أحتفل اليهود اليمنيون بعيد الفصح الذي صادف أمس الثاني من إبريل وسط مراسم وطقوس خاصة. وبدأت مراسم عيد الفصح بذبح الثيران وأداء الصلاة إيذانا باحتفالات تستمر 7 ايام وتنتهي بعد غروب شمس الاثنين المقبل. ويقوم أبناء الطائفة اليهودية خلال أيام العيد إلى جانب أداء العبادات بتبادل الزيارات فيما بينهم لتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة, بالاضافة إلى إقامة الولائم والاحتفال بالعيد كل على طريقته الخاصة وحسب المراسم المعتاد أقامتها في مثل هذه المناسبة في بعض بلدان العالم. ويقدر اليهود اليمنيين بحوالي 300 شخص ذكوراً وإناثا، يقطن معظمهم منطقة ريدة بمحافظة عمران .. في حين كان البقية يعيشون في محافظة صعدة، قبل أن تضظر 9 أسر منهم تضم 45 فردا للنزوح من ديارها على خلفيه التهديدات التي تلقتها من الحوثيين في بعض مناطق المحافظة لتقوم الدولة بإيوائهم ورعايتهم من خلال توفير مساكن بديلة في العاصمة صنعاء في إطار واجبها تجاه مواطنيها . * طقوس عيد الفصح وعيد الفصح مناسبة يحتفل فيها اليهود باحياء ذكرى خروجهم من مصر وفقا لماجاء في أسفار العهد القديم. وتبدأ مراسم الاحتفال بعيد الفصح في الثاني من شهر ابريل وتنتهي عطلة العيد عند غروب شمس اليوم الثامن من بدء الاحتفال. ومن أهم مراسم وطقوس الإحتفال بهذه المناسبة امتناع اليهود عن ممارسة أي نشاط او عمل تجاري خارج إطار الأجواء الفرائحية لايام الفصح التي تمثل مناسبة مقدسة لديهم ويتم الاستعداد للإحتفاء بها منذ وقت مبكر من قبل كبار وصغار اليهود. ويوضح داوود سليمان أحد اليهود اليمنيين طقوس عيد الفصح بقوله :" عيد الفصح عبارة عن سبعة أيام تمثل فرصة للالتقاء مع بعضنا البعض ومناسبة للفرحة والإبتهاج، ونظل مجتمعين نتناول وجبات الأكل خلال الثلاثة الايام الاولى في بيت واحد، بعدها كل واحد يأكل في بيته ،في حين أن الصلاة خلال ايام العيد تتم بشكل جماعي مع الغيلوم". وتبدأ المراسم كما يقول سليمان أبتداء من اليوم الذي يخصص للنحر، يليها مراسم العيد، وكل عائله تذهب لزيارة العائلات الاخرى من الاهل والاقارب والأصدقاء لتتبادل التهاني معهم . * أمن وفرح وفي أحاديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) عبر عدد من المحتفلين من ابناء الطائفة اليهودية المتواجدين حاليا في صنعاء بعد أن أضطروا للنزح من منازلهم في صعدة, عن ما يكنوه من تقدير وثناء للدولة على ماتوليه إياهم من رعاية وإهتمام وماتوفره القوانين النافذة لهم من حقوق تمكنهم من ممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية ، فضلا عن التمتع بكافة الحقوق والحريات التي كفلها الدستور للمواطن اليمني بشكل عام .. مثمنين في هذا الصدد عاليا مايحظون به من رعاية واهتمام من فخامة الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية في إطار إهتمامه ورعايته لجميع المواطنين في عموم محافظات الجمهورية على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم كما عبروا عن شكرهم وتقديرهم لفخامته على موقفه الانسانية والنبيلة في تأمين حياتهم وتوفير الرعاية الكاملة لهم ولاسرهم. يقول الطفل صامح بن يوسف سليمان حبيب من صعدة (13 عاما ) :" نحن مرتاحون في هذا المكان .. وسعداء بالرعاية الكاملة التي نحظى بها من قبل القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية..