أشاد إعلاميون ومراقبون عرب شاركوا في تغطية والرقابة على الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت الأربعاء الماضي في اليمن بمستوى الوعي الديمقراطي لدى اليمنيين ومستوى النزاهة والشفافية والحرية التي أتسمت بها هذه الانتخابات. وقال الدكتور على العمودي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية قبيل مغادرته مطار صنعاء الدولي ليلة أمس لوكالة الانباء اليمنية (سبأ ) :" نبارك للشعب اليمني الذي اثبت انه على قدر هذا العرس الديمقراطي الذي تحقق لهذا الشعب وجرى في أجواء سلمية وشفافة وديمقراطية حقيقية غير متوقعة وذلك بشهادة المنظمات الدولية والمراقبين الدوليين". وأضاف قائلا : " إن هذا الانتصار الحقيقي.. يؤسس ليمن جديد نهجه ديمقراطي ويكرس مبدأ التداول السلمي للسلطة الذي يعد صمام الأمان للشعب اليمني " . من جانبه قال الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مركز مجلس البحوث في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة :" إن التجربة الانتخابية اليمنية على وجه التحديد شكلت مغايرة أساسية في العالم العربي وقدمت نموذج مختلف وإيجابي .. خاصة وأنها انطوت على كثير من المفردات التي لم تكن مألوفة في الزمن والشارع العربي منها إتاحة الفرصة لمختلف الفرقاء السياسيين لإيضاح برامجهم عبر أجهزة الإعلام الحكومية المختلفة واعتبار الخلاف والاختلاف وسيلة للتحاور". وأردف قائلا : " إن النجاح الذي حققه اليمنيون في هذا العرس الديمقراطي التعددي البناء والرشيد يعد الثمرة الكبرى وعتبة الانطلاق نحو المستقبل الحقيقي والتطور الكامل ". كما أشاد فريق مراقبة الانتخابات الرئاسية والمحلية (EMT) بالاجواء التي سارت فيها الانتخابات, والتي أدت الى نجاحها. واعتبر فريق (EMT) وهي منظمة محلية غير حكومية شاركت في الرقابة على الانتخابات , في تقرير أولي أعلنه الليلة في مؤتمر صحفي عقد بصنعاء , الحملات الانتخابية بأنها كانت نشطة وسليمة عموماً, كما كان حضور المهرجانات العامة كبيرا. وأوضح التقرير الاولي للفريق الذي قام بتغطية 200 دائرة انتخابية في أكثر من /18/ محافظة, إن عملية الفرز سارت بحسب القانون.. مشيدا بجهود اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في ادارة الانتخابات بحيادية ومهنية عالية مما ساهم في انجاح العملية الانتخابية . وقال التقرير " ان ما اتسمت به اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء من حيادية في منهجيتها لادارة الانتخابات ، قد ساهم في إنجاح العملية الانتخابية بصورة عكست مهنيتها العالية في ادارة الانتخابات, وكذا الخبرة التراكمية التي اكتسبتها خلال الفترة الماضية".. مشيدا بالتسهيلات التي قدمت للمراقبين ومكنتهم من أداء مهامهم بكل سهولة ويسر. وأكد التقرير أن الدعاية الانتخابية للمرشحين في وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروءة أعطت فرصة متكافئة لظهور جميع المرشحين بصورة عادلة.. ولم يرصد الفريق أي تحيز لأي مرشح في الفترة الزمنية المتاحة للمرشحين لنقل مهرجاناتهم الانتخابية. وأوصى الفريق اللجنة العليا للانتخابات بتوفير شرطة نسائية خاصة باللجان الانتخابية ، وزيادة عدد لجان الاقتراع النسائية بما يتناسب وعدد الناخبات، وكذا توعية المواطن بعدم ارتداء الملابس العسكرية والتي تعطي انطباعاً خاطئ مع الآخرين ، وتشكيل لجان فرز خاصة لتخفيف العبء على لجان الاقتراع. كما أوصى بضرورة البدء في تنفيذ مشروع الربط بين بيانات السجل المدني والسجل الانتخابي, وذلك بهدف تجاوز العديد من المشاكل التي قد تنشأ نتيجة لالغاء وتجاوز بعض الأسماء أو تكرارها, وكذا تنفيذ حملة لازالة الصور والملصقات الخاصة بالعملية الانتخابية ، بما يكفل اظهار مدننا وقرانا بالشكل اللائق. و تحدث في المؤتمر كل من الإخوة الدكتورة حسنية القادري، والدكتور عبد الرحمن الشامي، والدكتور محمد عبد الباري القدسي، ونجاة صائم حول أهمية هذا الإنجاز الديمقراطي وآليات عمل الفريق .. مؤكدين أن التجربة الديمقراطية في اليمن تتطور يوماً بعد يوم.. منوهين إلى أن العملية الانتخابية جاءت بمكسب ينعكس في الأول والأخير على كل الوطن.