خرجت مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة في العديد من المدن والعواصم العربية والعالمية لنصرة غزة التي قدمت مئات الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي الذي يدخل أسبوعه الثالث. وشهدت كل عواصم الدول يوما غاضبا شارك فيه علماء مسلمون من كل المذاهب ورجال دين مسيحيون وسياسيون وناشطون من مختلف الأطياف السياسية والمذهبية والدينية. وبتوحد المظاهرات يوم الجمعة توحدت الشعارات التي أجمعت كلها على وجوب نصرة غزة بالنفس والمال وانتقد المتظاهرون بشدة لحد تخوين بعضهم ما اعتبروه تخاذلا عن نصرة غزة، ودعا مواطنو الدول العربية حكوماتهم إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل وطرد سفيرها أسوة بما فعله الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وعقب صلاة الجمعة انطلق الآلاف من القطريين والمقيمين رجالا ونساء وأطفالا في مسيرة من أحد المساجد بالعاصمة القطرية باتجاه ملعب نادي قطر الرياضي لإقامة حفل خطابي، وتقدم المظاهرة صاحب دعوى يوم الغضب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي. وخصص القرضاوي خطبة الجمعة لنصرة فلسطين قائلا إن التاريخ لا يرحم، كما طالب بفتح المعابر. وحمل المتظاهرون شعارات تدعو للوقوف خلف غزة بالمال، وكتبت على اللوائح الورقية والقماشية دعوات للجهاد، وردد المتظاهرون شعارات تنتقد موقف واشنطن الداعم لإسرائيل. وفى الأردن استخدمت قوات الأمن الأردنية اليوم القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مظاهرة جماهيرية غاضبة في محيط السفارة الإسرائيلية للحيلولة دون وصول هذه الحشود إلى مبنى السفارة كما استخدمت قنابل الغاز. ونددت المسيرات التي جابت الشوارع الرئيسية في المدن والبلدات بالصمت إزاء الأحداث الدامية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية. وعبر المشاركون عن غضبهم الشديد وإدانتهم للمجازر الإسرائيلية التي اعتبروها من أبشع المجازر التي ترتكب بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ العزل تحت أنظار الشرعية الدولية. واستطاعت قوات الأمن تفريق المظاهرة الغاضبة في مدينة "الرابية" وذلك على خلفية ما تقوم به القوات الإسرائيلية من عدوان على قطاع غزة أدى إلى حالة من الاحتقان الأردني الرسمي والشعبي. وكانت مسيرات عديدة انطلقت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في جميع المحافظات الأردنية أطلقتها الجمعيات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية ومجلس النواب الأردني طالبت جميعها بطرد السفير الإسرائيلي وإلغاء اتفاق السلام بين البلدين والذي عرف باتفاق وادي عربيه. وشهدت المدن اللبنانية والعاصمة بيروت اليوم عددا من الفعاليات السياسية بكافة المخيمات الفلسطينية ومختلف المدن للتنديد بالغزو، كما قام عدد من الناشطين بالاعتصام أمام مقر الأممالمتحدة الأسكوا في بيروت. وتتواصل الاحتجاجات حتى المساء. وشارك في المظاهرات قوى 14 آذار والحزب السوري القومي الاجتماعي والجماعة الإسلامية وحركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية والأحزاب المسيحية الوطنية. وفى البحرين انطلق عشرات الآلاف من منطقة الدراز غرب العاصمة المنامة وشارك فيها علماء دين سنة وشيعة ورجل دين مسيحي، وردد المتظاهرون شعارات غاضبة تجاه العدوان والولايات المتحدة ، ودانوا الموقف الرسمي العربي ورفعوا لفتات تحث على دعم غزة. وفى سوريا شهدت العاصمة السورية وبقية المدن السورية الرئيسية بعد صلاة الجمعة تظاهرات واعتصامات تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستنكارا للحرب التي تشنها إسرائيل ضد القطاع والتي دخلت يومها الرابع عشر. وعبر المشاركون في هذه المظاهرات والاعتصامات عن وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يواجه عدوانا بربريا يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ ودور العبادة والمدارس. وندد المتظاهرون والمعتصمون بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وطالبوا المجتمع الدولي بالقيام بدوره لإجبار إسرائيل على وقف مجازرها في القطاع ورفع الحصار الجائر عنه وفتح جميع المعابر والعمل على تأمين كافة احتياجات الشعب الفلسطيني. وفي مجال متصل خصص أئمة المساجد خطبهم للحديث عن العدوان الإسرائيلي والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستخدامها الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا. واستنكروا منع وصول المساعدات الغذائية والطبية الضرورية لأهل غزة واستمرار الحصار الظالم عليهم وحيوا صمودهم وثباتهم