسرائيل، ليحل في انتخابات اليوم في المرتبة الخامسة بواقع أحد عشر مقعداً من مقاعد الكنيست ال(120) ليشهد الحزب من هذا اليوم كسوفاً هو الآخر في نجم السياسة الحزبية الإسرائيلية. وتشير النتائج شبه النهائية للانتخابات الإسرائيلية إلى تقدم حزب "كاديما" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة ايهود اولمرت بعد إصابة مؤسسه رئيس الوزراء ارئيل شارون بجلطة دماغية لم يخرج منها إلى اليوم. وحصل الحزب على (28) مقعدا من مقاعد الكنيست بعد فرز 99 بالمئة من صناديق الاقتراع، وحل حزب العمل ثانيا بفوزه ب (20) مقعدا بينما حصل حزب الليكود على (11) مقعدا ليحل خامسا بين الأحزاب، فيما سبقه حزب شاس الديني بحصوله على (13) مقعدا، وحل حزب إسرائيل بيتنا المتطرف الذي يطالب بترحيل العرب الفلسطينيين رابعا بحصوله على (12) مقعدا. أما المفاجأة التي لا تقل عن تقهقر الليكود فقد تمثلت في كسوف حزب شينوي نهائيا ليختفي بذلك عن الساحة الحزبية الإسرائيلية بعد فشله في تجاوز نسبة الحسم (2%) بعد أن كان للحزب في الكنيست السابق (14) عضوا، وفي المقابل كان هناك مفاجأة أخرى بفوز حزب جديد بثمانية مقاعد لم تكن تعطيه الاستطلاعات أكثر من ثلاثة مقاعد وهو حزب المتقاعدين خصوصا من كبار ضباط الجيش والأمن. وحافظت الأحزاب العربية على مقاعدها لتبدد المخاوف التي انتابت العديد من قادة الجماهير العربية داخل أراضي (48) المحتلة الذين كانوا يخشون تراجع كبير في قوتهم في الكنيست، فقد حققت ثلاثة أحزاب عربية في ظل المفاجآت على عشرة مقاعد؛ أربعة منها للقائمة العربية الموحدة، وثلاثة للجبهة الديمقراطية، وثلاثة للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده الدكتور عزمي بشارة. واعتبر بنيامين نتنياهو زعيم الليكود أن النتائج تعتبر صفعة لحزبه ولكنه أكد أن حزبه سيستمر على النهج الذي بدأه لتوه من أجل إعادة الاعتبار للحزب ومن أجل أن يستعيد مكانه في الحلبة السياسية. من جهته قال أولمرت بعد ظهور النتائج الأولية في احتفال كبير أمام أنصاره في القدس: انه مع الفصل مع الفلسطينيين" مضيفا " أنا مستعد للتخلي عن حلم إسرائيل الكبرى، نحن على استعداد لإجلاء يهود يعيشون في مستوطنات كي نتيح لكم (للفلسطينيين) تحقيق حلمكم بأن يكون لكم دولة "، مشترطا ذلك تخلي الفلسطينيين عن حلمهم بتدمير إسرائيل. وفي مقابل الترغيب لجأ أولمرت في خطابه إلى ترهيب الفلسطينيين بقوله:"أقول هذا انطلاقا من موقف قوة. نملك جميع الوسائل من اجل مواجهة الإرهاب لكن يجب أن نعطي فرصة حياة جديدة لأطفالنا وأطفالكم" حسب قوله. سبأنت