يبدأ قسم الاثار بجامعة صنعاء السبت المقبل مسوحاته الاثرية للموسم الثالث على التوالي في مديرية بني مطر محافظة صنعاء والذي يستمر شهرا كاملا بمشاركة اساتذة قسم الآثار وطلاب الآثار الخريجين. وقال الدكتور عبدالغني علي سعيد الشرعبي رئيس قسم الاثار رئيس فريق المسح ل(سبأنت) ان القسم نفذ منذ 1997م نحو 11 موسما مسحيا وتنقيب اثري في منطقتي مقولة وجدران بسنحان ومديرية بني مطر وذلك لتدريب الطلاب الخرجين وطلاب الدراسات العليا، على عملية المسوحات والتنقيبات، واكتشاف المواقع الاثرية القديمة والاسلامية وتوثيقها، الى جانب خلق الوعي لدى المجتمع المحلي والمجالس المحلية في تلك المناطق باهمية الثروات الأثرية والتأريخية التي تمتلكها مناطقهم وضرورة الحفاظ عليها من العبث وتحديد مسوليات كل منهم في هذه المهمة الوطنية، بالاضافة الى ما تمثله المسوحات من عمل تمهيدي وخطوة اولية هامة لاجراء التنقيبات الاثرية في المنطقة. واشار رئيس قسم الاثار بجامعة صنعاء الى ان المسحين السابقين اللذين تم اجرائهما في منطقة بني مطر قد اسفرا عن اكتشاف العشرات من المواقع الاثرية منها ما يعود إلى ما قبل الميلاد والعصر البرونزي والعصور التاريخية المبكرة (العصر السبئي المبكر)، ومنها إلى العصر الإسلامي، الى جانب العثور على العديد من اللقى الاثرية السطحية منها ما يعود إلى العصر الحجري والبرونزي، وبعضها يعود للعصور التاريخية المتعاقبة. وقال الدكتور الشرعبي " ابرز نتائج المسحين السابقين في مديرية بني مطر هو العثور على ادوات حجرية تعود إلى عصور ما قبل الاسلام منها احجار الصوان عليه كتابات بالخط المسند وبعضها عليه خربشات ورسومات لحيوانات أليفة ومفترسة، بعضها انقرضت وبعضها مازالت موجودة ، إضافة إلى رسوم لشخصيات يمنية مشهورة في تلك العصور". كما تم العثور على أدوات حجرية، كانت تستخدم في تلك العصور كمذابح وقرابين أو مباخر، وأواني حجرية كالحرض ، أما الأواني الفخارية والقطع المكسورة منها، فقد وجد الكثير منها منتشرا في سطوح تلك المواقع. وأضاف " ان هذه اللقى الأثرية في بني مطر ، دلت الفريق على أن الفترة الاستيطانية لهذه المناطق كانت مبكرة واستمرت في العصور التاريخية المتعاقبة المختلفة، وكانت تعرف باسم /البستان/ كما تدل الدراسات، واستمر فيها عملية الاستيطان والاستقرار نظرا لتوفر عوامل وشروط الاستقرار فيها من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، والمياه المتدفقة، والمناخ المناسب، والمرتفعات الشاهقة كجبل النبي شعيب، الذي يعتبر أعلى قمة في الجزيرة العربية، وكانت هذه المرتفعات تشكل عامل حماية وأمن للانسان اليمني القديم ". وتتعرض هذه المواقع الاثرية لانواع العبث والدمير من قبل المواطنين دون استشعارهم اهميتها ويشير رئيس قسم الاثار الى ان المجسات الأثرية لبعض المواقع، كشفت أن آثارها ونقوشها نُقِلت من مواقعها الأصلية إلى مواقع أخرى، وُوجدت نقوش مسندية في بعض مداميك المساجد وأحجار بنائها الى جانب تحويل بعض المواقع الاثرية الى مناطق زراعية وبعضها قضى عليها الزحف العمراني لامانة العاصمة وشق الطرقات على تلك المواقع الاثرية. وقال" وجدنا أن أحجار مباني قرية "قلاضة" الحديثة ، منقولة من الاحجار الأثرية في خرابة قلاضة، كما تحولت بعض مواقعها الى حقول زراعية رغم ان بقايا المداميك لمختلف المنشات المعمارية مازالت في اماكنها الاصلية تخفي حقبة تاريخية لمجتمع يمني كان يسكن تلك المنطقة في عصر ما قبل الاسلام الى جانب المنشآت المائية القديمة التي ما زالت بعضها تعمل بحالة جيدة وبعضها تحتاج الى ترميم". وشدد الدكتور عبدالغني على ضرورة القيام بحملة توعية كبيرة للمواطنين بخطورة هذا العبث، كون الآثار تعتبر هوية وثقافة وطن وشعب وموروثه الأصيل وعراقته الضاربة في أعماق التاريخ.. منوها إلى أن هذه الاكتشافات الأثرية تمثل رافدا مهما في تنشيط الحركة السياحية من مختلف أنحاء العالم، للتعرف على الحضارات اليمنية، خصوصا السبيئية، التي ما تزال كثيرا من أسرارها غامضة حتى الآن وكانت من اعظم الحضارات، وهذا يشكل دفعة قوية للاقتصاد الوطني، ويفتح المجال لاستغلال مورد اقتصادي جديد ذو جدوى اقتصادية وعائد كبير وهو المجال السياحي. وحمل قسم الاثار بكلية الاداب بجامعة صنعاء على عاتقه جزءا من مهمة الكشف عن اثار اليمن التي تمتلك تمتلك كثيرا من الحضارات الضاربة في اعماق التاريخ والتي مازالت اسرارها مدفونة تحت الارض, الى جانب مهمته في تخريج الكوادر المؤهلة في هذا المجال. وقد بدأ قسم الآثار عام 1997م بتنفيذ اول موسم مسحي وتنقيبي اثناء العطلة الصيفية لتدريب الطلاب، وقد شمل منطقة مقولة في سنحان واسفرت على مدى اكثر من موسمين عن العديد من اللقى الاثرية، ولضعف الامكانيات من القاعات واحتياجات الترميم اقتصر القسم في انشتطة الموسمية على اجراء اعمال المسوحات والمجسمات الاثرية والتي شملت مناطق جدر في مديرية سنحان وبني مطر. ويقيم القسم سنويا معارضا لعرض المواقع الاثرية المكتشفة خلال مسوحاته واتنقيباته الاثرية التدريبية للطلاب في مختلف محافظات الجمهورية. سبأنت