صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    العاصمة عدن تشهد فعالية الذكرى ال7 لاعلان مايو التاريخي    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    الرئيس الزُبيدي : نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    تحديث جديد لأسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخطوط اليمني ... الهموم المتجددة !
نشر في سبأنت يوم 30 - 01 - 2009

المخطوطات ارث يروي تاريخ أمة بأبرز ملامح نضوجها و ذروة نتاج علومها و انتاج مفكريها ... هذه المخطوطات في اليمن ما تزال تعيش واقع مؤلم جدا فهمومها تتجدد و الكتابة عن هذه الهموم يتجدد وتتجدد معها المطالبات الى الجهات المعنية بمنحها الحق الكافي لانقاذها ... في هذا التحقيق نسنتعرض ما صارت اليه هذه المعاناة باحثين عن اجابات شافية لتجاوز هذا الواقع ..
أعتبر أمين عام دار المخطوطات عبدالملك المقحفي المخطوطات وعاء للمعلومات ووثائق مهمة جداً تمثل ذاكرة الامة عبر القرون المختلفة بدء من القرون الاولى للهجرة،منوهاً بان اهميتها تتفاوت بحسب كاتبها .
يقول المقحفي : إذا كان المخطوط بخط المؤلف فتعتبر مخطوطة خزائنية وذات اهمية كبرى و المرتبة الثانية عندما يكون المخطوط لاحد تلاميذ المؤلف او معارفه او معاصريه .
و يشير استاذ التاريخ الحديث و المعاصر بجامعة صنعاء الدكتورة امة الغفور الامير الى ان المخطوطات تمثل تراث الامة وهويتها وان الحفاظ عليها واجب وطني،منوهة بوجود مخطوطات تعد من نوادر المخطوطات عالمياً في مختلف المجالات والعلوم .
و يرى كبير مفهرسي دار المخطوطات عبده حسين صلاح ان المخطوطات تمثل سجل الامة و ذاكرة الشعوب و أن اليمن يمتلك كنوز يحسد عليها ،ويضيف " انا لا أنسى كلمة رئيس الوفد الكويتي وزير التعليم العالي انذاك لدى زيارته للدار في ثمانينيات القرن الماضي عندما قال للقاضي اسماعيل الاكوع رحمه الله رئيس الهيئة العامة للأثار حينها " قاضي اسماعيل ماذا تصنعون بالبترول لديكم؟ ها هو اغلى من البترول " .
و أعتبر الباحث والمفهرس احمد العنابي أن اهمية المخطوط في محتواه المتضمن علوم و معارف في مختلف المجالات وخاصة مجال الدين وعلومه في الفقه والقرآن والسنة،مؤكداً ان المخطوطات تحوي ما يوحد الامة ويحل مشاكلها ويزيل اختلافاتها المذهبية كونها تضم مؤلفات لكبار العلماء في هذا المجال منذ مئات السنين.
و يشدد العنابي على ضرورة ان يعي هذه الأهمية الكثير من العلماء والباحثين واساتذة الجامعات والجهات المسؤولة ( التعليم ، الاوقاف ، الثقافة ، الإعلام ، المؤسسات العلمية والثقافية ) لخلق حركة فاعلة والبحث عن الذخائر الفكرية والعلمية الموجودة في بطون هذه الكتب.
ويضيف"لابد من إيجاد مؤسسات تبحث وتحقق في هذه المخطوطات حيث لافائدة من جمعها وحفظها إذا لم يعكس محتواها في فكر الامة ومناهج التدريس .
فيما يقول وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي:هو تراث امة بدرجة اساسية يعطي المجتمع اليمني صورة عن ثقافة وحضارة هذا المجتمع في السابق و عن مؤرخيها و علمائها ومعارفه وعلومه ليس بالضرورة ان تكون هذه المخطوطات صالحة للإستخدام حتى اليوم لكن من المهم ان يكون الباحثين والمهتمين بهذا الشأن على علم و اطلاع بهذا التراث .
