كشف محمد عمر فلهوم رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بوادي وصحراء حضرموت عن تحديد منطقة إستثمارية في منفذ الوديعة بمساحة خمسة كيلو مترات لاقامة مشاريع استثمارية فيها ذات جدوى اقتصادية.. مشيرا الى ان هناك توجيهات من قيادة المحافظة بتحديد منطقة تجارة حرة في المنفذ على أن يتم تخطيطها واستكمال إجراءاتها في المستقبل القريب. واعتبر فلهوم في لقاء اجرته معه وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التوجه لتفعيل الاستثمار في منفذ الوديعة الحدودي, عاملا هاما لتنشيط التجارة البينية والاستثمارات بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وتطرق رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية الى الترتيبات الجارية لتشغيل المنفذ رسمياً تزامنا مع الاحتفالات بالعيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية, والمناخات والامكانيات الاستثمارية التي تتمتع بها اليمن . وإلى تفاصيل اللقاء .. - تستكمل حاليا الترتيبات لبدء النشاط التجاري عبر منفذ الوديعة ، ما هي خطط الغرفة لتفعيل النشاط الاستثماري في المنفذ ؟ _ تولي قيادة المحافظة الاستثمار في هذا المنفذ اهمية خاصة وكبيرة, وقد تم تحديد منطقة إستثمارية في المنفذ مساحتها خمسة كيلومترات ستخصص لاقامة مشاريع إستثمارية ذات جدوى إقتصادية، وكذا تحديد منطقة تجارة حره في المنفذ على أن يتم تخطيطها واستكمال إجراءاتها في المستقبل القريب.وهذه التوجهات تأتي تأكيدا لتفعيل العمل التجاري بالمنفذ وتحويلة من منفذ سفر عادي للافراد إلى منفذ تجاري واقتصادي يلبي حالة التطور القائمة.. فمنذ فتح منفذ الوديعة لمرور الافراد في اواخر عام 2003م يتضح بجلاء الحركة الكبيرة لحركة الافراد عبر هذا المنفذ والتي وصلت منذ الافتتاح حتى نهاية العام الماضي 2005م الى 209 الآف و 702 قادما ومغادرا و62 ألف و 602 سيارة . وخلال الربع الاول من العام الجاري وصل العدد الى 31 ألف و152 قادما ومغادرا وووصلت عدد السيارات الى 10 الآف و357 سيارة .. وهذه الارقام تؤكد اهمية هذا المنفذ لتنشيط القطاع التجاري والاستثماري مع المملكة العربية السعودية نظرا لما يربط البلدين من علاقات متميزة ومتطورة. - متى سيتم تدشين العمل تجاريا بالمنفذ ؟ وما دور الغرفة التجارية بحضرموت في هذا الشأن؟ _سيدشن تشغيل المنفذ رسمياً خلال الاحتفالات بالعيد الوطني السادس عشر للجمهورية اليمنية، حيث تقوم مصلحة الجمارك حاليا باستكمال التجهيزات والتركيبات المتعلقة بالمنفذ والتي تشمل آليات التشغيل وتوفير مستودعات لخزن البضائع، واعداد المحاجر الصحية والزراعية وغيرها من مقومات التشغيل. والجهود متواصلة حاليا بشكل مكثف لبدء النشاط التجاري عبر المنفذ من قبل جميع الجهات المعنية بالمحافظة ، والغرفة تعمل على إعداد دراسة عن جدوى إقامة شركة استثمارية لتصدير المنتجات الزراعية من وادي حضرموت ، الى الأسواق المجاورة بداية ثم التوسع للوصول الى أسواق اخرى.. ونأمل في إقامة شراكة تجارية واستثمارية بين محافظتي حضرموت ونجران.. كما ان هناك خطوات جادة لعقد لقاء استثماري موسع عن فرص الاستثمار في اليمن يتم حاليا دراسة الاجندة الأساسية له من قبل الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية والهيئة العامة للاستثمار ووزارة الصناعة والتجارة وعدد من الجهات ذات العلاقة, ومن المتوقع ان يعقد هذا اللقاء بمدينة المكلا نهاية هذا العام اومطلع العام القادم. - ما هي العوامل المحفزة للاستثمار في اليمن؟ _ لا شك ان اساس الاستثمار هو رأس المال الذي يوصف بأنه (جبان) لأنه اخر من يحضر واول من يغادر عندما يشعر بأي منغص قد يؤثر عليه سلبا وذلك يعني اننا ملزمون بتوفير بيئة استثمارية جاذبة.. ولدينا في اليمن قانون متقدم وجاذب للاستثمار اذا ما تم تطبيقه بطرق صحيحة, وكذا فرص استثمارية متنوعة صناعية وزراعية وسياحية وخدمية, فضلا عن بيئة استثمارية مهيئة وبنية تحتية جيدة وايدي عاملة مؤهلة وباجور معقولة . وما يهمنا الآن هو ان تكون اجراءات الحصول على تراخيص الاستثمار ميسرة وبعيدة عن الوسطاء والتعقيدات الإجرائية المطولة، وايجاد مناطق خاصة بالاستثمار الصناعي ومؤهلة بالبنية التحتية وكافة الخدمات الضرورية للانتاج والتسويق، الى جانب تفعيل الحماية القانونية للاستثمارات،واعتقد ان تشكيل الهيئة العامة للاراضي والمساحة والتخطيط العمراني ستعمل على توفير احتياجات المستثمرين من الأراضي بإجراءات عملية ومبسطة . - يلاحظ ان محافظة حضرموت رغم توفر الموارد الطبيعية والبشرية فيها, الا ان النشاط الصناعي لا زال مقتصرا على الصناعات الصغيرة, ما هي اسباب ذلك؟ _ الصناعات بمفهومها العام هي عمليات إنتاجية متكاملة ، فالصناعات الصغيرة هي الأساس متى ما تطورت ، وبحكم علاقة التكامل الاقتصادي يفترض وجود صناعات كبيرة ، فنحن مثلا في وادي حضرموت لدينا منتجات زراعية وفيرة ، فمثلا اذا بدأنا بصناعة ( تعبئة) الطماطم فتطور هذه الصناعة تفرض الحاجة الى وجود مصانع كبيرة اخرى لتلبية حاجة هذه الصناعة, مثل مصانع لعلب معجون الطماطم او القوارير الزجاجية لحفظ معجون الطماطم. لذا يجب ان نعمل على تطوير الصناعات الخفيفة ونوفر لها فرص تسويق داخلي وخارجي وكل الظروف المساعدة لتطويرها, ومن الطبيعي ان تفرض الحاجة تطويرالصناعات الاخرى . - ما هي اهم القطاعات الانتاجية التي تمتلكها المحافظة؟ _القطاع الزراعي في وادي حضرموت هو أحد أهم القطاعات الانتاجية المتاحة, واضفى عمليا هوية طبيعية للوادي رغم ان تكاليف الإنتاج في هذا القطاع لا تزال عالية في ظل استمرار الإنتاج بالطرق التقليدية ، حتى في المزارع الكبيرة.. فمثلا منتوج البصل ( بافطيم ) اشهر المنتجات التي يعرف بها وادي حضرموت تكاليف إنتاجه كبيرة وبالتالي اسعار بيعه في كثير من الآحيان غير مربحة ، كما ان آلية التسويق الخاصة بالتصدير غير مشجعة للمصدر والمستورد على السواء. - ماهي مقترحاتكم لتفعيل التصدير وآلية التسويق؟ _ انا اقترح لحل هذه الاشكالية التسويقية الاسراع بانشاء شركة للتسويق المحلي والتصدير الخارجي للمنتجات الزراعية يساهم فيها مزارعون ورجال أعمال ومن يرغب الاكتتاب فيها, وسيكون لها انعكاس كبير في تحسين سعر البيع المحلي والتصدير للمنتج وتعبئة وتغليف المنتج بما يحتاجه السوق المحلية والأسواق الخارجية من حيث العبوة ووسيلة الحفظ الجيدة , اضافة الى تنظيم عملية التصدير والتعامل في ذلك عبر الطرق التجارية والمصرفية المتعارف عليها . كما ستقوم هذه الشركة بسهولة التواصل مع المستورد والجهة المصدرة كجهة رسمية معترف بها تخدم حقوق طرفي البيع ( المصدر والمستورد ) . -هل لديكم دراسات اقتصادية معينة لمتطلبات النشاط الاقتصادي في المنطقة للسنوات القادمة ؟ _بدأنا مع منظمة اوكسفام باعداد بعض الدراسات في هذا الاتجاه ، وشكلنا عدد من اللجان لوضع استراتيجية لمتطلبات النشاط الاقتصادي لكل قطاعات الاقتصاد الوطني والمكونات الإدارية الاخرى اهمها لجنة ترويج الاستثمار التي تضم عدد من مدراء العموم بوادي حضرموت وأكاديميين, ومن ضمن ما تتضمنه الدراسة اعداد استراتيجية للترويج للاستثمار للفترة 2006- 2015م لمحافظة حضرموت ( الوادي والساحل ).. وستشخص بشكل علمي الواقع المعاش والامكانيات الاستثمارية المتاحة بالوادي وتحديد مناطق وجود المواد الخام ، انواعها وكمياتها . وفضلا عن ذلك يعمل الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية حاليا على اعداد خارطة استثمارية شاملة لكل محافظات الجمهورية ، ستكون ذات فائدة كبيرة لتحديد المواقع المؤهلة للاستثمار تحديدا علميا دقيقا . سبانت