فقد السودان زعامة الاتحاد الافريقي للمرة الثانية بعد ان منحت المنظمة الافريقية الرئاسة الدورية لغانا بسبب الغضب من استمرار اراقة الدماء في دارفور. وقال الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي للصحفيين ان جون كوفور رئيس غانا سيرأس الاتحاد الافريقي. وقال "بتوافق الاراء..انه الرئيس كوفور." وقال ان السودان أيد القرار الذي تفادى نزاعا يلقي بظلاله على القضايا الموجودة على جدول الاعمال وبينها تجميع جنود لحفظ السلام في الصومال. وتنبأ بعض المحللين قبل بدء القمة بان يسيطر النزاع حول السودان على اعمال القمة ولا يحل الا في اللحظة الاخيرة. وقال اعضاء وفود في القمة ان اتفاقا تم اعداده من خلال وساطة رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ومجموعة الرؤساء السبعة الحكماء. كان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد تلقى وعدا منذ عام بتولي بلاده رئاسة الاتحاد حين تم تخطيه للمنصب بسبب العنف في دارفور الذي يقدر خبراء أنه أسفر عن مقتل 200 الف شخص وتسبب في نزوح 2.5 مليون عن ديارهم. ويقول منتقدون ومن بينهم جماعات مدافعة عن حقوق الانسان وحكومات غربية انه بدلا من التراجع أخذ العنف في دارفور يتفاقم في العام الاخير حيث قتلت الميليشيات العربية التي تدعمها الحكومة الالاف. وعرقل البشير مرارا نشر قوات لحفظ السلام لتعزيز بعثة عسكرية للاتحاد الافريقي مكونة من سبعة الاف جندي ومراقب. وقال وزير الخارجية السوداني لام اكول لرويترز ان هذا كان اقتراح السودان وانه تطوع بذلك حتى لا تنجح العناصر الاجنبية التي تحاول تقسيم القارة حول هذه القضية وان الامر المهم هو اتخاذ القرار من اجل وحدة القارة. وكان السودان يبدو متصلبا عشية القمة بانه ينبغي ان يتولى الرئاسة على الرغم من مجموعة المطالب من جماعات حقوق الانسان والحكومات الغربية بانه ينبغي ابعاده بسبب سوء المعاملة في دارفور. لكن مع بداية القمة في العاصمة الاثيوبية تصاعدت الضغوط لمنع السودان من ادارة المنظمة التي تقوم قواتها لحفظ السلام بمهمة لانهاء العنف في اقليم دارفور المترامي الاطراف الواقع في غرب البلاد. وفي خطابه الافتتاحي اتهم كوناري الخرطوم بمهاجمة المدنيين في دارفور حيث تقول الولاياتالمتحدة ان الابادة الجماعية وقعت. وقال "نناشد حكومة السودان بوقف مهاجمة وقصف دارفور وان تعيد السلام بدلا من ذلك." وقالت منظمة العفو الدولية في بيان صدر عشية القمة التي تستمر يومين ان الاتحاد الافريقي سيقوض مصداقيته اذا منح الرئاسة للبشير. وتعهدت تشاد التي توترت علاقاتها مع السودان بشدة بعد تسرب الصراع في دارفور عبر حدودها بان تنسحب من الاتحاد الافريقي اذا تولى البشير رئاسته. وقال دبلوماسيون ان حكومات غربية ضغطت بقوة في اديس ابابا ضد رئاسة السودان واقترحت في وقت سابق ان تكون تنزانيا مرشحا كحل وسط. لكن مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية جينادي فريزر رفضت اتهامات السودان حول الضغوط الغربية. وقالت "اعتقد ان هذا خطأ. أعضاء الاتحاد الافريقي هم الذين يتخذون القرار حول من يرأسهم. واعتقد انهم يريدون رئاسة تعبر عن معايير موجودة داخل عملياتهم السياسية التي تتضمن ديمقراطيات ليست في حالة حرب." وقال اعضاء وفود ان هناك معارضة شديدة ضد السودان من بعض الحكومات وان الحل الوسط الخاص بغانا التي تحتفل بالذكرى السنوية الخمسين لاستقلالها في عام 2007 قدم مخرجا من المشكلة التي يدعمها الاجماع وهو الطريقة الافريقية التقليدية لحل النزاعات. وقال احد اعضاء وفد افريقي "كيف نطلب من شخص يتعامل مع صراع داخلي في بلاده ان يتعامل مع قضايا اخرى تجري في القارة.." ومن المقرر ان يناقش اجتماع اديس ابابا ايضا تجميع قوة لحفظ السلام من اجل الصومال لتحل محل قوات اثيوبية وقلاقل في غينيا وتغير المناخ الى جانب البعثة العسكرية للاتحاد الافريقي في دارفور. رويترز