اكد الزعيم الليبى معمر القذافى يوم امس بان قمة افريقية مصغرة يشارك فيها كل من السودان وليبيا ومصر وربما افريقيا الوسطى ستعقد يوم غد الثلاثاء في طرابلس ,من اجل المصادقة على أتفاق وقع بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان امس الاول. وذكرت وكالة الانباء السودانية بان القذافي دعا خلال لقائه مساء امس مجذوب الخليفة مستشار الرئيس السوداني عمرالبشير , وابوالقاسم امام رئيس حركة تحرير السودان عقب التوقيع على برتكول السلا م حركة تحرير السودان الى الالتزام بما تم التوقيع علية , وان لأيخذلوه امام القادة الأفارقة . وتضمن الاتفاق زيادة التعويضات لأهالي دارفور، إلى 100 مليون دولار وعودة النازحين إلى ديارهم والعمل على ضبط سلاح المليشيات وتمثيل حركة تحرير السودان في كل المواقع الدستورية بما يتناسب مع وزنها السياسي والاجتماعي. وقال الخليفة عقب توقيع الاتفاق إن حكومته تواصل الحوار مع الفصائل الأخرى، 00متوقعا أن "تكون هناك نتائج إيجابية لهذه المباحثات في الأيام المقبلة". يأتي ذلك بينما جدد السودان نفيه قبول انتشار قوة مشتركة في إقليم دارفور00 مشددا على أن الأمر يتعلق فقط بدعم فني أممي للقوة الأفريقية الحالية. وقال وزير الخارجية السوداني لام أكول بالخرطوم "لم نوافق على نشر قوة مختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور مثلما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بعد الاجتماع التشاوري في أديس أبابا". وشدد اكول على أن وفد السودان وافق فقط على مشاركة وحدات فنية من الأممالمتحدة لمساندة قوة الاتحاد الأفريقي التي ستواصل عملها. وأضاف أكول أن السودان رفض "عرضا بشأن قيادة مشتركة دولية-أفريقية وأيضا بشأن العدد المقترح للقوات", قائلا إن من الملائم أن يترك الأمر "للسودانيين وللخبراء العسكريين الدوليين والأفريقيين". واوضح القذافي بان التوافق على السلام يسقط اى مسلسل للتدخل الخارجى ...داعيا الأطراف السودانية المعارضة الى الألتزام بهذا الأتفاق ,في حين اعرب عن امله بان يشكل الأتفاق الأخير نهاية لآلا م سكان اقليم دارفور المضطرب غرب السودان. واضاف الزعيم الليبي "بان كافة الصراعات فى افريقيا سببها الأستعمارالذى لايريد قيام الولاياتالمتحدة الافريقية ويعمل من اجل التفرقة والانقلابات العسكريه فى افريقيا ويمد القبائل الافريقية بالسلاح من اجل ان تقاتل بعضها البعض. من جانبه اجرى وزير الخارجية السودانى لام اكول مع ديفيد كميرون رئيس حزب المحافظين وزعيم المعارضة البريطانى الذى وصل الى الخرطوم فى وقت سابق اليوم مباحثات تركزت حول الأوضاع في دارفور وكيفية الخروج من الوضع الحالي بجانب الإجتماع الذي عقد مؤخراً في اديس ابابا. وقالت ان الجانبين اتفقا على ضرورة تفعيل وقف اطلاق النار باعتباره خطوة اولى فى سبيل تحقيق الامن والسلام للمواطن أولا فى دارفور ثم تمهيد السبيل للمفاوضات السياسية التى نصت عليها الاجتماعات الاخيرة فى اديس ابابا. وقال السفير على الصادق الناطق الرسمى باسم الخارجية السودانية فى تصريحات صحفية أن لام اكول شرح لزعيم المعارضة البريطانى ما دارفى اجتماعات اديس ابابا وما تم التوصل اليه خلال الاجتماع الذى حضره الامين العام للامم المتحدة وقادة الاتحاد الافريقى وعدد من الدول الافريقية وغير الافريقية المهتمة بالوضع فى دارفور.. مشيرا الى ان الوزير بين للمسئول البريطانى ان هناك خلافا بسيطا بين السودان والامم المتحدة حول حجم القوات وقيادتها وتوقيت نشرها فى دارفور. وقال الناطق الرسمى أن لام اكول اوضح الدوافع والاسباب المنطقية لرفض السودان لقوات مشتركة وحجم القوات خاصة أن الاتحاد الافريقى قد اكد استعداده لزيادة قواته..مضيفا / ان موقف السودان المبدئى حول حجم القوات واضح واننا لا يمكن أن نتحدث عن حجم ما لم ندرس الوضع على الارض/. ومن جانبه اكد ديفيد كميرون ضرورة تعزيز قوات الاتحاد الافريقى فى دارفور ووقف اطلاق النار وبداية العملية السلمية.. مشيرا الى ان هناك نازحين فى دارفور يواجهون مشكلة. واضاف أن وقف اطلاق النار فى دارفور يحتاج الى تعزيز وتقوية قوات الاتحاد الافريقى. يقع إقليم دارفور في أقصى غرب السودان، وتشكل حدوده الغربية الحدود السياسية للسودان في تلك الجهة مع ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد، وتسكنه عرقيات إفريقية وعربية؛ من أهمها "الفور" التي جاءت تسمية الإقليم منها، و"الزغاوة"، و"المساليت"، وقبائل "البقارة" و"الرزيقات". وتمتد جذور بعض هذه المجموعات السكانية إلى دول الجوار، خاصة تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى. وكانت دارفور في السابق مملكة إسلامية مستقلة تَعاقب على حكمها عدد من السلاطين، كان آخرهم السلطان علي دينار، وكان للإقليم عملته الخاصة وعلَمه، ويحكم في ظل حكومة فيدرالية يحكم فيها زعماء القبائل مناطقهم، وكانت هذه الفيدراليات مستقلة تماما حتى سقطت في الحقبة التركية. وقد اتجه أهل دارفور خلال الحكم التركي الذي استمر نحو 10 سنوات لأسلوب المقاومة، وشكل الأمراء والأعيان حكومات ظل كانت مسئولة عن قيادة جيش دارفور الموحد الذي كان يشن عمليات المقاومة ضد الجيش التركي. كما شهد الإقليم عدة ثورات؛ من أشهرها ثورة السلطان هارون التي دحرها غردون باشا عام 1877، وثورة مادبو بمدينة الضعين، وثورة البقارة. وعند اندلاع الثورة المهدية سارع الأمراء والزعماء لمبايعة المهدي ومناصرته حتى نالت استقلالها مجددا. ولم يدم استقلال الإقليم طويلا؛ حيث سقط مجدداً تحت حكم المهدية عام 1884 الذي وجد مقاومة عنيفة حتى سقطت المهدية عام 1898، فعاد السلطان علي دينار ليحكم دارفور. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى أيد سلطان دارفور تركيا التي كانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية؛ الأمر الذي أغضب حاكم عام السودان، وأشعل العداء بين السلطنة والسلطة المركزية، والذي كانت نتيجته الإطاحة بسلطنة دارفور وضمها للسودان عام 1917. سبأنت