أكد المهندس عبدالملك المعلمي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس الجانب اليمني في اللجنة اليمنية الصينية المشتركة أن زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الصين وباكستان أكدت مستوى التميز والتوازن والثبات الذي تنتهجه الجمهورية اليمنية في علاقاتها الثنائية الصادقة مع مختلف دول العالم . وقال المعلمي في حوار مع (سبأنت) " إن العلاقة اليمنية مع الشرق ليست علاقة جديدة بل ذات تاريخ عريق , وأن تنمية علاقاتنا مع الدول الشرقية لا يعني التفريط بعلاقاتنا مع دول القارات الأخرى والتي تربطنا بها علاقات قوية وثابتة ". وأكد أن من أهم نتائج زيارة الرئيس إلى الصين تمثلت في التوقيع على ثمان اتفاقيات وتخصيص مبلغ مليار و خمسة وثلاثين مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية وإنتاجيه في اليمن وإعفاء الصادرات اليمنية إلى الصين من التعرفة الجمركية ، منوها الى ان بلادنا تتوخى المزيد من النتائج المستقبلية الهامة التي سيكون لرجال الاعمال الصينين دور كبير في بلورتها على الواقع التنموي والاقتصادي في اليمن . وفيما يلي نص الحوار : (سبأنت) بداية كيف تنظرون الى النتائج التي تمخضت عنها زيارة رئيس الجمهورية لكل من الصين وباكستان ؟وكيف تقيمون انعكاساتها على جهود التنمية ؟ (المعلمي) حظيت زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لكل من الصين وباكستان باهتمام كبير على المستوى الوطني والخارجي , واعتقد ان ما يميز هذه الزيارة لا يقف عند نجاحها في تحقيق الاهداف المباشرة المتمثلة في تمتين العلاقات الثنائية او التوقيع على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات التعاونية ومذكرات التفاهم بل ما سيترتب عليها من دعم مستقبلي وتنفيذ بعض السياسات والمشاريع الانمائية والانتاجية التي تحتاجها اليمن . كما أن الزيارة اكدت مستوى التميز والتوازن والثبات الذي تنتهجه الجمهورية المينة في علاقاتها الثنائية مع مختلف دول العالم على الرغم من المتغيرات الدولية التي غالبا ما تؤثر على مستوى العلاقات بين كثير من البلدان بسبب ضعف المصداقية وتغليب المصالح الأنانية بشكل رئيسي . وإذا ما نظرنا الى زيارة فخامة رئيس لجمهورية الصين الشعبية هذا العام سنجد انها الثالثة بعد زيارتنين سابقتين (1987-1998) وقد تبدو زيارات شبه منتظمة بالنظر الى الفارق الزمني بين زيارة واخرى ، وكذلك الامر بالنسبة لثاني زيارة يقوم بها فخامة الرئيس بجمهورية باكستان الاسلامية . ولعل هذه الدبلوماسية التي اعتاد فخامة الرئيس على انتهاجها تعكس للمراقبين مدى متابعة واهتمام فخامته وحرصة المستمر على ان يسهم كرئيس دولة في تحفيز ودفع العلاقات الثنائية بين اليمن وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة ، وبما يعزز الادوار والجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة المختلفة ، ويحقق التكامل بينها وبين القيادة في تدعيم وتنمية علاقات بلادنا بالبلدان الاخرى . وبشكل عام اتسمت الزيارة بعدد من المعطيات والمؤشرات التي عززت مقومات النجاح وأكسبتها نوعا من التمتيز نتيجة لما يتمتع به فخامة رئيس الجمهورية من قدرة على قراءة الواقع والتعاطي معه على المستويين الدبلوماسي والشخصي ومن ذلك مصداقية الجانب اليمني في اتخاذ خطوات عملية لتعزيز الشراكة التنموية من خلال اصطحاب عدد كبير من رجال الاعمال اليمنيين والالتقاء برجال الاعمال الصينيين والباكستانيين والترحيب باستثماراتها في اليمن وتقديم التسهيلات والمناخات اللازمة لنجاح مشاريعهم في مختلف المجالات فضلا عن تعميق الولاء الوطني لدى الطلاب وابناء الجالية اليمنية وتلمس همومهم بحل مشاكلهم وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهد والعمل وربطهم بوطنهم . (سبأنت) التوجه نحو الشرق مع الحفاظ على التعامل مع الغرب دون شروط هكذا ربط فخامة الرئيس بين الاتجاهين , كيف تقرؤون هذا التوجه وماهي دلالاته ؟ (المعلمي) عندما نتحدث عن التوجه نحو الشرق فهذا لا يعنى إطلاقا ان علاقاتنا كانت محصورة مع الغرب او اننا كنا على قطيعة مع الدول الشرقية , فعلاقاتنا مع الشرق ذات تاريخ عريق حيث تأسست في وقت مبكر قبل بناء علاقات مع الغرب بمئات السنين حتى انها تعود ما قبل الميلاد. ولأننا دولة نامية تعاني من مشاكل اقتصادية وتنموية فان ذلك جعلنا نحرص على الاستفادة من علاقاتنا الدولية المثالية في دعم الاقتصاد وجوانب التنمية الوطنية مع الشرق والغرب على السواء . وكان من الطبيعي ان نتعاون في هذا الجانب مع الدول التي تعتبر التعاون الاقتصادي والتنموي ضمن اولوياتها في علاقاتها مع الاخرين ، وبدون أية اشتراطات مسبقة . والمعروف أن الصين كانت من اهم الدول الصديقة التي أبدت حرصا على مساندة بلادنا تنمويا واقتصاديا على اساس المنافع المتبادلة . والأمر الآخر ان اليمن تعتبر جزءا من اسيا وهناك قواسم مشتركة عديدة بين معظم الدول الأسيوية.. ومعظم القارات تتجه الى تحقيق تقارب اقتصادي و سياسي وثقافي فيما بين دولها خاصة تلك التي تتميز بتنوع بين دولها . وهناك تجمعات اقليمية تغطى اسيا و يجمع معظم اطرافها / مثل مجلس التعاون الخليجي ، تجمع السارك ، رابطة الاسيان ، النمور الاسيوية ، تجمع ايبك ،الكومنولث، مجموعة شنغهاي..الخ/ وهي تجمعات عديدة ومتداخلة. (سبأنت) في دعوة الرئيس المستثمرين الصينيين الى الاستثمار في اليمن ..كيف ترون هذه الدعوة وماهي الآفاق التي يمكن ان تفتحها في سبيل تعزيز النشاط الاستثماري في البلاد؟ (المعلمي) في البداية لابد أن ندرك ان الصين تمثل اكبر أقتصاد حقق نموا في التاريخ المنظور خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية حيث حقق بشكل سنوي نموا تراوح مابين 8-9 بالمئة واستطاعت الحكومة الصينية خلال هذه السنوات تخليص ثلاثمائة مليون صيني من الفقر ومضاعفة دخول الافراد اربع مرات ، كما ان الصين تحتفظ بثاني أكبر احتياطي عالمي من العملات الاجنبية وعلى رئاسها الدولار الامريكي، اضافة الى ان البضائع الصنية اصبحت تشكل قلقا للدول الصناعية الكبرى بسبب اسعارها المنافسة ، كما انها ستشكل مع رابطة دول الآسيان اكبر منظقة للتجارة الحرة في العالم بحلول 2010..و باختصار تمكنت الصين خلال عقدين من الزمن بفضل ثورة الانفتاح الاقتصادي ان تفرض نفسها كلاعب رئيسي على المستوى الاقليمي الاسيوي وبصفتها لاعبا مهما على الساحة الدولية.. وفي ظل هذه الاعتبارات الاستراتيجية نحاول في اليمن كغيرنا من الدول النامية رسم مستقبل اكثر تميزا لعلاقاتنا مع الصين . وبناء على ذلك فقد أبدى فخامة الرئيس اهتماما كبيرا بجذب الاستثمارات الصينية خلال لقائه رجال الاعمال الصينين من رؤساء الشركات الكبرى في الصين . وهنا لابد من الاشارة الى ان رجال الاعمال في الصين يعتبرون من اهم القوى المؤثرة في السياسة الخارجية الصنية ولهم دورهم في انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية . واذا كانت اهم نتائج زيارة الصين تتمثل بالتوقيع على ثمان اتفاقيات وتخصيص مبلغ مليارا وخمسة وثلاثين مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية وانتاجية في اليمن ، واعفاء الصادرات اليمنية الى الصين من التعرفة الجمركية ، الاان بلادنا تتوخى المزيد من النتائج المستقبلية الهامة التي سيكون لرجال الاعمال في الصين دورا كبيرا في بلورتها على الواقع التنموي