و أكدت الدكتورة الامير على ان جامعة صنعاء والمراكز البحثية بدأت تهتم بالمخطوط و بإخراجه الى النور ليستفيد منه الجميع .. وتقول: نحن في جامعة صنعاء لدينا اهتمام كبير بتحقيق المخطوطات والآن 80 بالمئة من قسم التاريخ الاسلامي والحديث يعملون في تحقيق المخطوطات ونشرها.
وتضيف " كما تم إضافة مادة تحقيق المخطوطات و نشرها في مستوى تمهيدي لرسالة الماجستير,فالاكاديميون مهتمين بهذا الجانب وانا نفسي انجزترسالتي الماجستير و الدكتوراة في تحقيق و نشر المخطوطات.
* واقع المخطوط
يقول العنابي : عندما نقف على واقع المخطوط اليوم نجده مبعثر منه ما تشرف عليه وزارة الاوقاف و منه ما تشرف عليه وزارة الثقافة واخرى مبعثرة في المحافظات والمكتبات الخاصة وينتج عن هذا ضياعه ونهبه او تهريبه .. مرجعاً حالة الشتات و الضياع التي يعانيها المخطوط الى غياب فهم أهمية المخطوط .
و ترى الدكتورة الامير ضرورة ان تسلم أي جهة حكومية تمتلك مخطوطات الى دار المخطوطات لترميمها وصيانتها وفهرستها وحتى يتسنى للباحثين والدارسين الاطلاع عليها و الاستفادة منها.
و تتساءل الامير لماذا لايتم تجميع المخطوطات مع مراعاة جميع الجوانب حتى نحافظ عليها و نستطيع اطالة اعمارها .. لافتةً الى ان تجميعها سيسهل على الباحثين و خاصة الوافدين من دول اخرى التوصل الى مبتغاهم في ابحاثهم و دراساتهم دون عناء البحث من مكان الى اخر.
من جانبه اعتبر وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات سام الاحمر تعدد الجهات المسؤولة على المخطوط سبب في ضياعه وتلفه نظراً لعدم تركز الجهود الرامية للإهتمام به او الاهتمام بجزء وترك الاخر طي النسيان والخزائن .
*الحصر والتوثيق
تُعد مرحلة الحصر و التوثيق نقلة نوعية في مسار حماية المخطوطات و لو إن اتت متأخرة جداً حيث يتم خلالها حصر و فهرسة جميع مخطوطات الدار يدوياً وإلكترونياً و إعطاء كل منها رقم وطني يكون عبارة عن بطاقة شخصية للمخطوط إضافة الى إخراجها من الخزائن و معالجة و ترميم المصاب منها و تم تدشين هذا المشروع في العاشر من رمضان المنصرم وعلى مدى ثلاثة اشهر من خلال تقسيم العمل على 6 فرق متضمنة اساتذة جامعيين .
يفيد نائب امين عام دار المخطوطات يحي الخزان انه تم حصر المكتبة الغربية كاملة و أكثر من 4 الاف و 500 رق قرآني و المتبقي هو حوالي من 8 9 الاف رق بالاضافة الى المخطوطات التي تم إقتنائها من الهيئة العامة للآثار أو عبر صندوق حماية التراث إضافة الى المخطوطات التي تم ضبطها في اثناء محاولات تهريبها و سُلمت للدار جميعها لم تحصر .
و اوضح مسؤول الحاسوب بالدار محمد الخميسي انه تم تسجيل 2372 مخطوط يدوياً و2200 ألياً .
و تشير الدكتورة الامير الى ان اهمية هذه المرحلة هي في إعطاء المخطوط رقم وطني يكون بمثابة علامة او بصمة تميزه عن باقي المخطوطات ويكشف عنه حتى و ان تم تهريبه فيمكن المطالبه به و إعادته من أي مكان .
