قالت أمل البوريني زوجة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن الإعلام العربي والغربي صور الخلافات التي وقعت بين الفصائل الفلسطينية مؤخرا بطريقة خاطئة، وان الخلاف لم يكن مع كل حركة فتح بل كان مع فصيل واحد فقط. ودعت البرويني في حديث خاص مع (سبأنت) الإعلاميين إلى تحري الحقيقة أثناء نقل المعلومات عن الواقع الفلسطيني، ودعم القضية الفلسطينية. وتطرقت البوريني إلى الدور الذي تلعبه المرأة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة و في الشتات، ودورها الشخصي في دعم زوجها خالد مشغل للاستمرار في العمل السياسي إلى تفاصيل الحوار.. * سبأنت : عقب استشهاد الشيخ احمد ياسين والرنتيسي كان البعض يعتقد أن حركة حماس انتهت ؟ ** البوريني : حماس لا تتأثر بالأشخاص .. صحيح الشيخ أحمد ياسين شخص غير عادي ولكن رب العالمين يعوض، وكل الشعب الفلسطيني أحمد ياسين وحماس حركة ربانية ومبارك فيها , فكلما اشتدت عليهم الأزمة تنفرج في الاخير . حماس عندما تدخل في محنة ، ربنا يقلبها إلى منحة وفي كل المراحل التي قطعتها حماس من البداية إلى الآن ، كلما زادت الصعوبات تزداد صلابة وقوة ، وعودها يقوى أكثر , وربنا يبشرنا بالنصر. كما أن الشيخ أحمد ياسين كان يعمل على تربية أبناء حماس تربية ايمانية وكان يهتم بالمرأة كما يهتم بالرجل تماماً وكان يدعو في المساجد إلى الدعوة في سبيل الله إخلاص وكل العالم يشهد لهذه الحركة بأن منهجها إسلامي وديني وعندهم إخلاص لقضيتهم ويقدموا أرواحهم . * سبأنت : في ظل المماحكات التي حصلت بين حركتي فتح وحماس بالرغم من أنهم توصلوا إلى اتفاق إلى أي مدى سيؤثر هذا الاتفاق على الحركتين وتحويل القضية الى شأن داخلي ؟ ** البوريني : أولاً الإعلام صور خلاف الفصائل الفلسطينية بطريقة خاطئة, فالخلاف لم يكن مع كل حركة فتح بل كان مع فصيل واحد من حركة فتح وهم يعتبرون دسائس من قبل العدو الصهيوني واليهود في الأصل هم من يحيكون الفتن من هنا وهناك . * سبأنت : قضية العراق ولبنان وقضايا الوطن العربي بشكل عام هل شغلت العامة عن القضية الفلسطينية الأساسية ؟ يعني هل غيبتها ؟ ** البوريني : هي كلها قضية واحدة وهي همنا كلنا ويجب أن يهتم الجميع بقضايا الأمة العربية في العراق وفلسطين، ويجب أن نرفع المعاناة عنهم فالعدو واحد الذي يتآمر على العراق وفلسطين والأراضي كلها, وبالتالي لابد أن نكون واعيين ، لان هدفهم تشتيتنا ويجب علينا أن نبقى أمة واحدة . سبأنت: ما دور المرأة الفلسطينية في الشتات ؟ ** البوريني : طبعاً دور المرأة الفلسطينية في الشتات لا ينقص عن دورها في فلسطين لأن همنا واحد .. الشعب الفلسطيني مبتلى في الخارج , كما هو مبتلى في الداخل والغربة وبعدنا عن وطننا تجعلنا أكثر اهتماماً بقضيتنا وتجعلنا نربي أولادنا التربية الإسلامية الصحيحة وتوعيتهم بقضيتهم الأم ونشر الثقافة.. نحن في الشتات دائماً نجتمع مع الأخوات ونذكر بعضنا وعقولنا وقلوبنا تبقى دائماً مرتبطة بفلسطين وبالأخص قضية المسجد الأقصى ، والمرأة يكفيها أن تربي أبناءها تربية إيمانية كاملة . * سبأنت : من المعروف عن المرأة بشكل عام أنها عاطفية وحنونة فكيف تردين على من يصف المرأة الفلسطينية بأنها الأقل حناناً بين الأخريات لأنها تدفع بزوجها وابناءها الى الموت ؟ كما أن من المعروف أن شخص الأستاذ خالد مشعل مستهدف فكيف تشعرين في ظل هذا الاستهداف ؟ وهل يؤثر عليك شخصياً ؟ ** البوريني : المرأة الفلسطينية معطاءة وحنونة جداً والتهم الذي يلقونها جزافاً هنا وهناك كلها كاذبة. المرأة الفلسطينية عندما تبعث بأبنها إلى الجهاد نعتبر ذلك حناناً ومحبة, الأم الفلسطينية عندما تشجعه على الجهاد معناها أنها تحبه كثيرا, وليس العكس .. ديننا وعقيدتنا وإيماننا برب العالمين يدفعنا ان نضحي بأولادنا في سبيل الله و بكل شيء نملكه . أنا دائماً أحكي مع أبو الوليد : متى سأكون أم لأربعة شهداء, وبالتالي أنا أحب أولادي كثيراً وأخاف عليهم وأحب ابني يكون شهيد ويدخل الجنة بسهولة ونأخذ هذا من ديننا ورسولنا الكريم . أما بالنسبة لأبو الوليد فانا أعرف أن طريقه صعب وشائك وفيه مخاطر كثيرة وطبيعي أن الزوجة من محبتها لزوجها تخاف عليه وبالتالي أنا هيئت نفسي أن أتحمل أي شيء قد يصير لأبو الوليد ، حتى وقت اغتياله بفضل الله كنت صابرة ومحتسبة لأن هذا الطريق الذي أختاره ولأن هذا هو الطريق الصحيح. أي شيء قد يصيب زوجي "أبو الوليد" سأتحمله وأصبر عليه وأحتسبه لله فأنا أريد الأجر من الله عز وجل.. عند محاولة اغتياله الأخيرة جاءت أخوات صحفيات وسألوني هل سأجعل أبو الوليد يبتعد ويتخلى عن هذا الطريق فقلت لهم أنه لو تخلى عن القضية سأعود إلى بيت أهلي. * سبأنت : هل كنت تتخيلين أن طريقه صعب بهذه الصورة ؟ ** البوريني : أنا عندما ارتبطت بأبو الوليد كان يعمل مدرس فيزياء في أحدى المدارس وأول ما تقدم لخطبتي أحسست فيه الصدق وأهم شيء كنت أتمنى أن ارتبط بانسان يحب فلسطين ولم أكن أعرف في البداية أنه يعمل للقضية الفلسطينية لأن عمله سري للغاية وكنت أحس ان أبو الوليد يعمل شيء في سبيل الله لأن عمل المدرس من ساعة كذا إلى ساعة كذا وينتهي, لكن أبو الوليد كان يتغيب كثيراً عنا وكان كتوم جداً. * سبأنت : هل خطر في بالك مثلاً لكثرة غيابه أنه متزوج بأخرى مثلاً ؟ ** البوريني : لا أبداً .. بس المحيط الذي حولي كانوا يقولون أن أبو وليد متزوج ! وقلت لهم أنا واثقة فيه والمفروض أن الزوجة تكون واعية وما " تدخل هيك شغلات بتخرب عليها حياتها" وبعدين قررت أن أجلس معه لاسأله ، فقلت له أبو الوليد" " ريحني وبأكون عون لك".. هل عملك لرفع راية لا اله إلا الله وقضية فلسطين؟ قال لي " أنتي أيش بتشوفي" قلت له " أنا حابه تكون أي خطوة لله وأنا بأعينك عليها وبأوقف بجانبك" قال لي "إن شاء الله انا في هذا الطريق" وما حكى لي التفاصيل . سبأنت: في ظل المعمعة الحاصله والعمل في الميدان السياسي للأستاذ خالد مشعل ومشاركتك له في هذا الميدان .. هل تحصل بينكم مشاكل زوجية مثل أي زوجين عاديين ؟ وإذا حصلت كيف يتم التعامل معها ؟ ** البوريني : أي زوجه تقول أنها لا تختلف مع زوجها ليست طبيعية .. وأعرفك بزوجي أبو الوليد الله يحفظه أنه زوج رائع بكل معنى الكلمة طيب المعشر أخلاقه عالية وقريب مني كثيراً وحنون وبالتالي ليس ديكتاتور وديمقراطي جداً و " كل آراءنا بتكون أخذ وعطى بيننا وما بيحاول يفرض رأيه أبداً وحتى لو في خلاف بيني وبينه دائماً بيسمعني و بأسمعه" * سبأنت : خلافات مثل ماذا ؟ ** البوريني : عندما نحكي في السياسة لأنه كل حياتنا سياسة نحن نتنفس سياسة ونأكل سياسة وعقلنا كله في فلسطين وما في مشاكل مع الأولاد والبيت – الحمد لله - وطبعه طيب مع أنه دائماً خارج البيت وانشغاله كثير ، لكنه حريص أن يخفف عني ودائماً يسمعني كلام طيب.. " معقول أن يكون فيه الأخلاق وأجي أزعله ؟ مش معقول .. أنا هدفي رضا الله ورضا أبو الوليد عني فقط عشان أنال الأجر إن شاء الله . * سبأنت : سيدة أمل .. من خلال زيارتك لليمن ماذا وجدت في اليمن وما الذي يميزها عن غيرها من الدول ؟ ** البوريني : هذه أول زيارة لي لليمن والحمد لله وجدت ما سمعت عنها وأنا سمعت الخير عن اليمن وأهل اليمن ووجدت أكثر وأكثر .. أخلاق وأدب وطيبة والحفاوة التي لقيتها في هذه البلدة الطيبة ونفس وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه البلد الطيبة " أرق أفئدة ، وألين قلوباً " . سبأنت : رسالة أخيرة تودين قولها ولمن توجهينها ؟ ** البوريني : رسالتي للناس التاركين للقضية الفلسطينية ورسالتي للشعوب العربية والاسلامية، عليهم أن يقفوا بجانب الشعب الفلسطيني ومباركة الاتفاق الذي تم.. فالمجتمع الدولي يقف بصف الصهاينة على حساب الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يقع تحت الاحتلال ودائماً يطلب منه أن يقدم التنازلات تلو التنازل وليس له حجة بعد أن تم اتفاق بين الحركتين والاصل أن يخففوا المعاناة ويرفعوا الحصار عن الشعب الفلسطيني والجميع مسؤولوا الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي يكفي الشعب الفلسطيني حصاراً. * سبأنت : ماهي الرسالة التي توجهينها للإعلام العربي بشكل خاص والاعلام الدولي بشكل عام؟ ** البوريني : أقول للإعلاميين أن يتحروا قبل أن ينقلوا المعلومة .. أن لا يلتقطوا المعلومات الكاذبة من هنا وهناك وأن لهم دور كبير والقلم له دور كبير في دعم القضية الفلسطينية وكل القضايا واقول لهم.. أنتم تحاسبون على الكلمة ويجب أن نخاف الله على كل كلمة تكتب لأن لها أثرها إما ايجابي أو سلبي في محيطنا ويجب أن نفكر كثيراً قبل أن نكتب . سبأنت