والاقتصادي في بلادنا خصوصا وان الزيارة مكنتنا من توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع بعض الشركات الصينية. ولاشك في اننا نتطلع من خلال ذلك ارتفاع حجم التبادل التجاري بين بلادنا والصين الذي نما خلال السنوات الاخيرة بشكل غيرب مسبوق جعل من الصين الشريك التجاري الاول لليمن من حيث حجم التبادل التجاري الذي بلغت نسبته6ر17 في المائة من حجم التبادل التجاري لليمن مع دول العالم وهو ما يجعل الصين اليوم من اهم المنافسين في السوق اليمنية . (سبأنت) كيف تقيمون مستقبل التعاون اليمني الصيني مستقبلا ؟ (المعلمي) لكل ما سبق نعتقد ان التعاون مع الصين سيكون له اهمية خاصة خلال القرن الحالي حيث نتطلع ان تسهم العلاقات اليمنية الصينية بفضل التعاون المستمر والمتنامي في تحقيق العديد من الاهداف العامة على مختلف الاصعدة منها: - الاستفادة من تطور القوة الاقتصادية الصنيية ونفوذها السياسي في تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبما يعزز الاستقرار السياسي والاقتصادي. -المساعدة في تطوير الصناعة والتكنولوجيا في بلادنا ، بما يساعد في تحقيق اقتصاد صناعي متنامي ويطور استخدامات التكنولوجيا ،ويوطن الصناعات التكنولوجية. -دراسة تجربة الصين في تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية الاقتاصدية ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة والاستفادة منها محليا . وفي المقابل نحرص على تفعيل هذه العلاقة بما يحقق مساعي الاصدقاء في الصين من من خلال : -التعاون الاقتصادي على صعيد فتح الاسواق اليمنية للصادرات الصينية ومنحها التسهيلات المتميزة والمتبادلة بين البلدين . -دعم الصين اقتصاديا وسياسيا كقوة دولية في منظومة النظام الدولي لاسيما في ظل النفوذ الهائل لتكتل الدول الصناعية الثمانية في التجارة والاقتصاد والسياسة الدولية , تعاون في قطاع الاتصالات . (سبأنت) هل من فرص او مجالات استثمارية يمكن ايجاد تعاون استثماري فيها فيما يخص قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن ؟ (المعلمي) العلاقات اليمنية الصينية تجسدت ثمارها على الواقع عبر عشرات المشاريع التنموية والاقتصادية والصناعية والزراعية والتعليمية والصحية والطرقات والبناء والتشييد وتكاد تكون ممثلة في معظم المجالات ، وسبق لي الاشارة الى ان تطوير وتوطين الصناعة التكنولوجية في بلادنا كرافد مهم للاقتصاد الصناعي وتعزيز استخدامات التكنولوجيا هو من اهم الاهداف التي تتفاءل بمساعدة الجانب الصيني على تحقيها من خلال ما يمتلكه من تجربة عالمية رائدة في هذا المجال وبالاستفادة من قدراته البشرية المتفوقة حيث توجد آفاق واسعة تمكن البلدين من التعاونفي مشاريع توسيع وتطوير البنية الاساسية لتقنية المعلومات وتحديث الاتصالاتوانتاج المعدات والاجهزة الاكترونية . واذا كانت ثمار علاقة البلدين قد انعكست على كثير من جوانب التنمية فان قطاع الاتصالات قد حظي بنوع من الاهتمام الخاص في اطار هذه العلاقة ،حيث استفادت بلادنا من التطورات التكنولويجة التي تزخر بها جمهورية الصين الشعبية الصديقة على المستوى الحكومي او على المستوى التجاري الخاص حيث دخلت التقنية الصنية العديد من انظمة الاتصالات المتقدمة التي تخدم المواطن اليمني في مختلف انحاء الوطن واثبتت كفاءتها العالية . وعلىسبيل المثال فان النجاح الذي احرزته بلادنا بتدشينها لخدمات الهاتف النقال/ يمن موبايل / اواخر العام 2004م يعتبر احد اهم الثمار التي افرزتها العلاقات اليمنية الصنية على نحو يدعو لمزيد من التفاؤل بمستقبل هذه العلاقة وخلقالعديد من المشاريع المماثلة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.