تتجه انظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة مساء غدا الى مدينة برلين الالمانية التي تشهد لقاء القمة الذهبية المرتقب بين منتخبي فرنسا ونظيره الايطالي في نهائي كأس العالم في نسخته الثامنة عشر التي تستضيفه المانيا للمرة الاولى منذ العام 1974. 90 او 120 دقيقة هو العمر المتبقي من عمر المونديال والتي سيتسمر خلالها انصار ومحبي ومشجعي الازرقين في جميع قارات الارض امام الشاشة الفضية بقلوب متوقدة قد تتجمد بأعلان صافرة الحكم الارجنتيني اليزوندو اللجوء لركلات الحظ الترجيحية لمعرفة هوية بطل العالم المتوج في حال تقاسم الفريقان نقاط المباراة لعبا ونتيجة . مباراة نهائية لم يتخيلها اكثر المتفائلين لمونديال اطاح بتوقعات وترشيحات كل من له صلة بكرة القدم عرض الحائط وقلبت طاولتهم رأسا على عقب بعد خروج المنتخبات التي تم ترشيحها قبل البطولة وهي المانيا وانجلترا الى جانب نجوم السامبا والتانجو من المنافسة . فلم يشفع كل من الارض والجمهور وحتى ميركل نفسها للفريق الالماني المرشح الابرز لنيل اللقب وقوفهم الى جانبه ومساندتهم له امام المنتخب الازوري الذي بخر احلامهم بهدفين في دقيقة واحدة في الدور قبل النهائي معوضا إخفاقه في مونديال 2002 بخروجه أمام المنتخب الكوري في دور ال16 . وبدورهم اطاح الفرنسيون بالمرشح الاخر لمواجهة المانيا حيث كانت الاسماء الرنانة من اصحاب الدخل المرتفع والخيالي غير قادرة على مجاراة زيدان الذي اذهل العالم برقصة السامبا حتى بعثر البن البرازيلي تاركا المجال للديك الفرنسي لألتقاطه حبه حبه في طول وعرض الملعب وسط ذهول امبراطورية الراء رونالدو ورونالدينهو وروبرتو كارلوس الى جانب كاكا. واقتنع ابناء السامبا بأن خروجهم على يد فريق يقوده لاعب اسمه زيدان ومعه هنري وفييرا وريبري اهون من مصيبة الانجليز الذين نكثوا العهد المقطوع قبيل انطلاق البطولة لنجل ولي عهد بريطانيا بأنهم لن يعودواالى لندن الا بالكأس الذهبية ليعودوا بكأس اخر هو كأس المرارة والندم الذي ثأر واسقاهم إياه منتخب البرتغال بعد ان شرب منه في مونديال 1966. خيبة الامل التي اصابت الجمهور الفرنسي في كوريا واليابان بسبب الخروج المدوي لحامل اللقب والمرشح الاكبر للمحافظة عليه من الدور الاول جعلتهم متحفظين وملتزمي الصمت في هذا المونديال خاصة ان منتخبهم كان قاب قوسين او ادنى من عدم التأهل للنهائيات . ولولا تدخل زيدان في الوقت المناسب بتراجعه عن قرار اعتزاله وبراعته بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية وضعت الديوك في مقدمة المجموعة الاوروبية الرابعة بخمسة انتصارات ومثلها تعادل لكان علم الكيان الصهيوني يرفرف في سماء المونديال الى جانب منتخب بلاتر بعكس الطليان الذين تصدروا المجموعة التأهيلية الخامسة بفارق خمس نقاط عن الثاني بسبع حالات فوز كانت كافية لوجودهم بين الكبار في المانيا للمرة ال16 في تاريخهم رغم تعثرهم بتعادلين وخسارة واحدة . وانتظر الفريقان حتى الجولة الثالثة والاخيرة من منافسات الدور الأول لنهائيات كأس العالم الحالية حتى تأكد بلوغهما ثمن النهائي بفوزهما بهدفين غاليين في مرمى كل من توجو بالنسبة للفرنسيين حلو به في المرتبة الثانية للمجموعة السابعة بخمس نقاط بعد تعادلين الأول سلبي امام سويسرا والثاني ايجابي 1-1 مع كوريا، وفوز هام للطليان امام التشيك قفز بهم الى قمة المجموعة الخامسة بسبع نقاط حصدوها بفوز مستحق أيضا على غانا وتعادل مفاجئ 1-1 أمام أمريكا . وبقدر ماكان يتوقع أن تكون مهمة المنتخب الأزوري سهلة جدا في الدورين ثمن وربع النهائي أمام فريقين جديدين على المونديال وعلى هذه الأدوار من البطولة، إلا انه واجه صعوبة في تجاوز المنتخب الاسترالي في دور 16 من نقطة الجزاء والمباراة تلفظ انفاسها الأخيرة لكنهم ، أعلنوا عن أنفسهم بثلاثية بيضاء أنهوا بها مغامرة المنتخب الأوكراني في ربع النهائي . ويبدوا ان الديك الفرنسي كان مصابا بأنفلونزا الطيور في الادوار الاولى حيث اظهر مستوى كبير جدا في الادوار الاقصائية وكان اول ضحاياه الماتاتورد الاسباني بثلاثة اهداف مقابل اصابة واحدة في ثمن النهائي،وبهدف يتيم امام كل من البرازيل والبرتغال اشرقت به الشمس الفرنسية في النهائي لتواجه ايطاليا في قمة زرقاء استمدت لونها من السماء والمحيط للمرة الاولى . ويدخل الديك الفرنسي اللقاء وهو يحمل امالا كبيرة في تحقيق حلمه التاريخي الثاني بعد مونديال 98 بعد ان تمكن زيدان ورفاقه من تبديد احلام البرتغاليين في لقاء نصف النهائي والصعود الى قاب قوسين اوادنى من نيل التاج العالمي . ويطمح فيها النجم الفرنسي العربي الاصل زين الدين زيدان ان ينهى مسيرته الكروية باكبر انجاز يسجله التاريخ الفرنسي والعالم باحرازه اللقب العالمي للمرة الثانية تحت توقيعه الشخصي . في حين يسعى ابناء باولو روسي بقيادة مارسلو ليبي الى تحقيق اللقب الرابع لهم بعد محطات انتظار استمرت اكثر من 22 عاما منذ تحقيق اخر لقب لهم في اسبانياعام 82 م امام المانيا . وتعتبر فرص الفريقين متساوية في نيل اللقب كما ان التاريخ خط في سطوره انهما التقيا اربع مرات وتقاسما فيهما الفوز والاهداف ايضا وعددها ثمانية لكل فريق.