توفيت امرأة وطفلتين في محافظة ريمة جراء إنهيار منازلها بسبب الأمطار الغزيرة التي يتواصل هطولها بغزارة على المحافظة منذ خمسة أيام . وبحسب حصيلة أولية عن الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين في مديريات محافظتي ذمار وريمة جراء الأمطار ، فقد تهدم 22 منزلا ومسجدا واحدا تهدما كليا ولحقت أضرار متفاوته بمائة وستة وأربعين منزلا أخرين .. فيما حوصر مئات المواطنين في منازلهم جراء السيول المتدفقة التي تسببت أيضا في قطع عدد من الطرق الرئيسية والفرعية في مديريات المحافظتين . وقد كلفت قيادتا السلطتين المحليتين في المحافظتين رؤساء وامناء عموم المجالس المحلية في المديريات التي حدثت فيها الأضرار بالتحرك الفوري الى مواقع الاضرار وإغاثة المتضررين ورفع تقرير مفصل عن الأضرار الناجمه عن الامطار . وتتميز الأمطار التي يمن الله تعالى بها هذه الأيام على معظم المحافظات اليمنية بالغزارة ويستمر سقوطها لساعات طويلة على عدد من المحافظات وخصوصا محافظتي ريمة وذمار التي أستمر هطولها لخمسة أيام متتالية سوى بعض الساعات التي يقل فيها مستوى غزارة الهطول دون انقطاع. وتقع اليمن ضمن حزام المناطق الجافة وشبه الجافة ويتميز بندرة موارده المائية بصفة عامة، وعدم كفاية موارده السطحية.. وتعتمد معظم المساحات المزروعة فيها على الري بالأمطار رغم ندرتها في السنوات الخمس المنصرمة . ورغم أن هطول الأمطار في اليمن يكون نادرا في الشتاء لكنها في هذا العام هطلت بكثافة وللعام الثاني على التوالي بعد كارثة تسونامي في إقليم اتشيه الإندونيسي التي يتوقع علماء البيئة أن تكون أثرت إيجابيا على المناخ ومعدل الهطول في أسيا ومنها اليمن . وتسقط الأمطار في اليمن في موسمين: الموسم الأول خلال فصل الربيع ( مارس – أبريل)، والموسم الثاني في الصيف ( يوليو – أغسطس ) وهو موسم أكثر مطراً من فصل الربيع وتتباين كمية الأمطار الساقطة على اليمن تبايناً مكانياً واسعاً فأعلى كمية تساقط سنوي تكون في المرتفعات الجنوبية الغربية كما في مناطق إب – تعز والضالع ويريم حيث تتراوح كمية الأمطار الساقطة هنا ما بين 600-1500 مم سنوياً وتقل كمية الأمطار الساقطة في السهل الساحلي الغربي كما هو في الحديدة والمخا بالرغم من تعرضها للرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي العابرة البحر الأحمر نتيجة لعدم وجود عامل رفع لهذه الرياح الرطبة إلا أن متوسط المطر السنوي يزداد مع الارتفاع من 50 مم على الساحل إلى نحو1000مم على سفوح الجبال المواجهة إلى البحر الأحمر. ولا يختلف الأمر في السواحل الجنوبية والشرقية للبلاد عن السواحل الغربية من حيث كمية الأمطار والتي تبلغ نحو 50 مم سنوياً كما في عدن والفيوش والكود والريان ويرجع سبب ذلك إلى عدة عوامل أهمها: إن اتجاه حركة الرياح الرطبة تسير بمحاذاة الساحل دون التوغل إلى الداخل؛ لذا فإن تأثيرها يكون قليل جداً وبالتالي فإن الأمطار الساقطة ليست ذات أهمية اقتصادية تُذكر. وتشكل الزراعة وصيد الأسماك نسبة تتراوح ما بين (15-20) بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي ,وبينما تمثل المساحة الصالحة للزراعة (3 ) بالمائة من إجمالي مساحة الجمهورية اليمنية فأن المساحة المزروعة فعلاً تمثل ( 85ر71) بالمائة فقط من إجمالي المساحة الصالحة للزراعة . وبحسب تقارير وزارة المياه والبيئة فإن اليمن تستهلك سنويا نحو 5ر3 مليار متر مكعب في حين تحصل على سيول وتغذية سنوية للمياه الجوفية بحدود 5ر2مليار متر مكعب سنوياً،في حين يبلغ العجز المائي بحوالي ألف مليون متر مكعب سنوياً . وأعدت الوزارة الاستراتيجية الوطنية للمياه والبرنامج الاستثماري للاعوام 2005-2009م, وكذا آلية تنفيذية للاستراتيجية للتعاطي مع مسألة استنزاف المياه الجوفية ووضع المعالجات الكفيلة بمواجهة مشكلة المياه وتتجه حاليا للتوسع في إنشاء السدود والحواجز المائية لحصاد مياه الأمطار وتشجيع القطاع الخاص لتحلية مياه البحر لتوفير مياه الشرب النقية لسكان بعض المدن التي أستنزفت الأحواض المائية بشكل كبير ومنها مدينة تعز.