و أعتبرها صلاح اللبنة الاولى في إطار الاهتمام بالمخطوط و إبراز مايحويه من علوم في مختلف المجالات،لافتاً الى انها جزء من الإهتمام بالمخطوط وأنها ستؤدي الى ضبط وصون المخطوطات.
ويشير الى صعوبة تحديد مدة زمنية لهذه المرحلة نظراً لما تحتاجه من فحص وتدقيق حيث قد يستغرق فهرسة مخطوط شهر كامل ،مرجعاً السبب الى حالة المخطوط الذي قد يكون مبتور الاول و الاخر فيصعب معرفة موضوعه وفي اي علم و من مؤلفه اضافة الى إصابته ما يحتم الحرص البالغ خلال تصفحه حتى لا يتأذى وهذا لا يتأتي الا بالممارسة والخبرة والعودة الى نسخ اخرى للمقارنة.
وعن إشكاليات الحصر و التوثيق يقول مراجع عمل الفريق عبدالرحمن الوشلي : من أهم الاشكاليات عدم توفر المراجع والقواميس وكتب الطبقات والتراجم التي يفترض ان نستخدمها للتحقق من مخطوط مبتور او غير معروف .. مؤكداً على ضرورة تدارس ما غفلت عنه الفهارس السابقة نظراً لاكتشاف مجاميع فهرسة خطأ أو لم يتنبه لها مستدلا على ذلك بوجود كتاب وضعت له بطاقتين فقط و هو يتضمن 14 بطاقة بمعني 14 كتاب .
وتهدف هذه المرحلة بحسب المقحفي الى حفظ التراث اليمني و التعريف به ومعرفة مالدينا من مخزون ..
ويضيف " عندما تظل المخطوطات داخل الرفوف لا قيمة لها وسوف تأكلها العثة و بإعتقادي ان هذه خطوة عظيمة ستتلوها خطوات لانه لايكفينا ان نخزن المخطوط ونضعه على الرف او الخزانة فلا بد من تعريفه للعالم" .
وطالب بضرورة إيجاد دعم ثابت و مستمر للمخطوطات حتى تستمر مسألة الاهتمام بها و لا تكون مرهونة بفترة او مرحلة .. ويضيف " هذا تراث ليس له ثمن فإذا تباهت الدول بالبترول والذهب وغيرها من الماديات فأعتقد ان ماتملكه اليمن من ذخائر فكرية ومعرفية وهي عصارة ما انتجه العلماء و الادباء والفقهاء والمؤرخين في مختلف الفنون والمعارف يعد اعظم ثروة .
و يشير سام الاحمر الى انه بعد الانتهاء من حصر و توثيق مافي الدار سيتم توثيق مكتبة الاحقاف بتريم يدوياً و الياً و ربطها بشبكة مع الدار في صنعاء لتكون ضمن قاعدة بيانات الكترونية واحدة متكاملة .
من جانب الوزارة يؤكد وزير الثقافة الدكتور محمد المفلحي ان العمل في هذه المرحلة سيستمر الى ان يتم الانتهاء من حصر و توثيق كل مافي الدار من مخطوطات .. ويضيف " حجم العمل في هذه المرحلة في الواقع كان اكبر بكثير من التوقعات ولهذا نحتاج الى وقت إضافي " .
* صيانة و ترميم المخطوطات
وعن الاجراءات المتخذة حيال المخطوط المصاب يقول المقحفي : يعرض على فريق الترميم والصيانة الذي يفحص المخطوط ورقة ورقة من ثم يقوم بتعقيمه وتنظيفه وتوصيف ما يحتاجه او عمل استمارة يحدد فيها جميع ما يتعلق بالمخطوط (الاصابات ، المعالجات ، الفترة الزمنية لترميمه ) إضافة الى وضع مغلف مبدئي عاجل للمحافظة عليه .
