أكدت لجنة الصليب الاحمر الدولية أن أوضاع سكان قطاع غزة تزداد هشاشة خاصة الأشخاص العالقين داخل المناطق التي تتعرض للقصف الاسرائيلي المكثف خصوصا بعد دخول العدوان الاسرائيلي على القطاع اسبوعه الثالث . وأوضحت اللجنة في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين أنها لاتزال تتلقى عشرات المكالمات من أشخاص بقوا عالقين في تلك المناطق لطلب المساعدة. وقالت موظفة في اللجنة تقيم في منزل خالتها مع 17 فردا آخرين من العائلة فروا من مناطق غير آمنة بالقرب من مدينة غزة "تلقينا الأمس مكالمة من عائلة تتكون من 40 شخصا منهم 20 طفلا يسكنون في منزل داخل منطقة نتزريم. وأخبرونا بأنهم لم يحصلوا على ماء للشرب منذ ستة أيام بعد تدمر البئر التي كانت تزودهم بالماء". وأضافت "كما يتصل العديد من الأشخاص للسؤال عن أقربائهم وأصدقائهم من الذين تخلفوا في مناطق يتعذر الوصول إليها". وأشارت الى أنه أصبح من الصعب بالنسبة للسكان المحليين لبقاء على اتصال بأفراد العائلة بسبب تدمير شبكات الألياف الضوئية التي تستعمل في الاتصالات السلكية، وإرهاق شبكات الهواتف الخلوية التي رزحت تحت عبء المكالمات دون إمكانية إعادة شحنها لانعدام الكهرباء, حيث ازداد الشعور بالقلق وتلهف الناس لمعرفة أخبار الأقرباء. فيما اكد رئيس مكتب اللجنة الدولية في غزة السيد أنطوان غران "إن سماع مثل هذه الكلمات على لسان مساعدين طبيين من الهلال الأحمر الفلسطيني، وهم من أكثر الأشخاص شجاعة، يجابهون طلقات النيران لأداء عملهم في ظروف صعبة للغاية، تجعل مطلبنا بالحصول على إمكانية المرور الآمن وتوافر الظروف الأمنية أكثر إلحاحاً". من جانبه قال مساعد طبي فلسطيني من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: "إننا نبذل كل ما في وسعنا ولا ندخر أي جهد في سبيل إغاثة السكان متى استطعنا ذلك ونحس بالمرارة لعجزنا عن بذل المزيد". واضاف " فغالبا ما تجهض عمليات الإغاثة بسبب غياب إمكانية الوصول إلى السكان. وغدت عمليات الإغاثة نفسها محفوفة بالمخاطر وصرنا نشعر أكثر فأكثر بالخوف". ولايزال عدد الأشخاص الذين لا يمكن الوصول إليهم ومساعدتهم مرتفعا، في حين يعمل القائمون على تقديم الإغاثة تحت ضغط متزايد لمساعدة سكان غزة الذين يلحون عليهم ببذل المزيد من الجهود لمساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الإغاثة. وحول الوضع الصحي في قطاع غزة قالت مندوبة اللجنة الدولية السيدة بالينا أشجيرسدوتير "إن هذه الأوضاع تنذر بالكارثة. وإذا استمرت على هذه الحال فإن انعكاساتها على هؤلاء المرضى ستكون خطيرة على المدى الطويل". وأضافت سدوتير " ومع أن الاهتمام كان مركزا، عن صواب، على الجرحى خلال الأسبوعين الأخيرين، فيجب ألا ننسى الأشخاص الذين هم في حاجة إلى الرعاية الصحية الأساسية". يأتي هذا في الوقت الذي تظل فيه المستشفيات في قطاع غزة، بما فيها مستشفى الشفاء تعمل بالاعتماد على المولدات 20 إلى 24 ساعة في اليوم تفاديا لخطر انقطاع الكهرباء ولضمان تشغيل التجهيزات المستعملة لإنقاذ الأرواح على مدار الساعة. بينما تعاني المرافق الصحية مثل مستشفيات الأوربي والناصر والأقصى في جنوب قطاع غزة من نقص في الأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية, نتيجة تعذر نقل الإمدادات الطبية من شمال القطاع خلال اليومين الاخيرين . ويبدو أن قطاع الرعاية الصحية الأولية في حالة تدهور, خصوصا بعد تعليق نقل المرضى لإجلائهم إلى مصر عبر معبر رفح ونقل أفراد الخدمات الطبية الذين يعيشون في الجنوب لتأمين فترات التناوب المنتظم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة, حيث تسعى المستشفيات إلى استقبال تدفقات الجرحى رغم كل المصاعب التي تواجهها. تجدر الاشارة الى أن العديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية توقفت عن العمل، في حين تهدم البعض الآخر, الامر الذي يترتب عليه اثار خطيرة يعاني منها الأشخاص الذين يحتاجون إلى متابعة طبية منتظمة مثل المصابون بأمراض مزمنة والنساء الحوامل.