ارجعت دراسة رسمية اسباب حالات الشلل وانحناء الساقين التي سجلت في مديريات خولان وسنحان مؤخرا، الى ارتفاع نسبة الفلورايد في مياه الشرب والتي تسبب تهشم عظام الاسنان وتكسح عظام الساقين لدى الاطفال وكبار السن. واوصت الدراسة التي اعدها خبراء من البرنامج الوطني للترصد الوبائي ومنظمة الصحة العالمية، بمعالجة تركيز الفلورايد المرتفع في مياه الشرب بصورة طبيعية من خلال تجميع مياه الامطار , وخلط مياه الآبار المحتوية على الفلورايد بمياه الآبار السطحية الخالية من الفلورايد والموجودة بالمنطقة ، الى جانب البحث عن أحواض مياه يكون تركيز الفلورايد فيها مناسب مثل قرية الدرم , والآبار اليدوية. كما اوصت بالمعالجة التكنيكية للمياه والتي تتمثل شراء وتركيب قطارات منزلية خاصة بمعالجة الفلورايد , وعمل محطة معالجة عامة تعمل بطريقة التناضج العكسي، الى جانب إزالة عنصر الفلورايد من مياه الشرب عن طريق الترسيب , والادمصاص والتبادل الأيوني من خلال إضافة مواد كيميائية الى المياه التي فيها نسبة عالية من العنصر. وكان برنامج الترصد الوبائي التابع لوزارة الصحة العامة والسكان قد تلقى خلال العام الماضي بلاغات عن حدوث اصابات شللية لاكثر من 20 شخص من ابناء مديريات سنحان وخولان. وتوصل فريق الخبراء المكلف بالدراسة الميدانية الى وجود 27 حالة إصابة لها نفس الاعراض في سن يتفاوت بين 9 أشهر الى 10 سنوات ,وتبين ان بداية الحالات ألم في الساق والمفاصل وينتهي بتقوس في العظام دون ان يصاحب ذلك اية حمى مما يعني انه ليس شلل رخوي.. وكشفت الدراسة التي اجريت على مياه الشرب في عدد من الابار التي حفرت خلال سنتين، زيادة عنصر الفلورايد في مياه الشرب عن الكمية المسموح بها في آبار المياه وهو ما تسبب في تهشم عظام الاسنان وتكسح عظام الساقين لدى الاطفال و لدى كبار السن. وكان تقرير للهئية العامة لمشاريع مياه الريف قد اعتبر حالات التكسح مشكلة عامة في منطقة خولان وعلى مستوى مديرياتها الخمس اضافة الى مديرية سنحان التي اتضح ان مصدر المياه فيها من بئر خاص بعد ان توقف بئر المشروع بسبب تلف المضخة التي من المقرر ان يتم إعادة تركيبها في الفترة القادمة. وقال التقرير ان الفحوصات الميدانية التي اجريت لمياه الشرب في منطقة سنحان بينت أن نسبة عنصر الفلورايد تتفاوت من قرية الى اخرى حيث تتراوح بين 3 الى 5ر6 ملجم /ل ، وذلك يرجع الى طبيعة التراكيب الجيولوجية للمنطقة او الصخور التي تحتوي على نسبة عالية من مركبات الفلورايد.. مشيرا الى انه في قرية مقولة الواقعة جنوب شرق مدينة صنعاء والتي يعتمد سكانها البالغ عددهم /3100/ نسمة في مياه الشرب على بئر المشروع المنفذ من قبل الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف وبعض الآبار الخاصة بالمواطنين، يصل تركيز عنصر الفلورايد في مياهها بحسب تقرير الهيئة الى 5ر6 ملجم /ل وهو ما يؤدي الى تلون ونخر في الأسنان.. بينما يصل مستوى تركيز العنصر من 0ر0 إلى 3ر5 ملجم /ل في مياه الشرب من الآبار الخاصة بالآهالي في قرية شيعان الواقعة جنوب غرب صنعاء وعدد سكانها /2850/ نسمة وذلك ما يؤثر على اسنان