لنهائيات كأس العالم لكرة القدم نكهتها الخاصة, وتفردها عند أمم الأرض قاطبة, فلا تحل هذه النهائيات في ضيافة دولة الا وتعلن الطوارئ, وتعد الخطط وتفرغ اجهزة الدولة لهذا الضيف الكبير, ويبدأ البشر على البسيطة في الحديث عن الدولة التي ستستضيف نهائيات الكرة الساحرة, التي سلبت العقول, وتدخل في موسوعة الدول الأكثر حضا. وكالة الأنباء اليمنية سبأ : تشارك العالم بهذه الفرحة وبحثت مع سفير جمهورية المانيا الاتحادية بصنعاء في هذا اللقاء جملة من اسرار الاستضافة, ونجاح المانيا في خطف الانظار اليها, ومدى الاستعداد وبعد السياسة او قربها من تسابق الدول على استضافة نهائيات كأس العالم, والفائدة الاقتصادية والاجتماعية والابعاد الاخرى التي نقرأها في هذا اللقاء الممتع. سبأ: تستضيف ألمانيا بطولة نهائيات كأس العالم الثامنة عشرة من 9 يونيووحتى 9 يوليو 2006 .. ماذا يعني ذلك؟! السفير: ألمانيا فخورة بأنها تمكنت أن تصبح البلد المضيف لهذا الحدث الرياضي الهام جداً, وقد اخترنا مقولة " العالم ضيف على اصدقاء" كشعار لهذه البطولة, ونحن نعبر عن ترحيبنا بالرياضيين وكذلك بالكثير من مشجعي كرة القدم من كل أنحاء العالم الذين ستستقبلهم ألمانيا لمشاهدة المباريات. سبأ: كيف تمكنت ألمانيا من الظفر باستضافة هذه البطولة الأشهر عالميا؟ السفير: ُتمنح أي دولة شرف استضافة بطولة نهائيات كأس العالم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم, وما كان حاسما في أن تكون استضافة هذا الحدث من نصيب ألمانيا هو أننا تمكنا من تقديم مشروع ذا مصداقية ومليء بالأفكار للاتحاد الدولي حول إقامة نهائيات كأس العالم في ألمانيا، واستوفينا أفضل الشروط لإقامتها, كما أن من المهم في ذلك أن الترشيح لاستضافة للبطولة حضي بتأييد غالبية الشعب الألماني, فألمانيا دولة تعشق كرة القدم، ونحن متشوقون لهذه البطولة التي بدأنا نقترب منها. سبأ: كم أنفقت ألمانيا من خزينتها للإعداد لهذه البطولة؟ وما هي الفائدة التي ستعود عليها؟ السفير: لن يتم التحقق من التكاليف المادية التي ستنفق على إقامة بطولة نهائيات كأس العالم إلا بعد انقضاء البطولة, لكن الحاسم في الأمر أن بطولة كأس العالم ستمنحنا، ولا أقصد فقط الرياضة الألمانية، بل أيضا ألمانيا والألمان أنفسهم، فرصة التقرب الى الجمهور العالمي, فألمانيا بلد منفتح على العالم وبلد ديناميكي, و يسرنا أن نقدم للعالم الطبيعة الطيبة للألمان, ومن الطبيعي أن كثيراً من زوار كأس العالم سوف يستغلون إقامتهم في ألمانيا لمشاهدتها واكتشاف روائع المناظر الطبيعية والمعالم الثقافية الرائعة هناك. سبأ: هل هناك أهمية سياسية لهذه الاستضافة؟ السفير: بطولة نهائيات كأس العالم هي حدث رياضي بحت, والقضايا السياسية ينبغي أن تترك جانباً أمام البهجة الجماعية التي ستنشأ أثناء إقامة المباريات, إن من الطبيعي أننا نرى في منح استضافة بطولة كأس العالم لألمانيا دليلاً على ثقة المجتمع الدولي في انفتاح بلدنا على العالم وقدرتنا على استضافة الحدث، ولكن يا ترى هل سيصبح التنافس السلمي على أرض الملعب من خلال الالتزام بقواعد محددة مثالاً أيضا للتعايش السياسي بين الدول؟ سبأ: وفي رأيك هل ستنعكس البطولة إيجاباً على تطور الرياضة وخاصة كرة القدم الألمانية؟ السفير: بلا شك ستثير بطولة نهائيات كأس العالم في ألمانيا كثيراً من الحماس، حيث سيشاهد العالم بأسره الفرق الرياضية المتنافسة، وسيكون النجوم الكبار في تلك المباريات قدوة لكل الشباب والنشء للاعوام المقبلة في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك اليمن، وسيسرعون للممارسة ومتابعة كرة قدم ممتعة وملتزمة, وهذا ينطبق بالطبع على ألمانيا. سبأ: يبدو الترويج الكبير لهذه النهائيات واضحاً في أغلب السفارات الألمانية الخارج ومنها اليمن.. ماهو الهدف من ذلك؟ السفير: بطولة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لا ينبغي أن تكون في ألمانيا مجرد احتفال بكرة القدم او بالرياضة عموماً, ما يهمنا هو مشاركة عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم وخاصة أولئك الذين لم يتمكنوا من السفر لحضور ذلك الحدث. سبأ: الاحتياطيات الأمنية كبيرة استعداداً للمونديال، فهل تتخوفون من هجمات محتملة؟ وهل هناك عوائق أمام المسلمين الراغبين في متابعة المنافسات في ألمانيا ؟ السفير: في عالمنا الحالي يتوجب عند تنظيم أي حدث كبير أن تؤخذ المخاطر الأمنية بعين الاعتبار, والدولة المضيفة الجيدة عليها أخذ مثل تلك المخاطر على محمل الجد، لكي يتحاشى إلحاق الضرر باللاعبين و المشاهدين,لذلك لقد قررت سلطات الأمن الألمانية عدم التردد في اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يجنب حدوث المخاطر, وذلك لن يشكل عبئاً بأي حال من الأحوال على الضيوف المشجعين للرياضة الذين يرغبون في المشاركة في هذا المحفل الرياضي. سبأ: ما حجم الدعم الذي قدمتموه لتركيب شاشات عرض كبيرة في بعض المدن اليمنية لمتابعة النهائيات؟ السفير: لنا رغبة في أن نشارك أصدقاءنا اليمنيين متعة مشاهدة مباريات كأس العالم وعلى الأخص أولئك الذين لا يمكنهم مشاهدة القنوات الفضائية, لقد اتخذنا قرارنا بهذا الشأن، ونحن سعداء بذلك ونشكر المشاركة الفاعلة لوزارة الاتصالات وأمانة العاصمة صنعاء ومدينة عدن والجهات الراعية من المؤسسات الخاصة على تمكيننا من جعل شريحة واسعة من الشعب اليمني يشاركون في هذا الحدث, ففي صنعاء ستنقل جميع المباريات بعد المغرب في حديقة السبعين وملعب الظرافي، وفي عدن أمام القنصلية الألمانية في خور مكسر, وقد أعلنت وزارة الاتصالات عن نصب شاشات أيضاً في كل من المُكلا و تعز وسيئون والحديدة, ومن أجل تشجيع كرة القدم في اليمن، ستسلم السفارة الألمانية يوم الافتتاح الموافق 9 يونيو وزارة الشباب والرياضة 1000 كرة قدم للمدارس والفرق الرياضية، وخاصة للمناطق الريفية في اليمن. سبأ: كيف يمكن تطوير التعاون الرياضي بين اليمن وألمانيا؟ السفير: هناك إمكانيات كثيرة للتعاون في المجال الرياضي و أهمها بالطبع اللقاءات المباشرة بين لاعبي بلدينا, ولاتزال زيارة نادي فرايبورج والمباريات التي خاضها في اليمن ماثلة في الذاكرة, كما كان هناك مدرب كرة قدم ألماني " سباتلر" قدم الدعم والمشورة لاتحاد كرة القدم اليمني, في مجال الناشئين وقد تلقى كثير من مدربي الرياضة اليمنيين دورات تدريبية في ألمانيا, ويمكن ربط هذه النشاطات بالمستقبل و تطويرها. سبانت