ويضيف " عدد المخطوطات المصابة حتى الان لايقل عن 30 مخطوط منها حوالي 10 مخطوطات إصابتها شديدة .
و يؤكد مدير الصيانة والترميم بالدار احمد مسعود ان حالة المخطوط هي التي تحدد الطريقة المناسبة لمعالجته .. ويضيف " يتم معالجته بعدة طرق تعتمد على حالة المخطوط فهناك ترميم يدوي يستخدم عندما يكون الحبر غير ثابت،ترميم آلي إذا كان الحبر ثابت ،ترميم حراري يستخدم في نطاق ضيق جداً وخاصة المصاحف بحكم ان اوراقها مصقولة و الحبر يكون بالرطوبة.
و يتابع :هناك الترميم الرطب و يعد من افضل الترميمات حيث يتم تنظيف المخطوط في الماء بشكل مكنيكي إضافةً إلى انه يجمع بين الترميم اليدوي و الآلي،وهناك ترميم الحشو يتم فيه حشو الثقوب بعجينة الورق عبر جهاز شفط بدون ماء بعد ذلك يتم تجميع ملازم المخطوط ويتم حباكته بالطرق العربية القديمة ومن ثم تجليده .
و أما عن اشكاليات الترميم والصيانة فأرجعها مسعود الى عدم متابعة اخر التطورات الحديثة في مجال الترميم لعدم وجود دورات تأهيلية خارجية إضافة الى نقص مواد الترميم وعدم الحصول على المواد الجديدة في مجال التعقيم وتثبيت الحبر وغيرها من المواد .
و يفيد وكيل وزارة الثقافة سام الاحمر ان عملية الترميم متزامنة مع عملية الحصر والتوثيق ،مؤكداً إستخدام التكنولوجيا في الدار وفق برنامج متكامل لالية العمل داخل الدار من اقتناء وفهرسة وترميم وصيانة وغيرها.
* مخطوطات وزارة الاوقاف
يشير امين مكتبة الجامع الكبير التابعة لوزارة الاوقاف عبدالله الوشلي الى ان المكتبة تضم 7500 مخطوط موثقة ومفهرسة في اربعة مجلدات فهرسة ،منوهاً بان القاضي احمد عبدالرزاق الرقيحي وعبدالله الحبشي ووالده علي الوشلي قاموا بفهرستها .
و اشار الى انه لايجوز اخراج المخطوطات والكتب العلمية من الجامع الكبير بحسب وصية الواقف و يستثني من ذلك الرقوق القرآنية .
و عن إمكانية جمع المخطوطات التابعة للثقافة و الاوقاف بدار المخطوطات يقول وزير الثقافة : الموضوع يحتاج الى تنسيق بين الوزارتين وإذا كانت وزارة الاوقاف تستطيع القيام بحقظ المخطوطات والاهتمام بها بالشكل الكافي فهذا لايمنع ان يكون هناك مركز للمخطوطات تابع لها و لا يمنع على الاطلاق تعدد المصادر ما دامت الرعاية كاملة لهذا التراث .
و يرى الاحمر ان موضوع ضم مخطوطات الاوقاف في الدار امر يحتاج الى تصميم وتوجيهات عليا ، داعياً الاوقاف وجميع من يمتلكون مخطوطات في الجهات الحكومية بتسليمها للدار لتوثيقها و ربطها بشبكة إلكترونية واحدة .
فيما اعتبر وكيل وزارة الاوقاف الدكتور حميد المطري دمج مخطوطات الثقافة والاوقاف في مكان واحد انجاز كبير شريطة التنسيق و الإتفاق بين قيادتي الوزارتين ، مؤكداً على انه لا يوجد ما يعرقل ذلك .