في مواجهة آلة الحرب الغاشمة وهمجيتها. وطالبوا المجتمع الدولي والأممالمتحدة والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية بالتحرك سريعا لوقف العدوان وكسر الحصار الجائر المفروض على غزة وفتح المعابر وإيصال المساعدات الطبية والغذائية لأهالي غزة المحرومين من الحدود الدنيا من ضروريات الحياة. كما شهد العراق خروج عشرات الآلاف في كل مدن البلاد من شماله إلى وسطه إلى جنوبه، في نداء واحد يطلب نصرة غزة في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، ورفعت المظاهرات الأعلام الفلسطينية. كما تظاهر الآلاف من المواطنين الأتراك اليوم تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي. وجدد المتظاهرون في المظاهرة الغاضبة التي شهدتها اسطنبول بمشاركة عدد كبير من الجمعيات والمنظمات المدنية دعمهم للمقاومة الفلسطينية واعتزازهم بصمود الشعب الفلسطيني في وجه حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضده القوات الإسرائيلية. وأكدت الجماهير المحتشدة مواصلة دعمها للمقاومة بكل الوسائل والسبل لتعزيز صمودها في وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم. وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واللافتات والشعارات المنددة بالعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة معبرين عن استنكارهم لما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من حرب إبادة ضد القطاع. وفى فلسطين شهدت مدينة رام الله ومختلف مدن وقرى الضفة الغربية يوما غاضبا ومسيرات لنصرة غزة، وطالب المحتجون بحمل السلاح في مواجهة المحتل الإسرائيلي. وانطلقت مسيرة من مقر السلطة الفلسطينية (المقاطعة) مؤيدة لغزة وللرئيس محمود عباس، وشهدت مدينة الخليل اشتباكا بين المتظاهرين وقوات إسرائيلية. كما وقع اشتباك في بلدة بلعين بين المحتجين وقوات الاحتلال التي قامت باعتقال عدد من المحتجين. وفي غضون ذلك خرج آلاف الجزائريين اليوم بعد صلاة الجمعة انطلاقا من مختلف مساجد الوطن في مسيرات عارمة جابت الشوارع للتنديد بالمجازر الإسرائيلية التي ترتكب في قطاع غزة. وكانت الجماهير قد استجابت للنداء الذي دعا إليه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي في اليوم العالمي "لنصرة غزة" حيث خرجوا بقوة عبر ولايات الوطن لاستنكار العدوان الإسرائيلي على فلسطين. ففي العاصمة الجزائرية خرج الآلاف من المصلين عقب الصلاة من مساجد العاصمة لينتظموا في مجموعات ويسيروا بداية من منطقة "المدنية" إلى "ساحة أول ماي" بقلب العاصمة متوجهين إلى ساحة الشهداء معلنين مساندة الجزائريين لأطفال غزة. ودعا المتظاهرون الدولة الجزائرية إلى الثبات على المواقف الداعمة لمقاومة الفلسطينيين وتقديم المساعدات لهم. ومن جهة أخرى تناولت خطب الجمعة بمختلف مساجد المدن الجزائرية اليوم الأحداث التي تشهدها غزة والعدوان الإسرائيلي. وفي اليمن جددت الفعاليات الشعبية والجماهيرية اليمنية من أحزاب وتنظيمات سياسية واتحادات ونقابات مهنية ومنظمات المجتمع وعلماء وطلاب ونساء وعمال,إدانتها لاستمرار حرب الإبادة التي يقوم بها جيش الكيان الصهيوني المحتل وآلته الحربية المتوحشة والغاشمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل بقطاع غزة. وحيا مئات الآلاف من الجماهير الغاضبة التي انتظمت في مسيرات جابت شوارع العاصمة وتجمعت في ميدان السبعين وعدد من الميادين والساحات العامة بالعاصمة, صمود غزة والمقاومة الفلسطينية الباسلة التي أسقطت أسطورة الجيش الذي لايقهر وتصدت ببسالة منقطعة النظير لهمجية ووحشية العدوان الصهيوني البربري، وقدمت مئات الشهداء دفاعا عن أرضها وأعراض أهلها وحق شعبها في الحياة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأعربت الجماهير عن غضبها لما يتعرض له أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة من قتل ومذابح وجرائم تناهت في الوحشية والفضاعة ومثلت البشاعة بكل معانيها ومآسيها وانتهاكا للإنسانية بكل صورها. كما استنكرت العجز والتخاذل العربي والصمت الدولي حيال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر في قطاع غزة، واعتبرت ذلك مشاركة في جريمة تستهدف إبادة شعب أعزل. وطالبت الجماهير بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وفتح جميع المعابر بصورة دائمة، وقطع العلاقات القائمة مع العدو الصهيوني بكل صورها وأشكالها ، وكذا تجميد العلاقات مع الدول المساندة للعدو الصهيوني، كما دعت إلى سحب المبادرة العربية لعدم جدواها، ودعوة الحكومات العربية لإحياء ميثاق الدفاع العربي المشترك.