بارك الله فيه وأطال عمره ." ويشارك داوود سليمان موسى محربي الطفل صامح الرأي نفسه, ويقول:" الحمد لله, تهيئت لنا اسباب الاحتفال بهذه المناسبة من خلال توفير متطلبات الاحتفال والمتمثلة في توفير الذبيحة وغيرها وذلك في إطار إبتهاجنا بالعيد, الحمد لله كل شيء متوفر لدينا وامضينا وقت ممتع وسعيد خلال اليوم الاول من هذه المناسبة ". ويقول :" عاش أباؤنا واجدادنا مع المسلمين في اليمن منذ آلاف السنين، ولم يحدث ابداً أن تعرضوا للأذى أو التهديد، وما تعرضنا له نحن ابناء الطائفة اليهودية في منطقة آل سالم من تهديد لا يعكس موقف ونظرة المجتمع اليمني تجاه المواطن اليمني من معتنقي الديانة اليهودية، والدولة لم تقصر معنا وقامت بواجبها نحونا من خلال توفير الرعاية الكاملة لنا". * اليمن بلد تعايش الأديان ويجمع اليهود اليمنيون أن الحكومة قدمت على مر الأزمان أنموذجا في التعايش بين الاديان والحضارات, حيث يعيشون في أجواء مطمئنة منذ الأزل بجانب المسلمين ويتمتعون بكافة الحقوق والحريات المكفولة للمواطنين اليمنيين بغض النظر عن ديانتهم، ويمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية , كما أن فرص التعليم مهيأه لابناءهم حيث يتلقون دروساً دينية خاصة بجانب دراسة اللغات الانجليزية والعربية والعبرية . المسن سالم موسى من أبناء الطائفة اليهودية الذين نزحوا من صعدة يقول بينما هو يذرف دموع الفرح باحساسه بالامن والطمأنينة :" الحمد لله لا يوجد أي منغص, وكل شيء متوفر لدينا بفضل إهتمام القيادة السياسية والدولة ورعايتها, ومصالحنا في منطقة آل سالم بصعدة يتم رعايتها من قبل جيراننا المسلمين وهذا سر سعادتنا وفرحتنا". ويتابع :" وعندما اتذكر ما تعرض له أبناء الطائفة اليهودية في منطقة آل سالم من ظلم وتعسف من قبل مجموعة خارجه عن النظام والقانون ولا تمثل إلا نفسها أحمد الله على ما نحظى به اليوم من رعاية واهتمام وما نشعر به من امن وطمأنينه، حيث كنا نواجه الكثير من المشاكل من الحوثيين الذي يلعبوا بالنار ". ويضيف" الحكومة تقوم برعايتنا، وتعطينا جميع طلباتنا وما تناولته بعض وسائل الإعلام الغربية خاصة بعد تلقينا التهديد من عناصر الإرهاب بإن اليهود في اليمن مضطهدين والدولة لاتهتم بهم ليست سوى مزاعم باطله وغير صحيحه ولا يوجد أي منا يتعرض اليوم لأي مضايقات بل على العكس من ذلك تماما فنحن نشعر بالامان اكثر من اي وقت مضى ". سالم (الذي يحتفل مع 15 فردا من ابناء اسرته ) يمضي في القول :" نحن على موعد قريب بالعودة إلى منازلنا التي الفناها والعيش بأمن وسلام مع جيراننا من ابناء المسلمين الذين تربطنا بهم علاقات حميمة توارثناها ابا عن جد .. * عيش كريم أما يوسف بن موسى بن سالم فيقول ": الحمد لله نحن آمنين وما تعرضنا له في صعدة يعد امر طارىء ووانا واثق من ان الامور ستعود إلى مجاريها قريبا خاصة وأن الدولة ومعها كافة المواطنين عازمون على القضاء على اسباب القلاقل اينما كانت ، ولا ابالغ إذا ما قلت ان الحكومة بتوجيهات فخامة الرئيس على عبد الله صالح وفرت لنا وسائل العيش الكريم، من مسكن وملبس ومأكل ، ونفقات اقامة ..الخ. مع 11 فردا من اعضاء اسرته يقول هارون موسى (55 عاما) :" نحن ندرس، ونصلي، ونعبد الله الذي خلقنا دون أي منغصات ، وبصراحة ستكون طقوس ممارسة هذه العبادة لابناء الطائفة اليهودية المتواجدين في صنعاء افضل بكثير من الاعوام السابقة لما توفر لها من أسباب موضوعية ومادية. * اليمن نموذجا على اختلاف مراحل التاريخ الانساني فأن التعايش السلمي بين الامم والشعوب والقبول بالاخر مهما كانت ديانته أو جنسيته مثل عبر العصور منهج المجتمع اليمني ، وتجسد في صور ومشاهد عده قد لايكون الاحتفال الذي اقيم في اول ايام عيد الفصح قد اتسع لها كاملة كما أتسع لها مقيل هارون موسى بضمه لمجموعة من الاصدقاء المسلمين في جلسة مقيل دافئة كواحدة من هذه المشاهد. سبأنت