الاطفال من خلال ظهور بداية تآكل خفيف للأسنان وتلونها باللون البني.. أما في قرية الدرم الى الجنوب الشرقي من مدينة صنعاء ويقطنها /950/ نسمة يعتمدون على مياه الشرب من الآبار الخاصة بالآهالي وبئر المشروع المنفذ من الهيئة , فيتركز هذا العنصر بنسبة 5ر1 الى 9ر1 ملجم /ل وهذه النسبة لا تحدث أي تأثيرات صحية على المستهلك . واوضح التقرير الذي اعدته إدارة المختبر وصحة البيئة بالهيئة العامة لمشاريع مياه الريف أن التكوينات الحاملة للفلورايد موجودة في معظم محافظات الجمهورية بكميات متفاوته في التركيز من محافظة الى اخرى إلا ان الفلورايد يوجد بتراكيز عالية في محافظات صنعاء , إب , ذمار , تعز , الضالع , وريمة وهناك مديريات في هذه المحافظات لها نصيب الاسد من هذا العنصر.. واشار الى ان معظم سكان الريف في اليمن يستخدمون المياه لأغراض الشرب والأعمال المنزلية من مياه الآبار العميقة والآبار اليدوية وجزء لا باس به من هذه الآبار ملوثة بمادة الفلورايد التي يصل تركيزها من 5ر2 الى 32 ملجم نتيجة لوجود خام فلوروسبار وخام (Po4/3) سي اي 5 [F,ci] ابتايت وغيرها من الخامات الاخرى الحاملة لعنصر الفلورايد وبخاصة التكوينات الجيولوجية البركانية للعصر الثلاثي والرباعي . في حين ان ان التركيز الآمن والمسموح به لعنصر الفلورايد في مياه الشرب حسب مواصفات منظمة الصحة العالمية هو 5ر0 الى 5ر1 ملجم /ل وإذا ما زادت نسبة التركيز عن هذا الحد فأن ذلك يؤدي الى حدوث اضرار على الصحة العامة للمستهلك تتمثل في تلون الاسنان عند المستويات التي تزيد عن 5ر1 ملجم /ل ونخر أسنان الاطفال عند (2-3 ملجم /ل) ولين العظام المتمثل في كساح الاطفال وتآكل وهشاشة العظام عند كبار السن ثم التسمم الفلوري للهيكل العظمي الذي يحدث عن تركيز قدره من 3-6 ملجم /ل, عوضاً عن الاضرار المادية التي تلحق بالمشروع وتتسبب في تأكل بعض مكوناته مثل المضخة والمواسير وخاصة مع ارتفاع تركيز بعض العناصر الاخرى . تجدر الاشارة الى عنصر الفلورايد يتواجد في الطبيعة من مياه وصخور وهواء وطعام بنسب مختلفة.. وهو عنصر غذائي مفيد اذا استخدم بكميات معتدلة وضار إذا استخدم بكميات كبيرة.. وقد أضيف الفلورايد إلى مياه الشرب عام 1940م في الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم في عام 1950م أضيف إلى معاجين الأسنان والمواد الغذائية , بإعتبار انه مادة فعّالة جداً ولها تأثير كبير في القضاء على التسوس.. وفلورة مياه الشرب أو تعديل المحتوى الفلوري في مصدر مياه الشرب العامة الهدف منها الوصول إلى التركيز المثالي وذلك للوقاية من تسوس الأسنان وهشاشة العظام . وتكمن اهمية فلورة مياه الشرب في ان الفلورايد مادة فعّالة جداً ولها تأثير كامل في القضاء على التسوس كما أثبتت الدراسات العلمية بأنه إذا أضيفت مادة الفلورايد إلى مياه الشرب سوف تحمي من التسوس بنسبة 70 في المائة والتي تعتبر أكبر نسبة ممكن اللجوء إليها في الحماية هذا إذا أضيف الفلورايد بنسبة واحد إلى مليون 1بي بي أم بمعنى انه إذا كان لدينا مليون جالون من المياه نضع فيها جالوناً واحداً من الفلورايد فقط . سبأنت