أدانت سوريا المجزرة الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل أمس الجمعة في بلدة القاع، في البقاع الشمالي بحق عمال أبرياء وعائلاتهم من الجنسيتين السورية واللبنانية أثناء عملهم وكسبهم قوتهم اليومي. ووصف وزير الإعلام الدكتور محسن بلال في حديث للتلفزيون السورى مجزرة القاع الجديدة بأنها عمل عنصري إرهابي اسرائيلى بأسلحة وصواريخ أمريكية. وقال أن الأعمال العدوانية الإسرائيلية تشكل خطراً على المنطقة والعالم والسلام العالمي، مضيفاً أن العدوان الإسرائيلي لم يحقق أي مكاسب سوى ذبح الأطفال والنساء والرجال العزل، وان هذا العمل غير المبرر يشكل عملاً ضد المبادئ والأعراف والقيم الدينية والأخلاقية. وأكد الوزير السوري أن الهدف مما تقوم به الولاياتالمتحدة الأميركية من تأجيل لجلسات مجلس الأمن في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل ارتكاب المجازر هو إعطاء إسرائيل أطول فرصة ممكنة لتحقيق متغيرات على الأرض. وأشار بلال إلى أن العالم برمته يصرخ، أوقفوا إطلاق النار، أوقفوا العدوان والمجازر، بينما كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية تقول لم يحن الوقت لوقف إطلاق النار. وشدد الوزير بلال على أنه لا سبيل للاستقرار في المنطقة إلا من خلال حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي وانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة. وقد قوبلت المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي أمس في البقاع الشمالي والتي راح ضحيتها 33 شهيداً من الجنسية السورية واللبنانية باستنكار وغضب سوري على الصعيدين الشعبي والرسمي. وندد الحزب السوري القومي الاجتماعي بالمجزرة الإرهابية، وقال "معن حمية" مدير الدائرة الإعلامية في الحزب: أن ما جرى هو واحدة من مئات المجازر المرتكبة بحق الشعب اللبناني وهذا ما يجعل العدو الإسرائيلى يسبح في بحر واسع من دماء الأطفال والمدنيين العزل خصوصا بعدما أدرك استحالة تحقيق أي إنجاز عسكري بفضل تصدى المقاومة الوطنية الباسلة له ما جعله يدفع أثمانا باهظة لعدوانه. واعتبر حمية أن أخطر ما في الأمر هو الصمت الدولي المطبق الذي لا يحركه ضمير إنساني بعدما أصبح خاضعاً لمشيئة أمريكية ما يجعل المجتمع الدولي شريكا في جرائم إسرائيل حسب قوله. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد انه بات من غير المقبول أبداً السكوت على الجرائم الإسرائيلية والحاجة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الغاشم على لبنان وشعبه فوراً. وشدد المعلم خلال اتصالين هاتفيين تلقاهما أمس من وزيري خارجية تركيا وإيطاليا على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق، وضرورة الامتناع عن فرض أي حل سياسي لا يحظى بتوافق اللبنانيين جميعاً.