أنهى فريق من قسم الآثار بجامعة صنعاء، أعمال المسوحات والمجسات الأثرية في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء ، استمرت شهرا كاملا، ويعكف الفريق الآن في الأعمال المكتبية لاعداد التقرير النهائي حول نتائج تلك المسوحات. وذمر الدكتور عبد الغني علي سعيد رئيس قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة صنعاء رئيس فريق المسح المكون من هيئة التدريس بالقسم ، ومندوب من الهيئة العامة للآثار ، لوكالة الانباء اليمنية/ سبا/ إن الفريق قام بمسح حوالي خمسين موقعا أثريا، منها ما يعود إلى ما قبل الاسلام، ومنها إلى العصر الإسلامي، مضيفاً أن المسوحات، أسفرت كذلك عن العديد من اللقي الأثرية السطحية، منها ما يعود إلى العصر الحجري والبرونزي، ومنها للعصور التاريخية المتعاقبة. وقال //تم العثور على أدوات حجرية تعود إلى عصور ما قبل الاسلام منها حجر الدوان أو الصوان ، عليها كتابات بالخط المسند وبعضها عليه خربشات ورسومات الحيوانات أليفة ومفترسة ، بعضها انقرضت وبعضها مازالت موجودة ، إضافة إلى رسوم لشخضيات يمنية مشهورة في تلك العصور. كما تم العثور على أدوات حجرية، كانت تستخدم في تلك العصور كمذابح وقرابين أو مباخر، وأواني حجرية كالحرض ، أما الأواني الفخارية والكسور منها، فقد وجد الكثير منها منتشرا في سطوح تلك المواقع، مؤكداً أن هذه اللقي الأثرية في بني مطر ، دلت الفريق على أن الفترة الاستيطانية لهذه المناطق كانت مبكرة واستمرت في العصور التاريخية المتعاقبة المختلفة. وأضاف الدكتور عبد الغني، إن المجسات الأثرية لبعض المواقع، كشفت أن آثارها ونقوشها نُقِلت من مواقعها الأصلية إلى مواقع أخرى، وُوجدت نقوش مسندية في بعض مداميك المساجد وأحجار بنائها ، فقد وجدنا أن أحجار مباني قرية "قلاضة" الحديثة ، منقولة من الاحجار الأثرية في خرابة قلاضة. وتعتبر مديرية بني مطر غنية بالمواقع الأثرية النادرة والثمينة، التي يجري العبث بها من قبل المواطنين لعدم معرفتهم بأهميتها وقيمتها التاريخية. وفيما أشار إلى أن هناك العديد من الآثار والمواقع الأثرية القيمة يجري العبث بها بشكل فضيع ، شدد على ضرورة حملة كبيرة لتوعية المواطنين بخطورة هذا العبث، كون الآثار تعتبر هوية وثقافة وطن وشعب وموروثه الأصيل وعراقته الضاربة في أعماق التاريخ، منوها إلى أن هذه الاكتشافات الأثرية تمثل رافدا مهما في تنشيط الحركة السياحية من مختلف أنحاء العالم، للتعرف على الحضارات اليمنية، خصوصا السبيئية، التي ما تزال كثيرا من أسرارها غامضة حتى الآن وكانت من اعظم الحضارات، وهذا يشكل دفعة قوية للاقتصاد الوطني، ويفتح المجال لاستغلال مورد اقتصادي جديد ذي جدوى اقتصادية وعائد كبير وهو المجال السياحي. وقال، أن ما تم مسحة خلال الموسم السادس للتنقيبات والمسوحات، التي يقوم بها قسم الآثار بجامعة صنعاء ، يمثل جزءا من مديرية بني مطر ، وتحتاج المديرية إلى أكثر من عام من العمل المتواصل من المسوحات والمجسات لإنجازها، ذلك أن المديرية استوطنها الانسان اليمني منذ العصور الحجرية، وكانت تعرف باسم /البستان/ كما تدل الدراسات، واستمر فيها الاستيطان والاستقرار نظرا لتوفر عوامل وشروط الاستقرار فيها من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، والمياه المتدفقة، والمناخ المناسب، والمرتفعات الشاهقة كجبل النبي شعيب، الذي يعتبر أعلى قمة في الجزيرة العربية، وكانت هذه المرتفعات تشكل عامل حماية وأمن للانسان اليمني القديم. وحول أهداف هذه المسوحات ، أشار رئيس قسم الآثار ، بأن القسم أراد الحصول على صورة لطبيعة المخلفات الأثرية في بني مطر، والأخطار التي تهدد المواقع جراء عمليات التعرية الطبيعية والنشاط البشري المستمر فيها، لافتا إلى أن أهمية المسوحات والتنقيبات الأثرية، تكمن في العادة في الكشف عن أسرار الحضارات اليمنية المتعاقبة عبر التاريخ ورقيها، والتي ما زال الكثير منها مدفونا تحت الأرض . ومنذ بدأ قسم الآثار بجامعة صنعاء هذه المسوحات في العام الدارسي 97/96م، بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار، تم تنفيذ خمسة مواسممن التنقيبات والمسوحات في منطقة مقولة بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء ، أسفرت عن العديد من اللقي الأثرية الهامة والنادرة وكالة الانباءاليمنية(سبأ)