الصينيون لا يزال لديهم الكثير من القدرة على إدهاش العالم ، يقول شولين نائب مدير لجنة الدولة للتنمية والإصلاح إن عدد خريجي الجامعات الصينية يصل إلى خمسة ملايين متخرج سنوياً ، ويتم توظيف 95% منهم سواء في الحكومة أو القطاع الخاص . بكين وحدها تضم أكثر من 70 جامعة حكومية وخاصة ، وهي تستعد لاستقبال دورة الألعاب الأولمبية عام 2008م بمشاريع عملاقة ، يقول شن وايد عضو اللجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية : سيكون هناك 37 ملعب ، منها 31 في بكين ومن المقرر أن يتم الانتهاء من بناء الملاعب قبل نهاية عام 2007م . ويستهل نائب لجنة الدولة للتنمية والاصلاح حديثة عن خطة خمسية من 2006 – 2010م وهو أكثر تفاؤلاً ، يقول : الاقتصاد الصيني من أسرع الدول تطوراً في العالم ، إلا أن دخل الفرد لا يزال منخفض نسبياً ". وتقدم ترتيب الاقتصاد الصيني من حيث إجمالي الانتاج المحلي العالمي إلى الرابع من السادس ، وتقدم من الثامن عام 2000م فيما يتعلق بإجمالي التجارة العالمية إلى الثالث عام 2005م . يتطلع الصينيون إلى رفع ترتيب الاقتصاد الصين إلى الثالث على المستوى العالمي بحلول عام 2010م وزيادة دخل الفرد بنسبة 5، 7% . ويؤكد السيد شو لين أن الاصلاح والانفتاح هو قوة الدفع نحو النمو الذي حققته الصين خلال العشرين سنة الماضية . كما أن الأيدي العاملة متوفرة ، والأسعار منخفضة ، والتمويلات البنكية هي الأخرة موجودة . وتتطلع الصين إلى تقليص الفجوة بين مستوى الدخل في المدن الرئيسية والأقاليم الفقيرة نسبياً ، يقول شو لين : الفرق بين الاقاليم الصينية المختلفة لا يزال كبيراً ، وأغنى الاقاليم دخلها عشرة أضعاف الأقاليم الفقيرة . قد لا تتخيل أن بكين تخطط لجعل سائقوا سيارات الأجرة يتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقه، وقبلها قامت بتبديل جميع سيارات الأجرة بسيارات جديدة ، يقول عضو اللجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية : هناك 29% من السكان في بكين يتكلمون الأجنبية ، أي أن خمسة مليون صيني في بكين يتكلمون اللغة الأجنبية ونريد رفع النسبة إلى 35% عام 2008م الصينيون يصنعون ما يشبه المعجزات، ويتقدمون نحو الريادة العالمية بهدوء ، يقول شن وايد وعلى محياه البهجة : سيكون شعار الألعاب الأولمبية " عالم واحد ، حلم واحد " . ويحافظ الصينيون على ثقافتهم الخاصة ، رغم موجة التقليد للثقافة الغربية من قبل قطاع واسع من الشباب ، تلحظ ذلك ببداهة ، فالعادات والتقاليد الصينية القديمة تقترب من التقاليد العربية ، في الحفاظ على الأسرة ، وتقاليد الزواج وكرم الضيافة، إلا أن هناك تغيرات في بنية النظام الاجتماعي للصين، على سبيل المثال لم يكن الصينيون يهتمون بتربية الكلاب على الطريقة الغربية كما حاصل الآن ، ويخبرني الزميل علي الحاوري وهو يحضر الدكتوراه في الصين أنه نشر مؤخراً إنفاق الصينيين على ملايين الحيوانات على تربية الكلاب . ويقول الحاوري : "هناك تغير في بنية النظام الاجتماعي في الصين بسبب تقليد الثقافة الغربية ، في حين لا تزال القيم التقليدية الصينية راسخة في الريف الصيني ". كنا على مدى عشرة أيام نشرب الشاي في موطنه ، الناس هنا يدمنون الشاي الأخضر ، وفي أي مكان تصل إليها تجد الأقلاص المميزة ، ونادلات جميلات يترددت كل لحظة لملئها، وتكتشف نهاية اليوم أنك شربت أكثر من عشرة أقلاص. * الشباب التجار ! " يحتفظ اليمنيون للصينيين أنهم شقوا أول طريقة أسفلت من الحديدة إلى صنعاء " هكذا قلت لمسؤول في مكتب العلاقات الخارجية بمدينة شنغهاي ووجدت الصينيون أيضاً يكنون شعوراً عميقاً لليمن التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالصين ، رغم أن الصورة الآن تبدو أكثر تطوراً في العلاقات وتشابكا في المصالح ، وهذا لا يجعلني أتجاهل رحلات التجار اليمنيين المستمرة إلى مدن محددة في الصين لإستيراد بضائع مقلدة ومغشوشة لا تضاهي الصناعة الصينية العملاقة التي شاهدناها في بكين وشنغهاي ومدن أخرى . اقليما " أيوا، جوانزو " هما الأكثر جذباً لرجال الأعمال اليمنيين والعرب ، قبيل مغادرتنا من مطار دبي إلى شنغهاي التقينا بأحد التجار الشباب ، كنا بحاجة للتعلق بأي سحنة يمنية مع تعدد الوجوه والأشكال والألوان ، هي أول تجربة بالنسبة له ، لكنه كغيره من التجار الشباب الذين التقيناهم والعديد منهم عند عودتنا باتت الصين مقصدهم ، والعجيب أن هذا الشاب يشكوا من البضائع الصينية التي يقوم بشراءها التجار خصيصاً لليمنيون ، وهي السلع التي تقود الصين حرباً ضدها في المرحلة الحالية خصوصاً عقب انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية " كما أخبرنا مسؤولي صينيين في حي بادونج بمدينة شنغهاي . اليمنيون من أكثر الجاليات في الصين كما يخبرني الزميل علي الحاوري، إلا أنهم بحاجة إلى ملحق سياحي ، فالصينيون مع نمو مستوى الدخل يبحثون عن عالم جديد للمعرفة والتنزه والمتعة . لم تتح لنا الفرصة خلال الزيارة اللقاء باليمنيين وما علمته أنهم يشكون من عدم وجود مقابر في بعض المقاطعات ولذلك فقد وقع اليمنيون في ورطة عندما توفي أحدهم هناك في الأسابيع القليلة الماضية ، فعودته تكلف مايزيد عن 18 ألف دولار ، وكان البديل المخيف إحراقه، ما دفع الطلاب وبعض التجار للقيام بجهود كبيرة لنقله إلى مقاطعة أخرى لدفنه، وأخبرني بعض الأصدقاء في شنغهاي أن دور السفارة لم يكن بالمستوى المطلوب ، وتمكنوا بجهود ذاتية نقله على مقاطعة أخرى يمكنهم فيها دفن المسلمين. * ينشر بالتزامن مع صحيفة السياسية الصادرة عن وكالة الانباء اليمنية سبأ سبأنت