وسط احتجاجات عارمة أقر الإتحاد الدولي لكرة القدم في مؤتمره الذي عقد في لشبونه عام 1956م إقامة البطولة السابعة لكأس العالم في تشيلي على حساب الأرجنتين وألمانيا الغربية، في خطوة منه لإرضاء دول أمريكيا اللاتينية، التي غضبت بعد أن استضافت القارة الأوروبية آخر بطولتين، وكان مصدر تلك الاحتجاجات هي أن البلد المضيف تعرّضت لزلزال عنيف أودى بحياة 50 ألف شخص ودمر ملاعب كرة القدم، وأضعف إمكانيات تشيلي. وأقيمت النهائيات من 30 مايو الى 17 يونيو وبمشاركة 16 منتخبا 10 من أوروبا و5 من أمريكا الجنوبية وواحد من أمريكا الشمالية، وقبل نحو سنة من انطلاق البطولة تعرضت تشيلي لزلزال عنيف ذهب ضحيته نحو 7 آلاف شخص وهدد الإتحاد الدولي بسحب التنظيم منها لكن رئيس الإتحاد التشيلي لكرة القدم كارلوس ديتبورن المعروف بشخصيته القوية وجه نداءً وجدانياً للفيفا جاء فيه "ليس لدينا شيء ولذلك يجب أن يكون لدينا كأس العالم"، وأصبحت هذه الجملة فيما بعد شعار للبطولة، إلا أنه توفي قبل إنطلاق الحدث العالمي على أرض تشيلي بأشهر قليلة. وبالفعل نظمت تشيلي البطولة ونجحت في تحقيق المركز الثالث على حساب منتخب يوغوسلافيا بهدف نظيف، وبنت تشيلي ملعب سانتياغو الذي يتسع ل 80 ألف متفرج وكان جاهزاً لاستضافة المباريات، وكانت كرة القدم بدأت تثبت نفسها خصوصاً في أوروبا بعد انطلاق المسابقات الأوروبية الثلاث وبروز ريال مدريد الاسباني الذي أحرز الألقاب الخمسة الأولى في مسابقة كأس الأبطال الأوربية، ولم تبق كأس العالم السابعة في الاذهان لأنها حفلت بالخشونة وبشح الأهداف حيث إنتهت أربع مباريات بالتعادل السلبي في الدور الاول، كما اقتصرت مشاركة النجم الاسطوري بيليه في مباراة واحدة قبل تعرضه لإصابة شديدة أبعدته عن باقي المباريات وحقق المنتخب التشيكوسلوفاكي المفاجأة بقيادة جوزف مازوبوست الذي أُختير أفضل لاعب أوروبي في ذلك العام، وتمكن من بلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية ليقابل المنتخب البرازيلي حامل اللقب، وكان المنتخبان إلتقيا في الدور الأول وأسفرت المباراة عن تعادلهما صفر صفر وحل اماريلدو مكان بيليه فسجل هدف التعادل في مرمى تشيكوسلوفاكيا التي كانت قد تقدمت بهدف عن طريق مازوبوست في الدقيقة 15 لكن اماريلدو رد بعد دقيقتين من زاوية صعبة وفي الشوط الثاني أضاف زيتو وفافا هدفين لتحتفظ البرازيل باللقب. وبشكل عام فقد شهدت البطولة صراعاً بدنيا بين لاعبي الفرق المشاركة خاصة في المواجهة بين منتخبي إيطاليا وتشيلي في سانتياجو والتي طرد فيها لاعبان من المنتخب الإيطالي واضطرت الشرطة لحراسة لاعبي إيطاليا أثناء خروجهم من الملعب بعد أن حدثت العديد من الاشتباكات مع لاعبي الدولة المضيفة. وسُجل في البطولة 89 هدفاً منها 7 من ركلات جزاء، وطرد 6 لاعبين، أما لقب الهداف فقد تقاسمه كل من: البرازيلي جارينشيا، ومن الإتحاد السوفيتي فالينتين ايفانوف والتشيلي ليونيلسانشيز والمجري فلوريان البيرت، والبرازيلي فافا ولكل منهم 4 أهداف، وهي أول مرة تحدث في تاريخ كأس العالم أن يتقاسم لقب الهداف أكثر من لاعب، كما أصبح البرازيلي فافا أول لاعب في تاريخ بطولات كأس العالم يسجل هدف في نهائيين متتاليين، حيث سبق له التسجل في المباراة النهائية أمام السويد في منديال 1958م. المباراة النهائية: أقيمت في 17 يونيو وفازت البرازيل على تشيكوسلوفاكيا 3- 1 في سانتياغو أمام 68679 متفرج، وسجل اماريلدو للبرازيل في الدقيقة 17 وأضافه وزيتو الهدف الثاني في الدقيقة 69 وفافا في الدقيقة 78، فيما سجل هدف تشيكوسلوفاكيا الوحيد مازوبوست في الدقيقة 15. حكم المبارة النهائية: قاد المباراة الحكم الروسي لاتشيف. البطولة في أرقام فترة إقامة البطولة: من 30 / 5 / 1962 إلى 17 / 6 / 1962م. عدد الفرق المشاركة: 16 فريق. عدد المجموعات: 4 مجموعات يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة لدور الثمانية. بطل كأس العالم: البرازيل وكان يدربها موريرا. الوصيف: تشيكوسلوفاكيا وكان يدربها فيتالاسيل. عدد المباريات: 32 مباراة. عدد الأهداف المسجلة بالبطولة: 89 هدف. أعلى نتيجة: الاتحاد السوفييتي مع كولومبيا 4- 4 في إطار المجموعة الأولى. معدل الأهداف لكل مباراة: 2.78. هدافوا البطولة: إيفانوف من الاتحاد السوفييتي، اليوغوسلافي جيركوفيك، التشيلي سانشيز، المجري البرت، البرازيلي غارنشيا، البرازيلي فافا، ولكل منهم 4 أهداف. أعلى حضور: 76.500 متفرج وجمعت البرازيل بتشيلي، قبل النهائي. إجمالي الحضور لجميع المباريات: 898.753 متفرج. معدل حضور المباراة: 28.086 متفرج. دول تشارك للمرة الأولى: بلغاريا، كولومبيا. أكبر لاعب بالبطولة: البرازيلي سانتوس 37 سنة و32 يوم. أصغر لاعب بالبطولة: الإيطالي ريفيرا 18 سنة و286 يوم. مثل البرازيل في النهائي: جيلمار، سانتوس، سانتوس، زيتو، ماورو،زوزيمو، غارنشيا، ديدي، فافا، أماريلدو، زاغالو. مثل تشيكوسلوفاكيا في النهائي: شرويف، تيشي، نوفاك، بلوسكال،بوبلوهار، ماسوبوست، بوسبيشال، شيرر، كادرابا، فاسناك، جيلينيك. سبأنت