* مخطوطات الهيئة العامة للأثار
وحول المخطوطات الموجودة في الهيئة العامة للأثار سواء التي تم شرائها من المواطنين او تلك التي تم ضبطها في اثناء محاولة تهريبها وسلمت للهيئة ...افاد مدير عام المتاحف بالهيئة العامة للاثار احمد شجاع الدين أنه تم الرفع الى وزارة الثقافة حتى يتم تشكيل لجنة لحصر وتسليم المخطوطات الموجودة في الهيئة للدار وكذالك المقتناه لان كل ذلك بحسب قوله تم احالته للجنة .
ويشير وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات الى انه تم عمل محضرين وتشكيل لجنة لحصرها ، منوهاً بوجود قسمين من المخطوطات الاول ماتم اقتنائه من المواطنين وعددها 375 مخطوطا سوف يتم استلامها وتسليم ثمنها من قبل صندوق التراث حسب توجيهات الوزير و اللجنة سوف تحصر ماتم مصادرته لتسليمها للدار .
و يضيف الاحمر : كما تم مخاطبة نيابة الاثار لتسليم جميع ماتم مصادرته للدار ، مؤكداً على ضرورة ايجاد قانون صارم للحد من التهريب و ضرورة ايجاد رقابة شديدة على جميع المنافذ ومعاقبة من يحاول التهريب ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه تهريب المخطوطات .
* المكتبات الشخصية
يشير المقحفي إلى ان المؤرخ الراحل القاضي اسماعيل الاكوع رحمه الله اورد في كتابه "هجر العلم و معاقله في اليمن " مايقارب من 500 هجرة علم منها ما هو قائم و منها مندثر .. متسائلا اذا كان هذا عدد الهجر فكم عدد الخزائن و المكتبات الشخصية فيها ؟ .
ويضيف " بعض المكتبات وبدون مبالغة تصل عدد المخطوطات فيها الى اكثر من خمسة الاف مخطوط و العبرة ليست بالكثرة بل بالمضمون فهناك مخطوطات نادرة و قيمة ووحيدة .
و دعا أصحاب المكتبات الخاصة للاقتداء بالقاضي الاكوع الذي اوصى بمكتبته للدار و كذا القاضي حسين السياغي الذي قدمها لمكتبة الاوقاف و أخرين قدموا مكتباتهم لجامعة صنعاء حرصاً منهم على ان لا تضيع او تتلف ، لافتاً الى انه يتم تخصيص جناح للمكتبات الشخصية ونبذة عن مالكها .
و يرى المقحفي انه لابد من وضع خطة او استراتيجية لحصر وتوثيق المكتبات الشخصية بتعاون الجهات ذات العلاقة و إطلاع ملاك هذه المكتبات على طرق الحصر والتوثيق والفهرسة وتعريفهم بخطوات التوثيق الدقيقة بالدار ليطمئنوا بأن مخطوطاتهم في أمان كامل من اي تلف او ضياع إذا ما قرروا تسليمها للدار .
و أكد المقحفي ان الملكية الخاصة لا يمكن ان تصادر نهائياً إذا ما أحضر مخطوط الى الدار لغرض معالجته او ترميمه .. و يضيف " إذا ما كتب لمشروع حصر و توثيق هذه المكتبات الخروج الى النور فسيتم تعريف ملاكها بكيفية فهرستها وتخزينها وصيانتها كما سيتم تصويرها إلكترونياً وعلى اقراص لحفظ نسخة منها في الدار و ضمان عدم ضياعها وليستفيد منها الباحثين والدارسين .
و يشير الاحمر الى انه سيتم حصر وتوثيق جميع المخطوطات وإعطائها رقم وطني و بان الامر يحتاج الى عدة مراحل و مبالغ كبيرة لابد من اعتمادها في الموازنة ، مؤكداً انه تم تقديم تصور لتنفيذها خلال العام الحالي 2009م في ثلاث محافظات الحديدة و ريمة والضالع .
و يقول الوزير المفلحي : بدأنا في هذا الموضوع كبرنامج استطلاعي ولا نستطيع تنفيذ مشروع كبير دون موازنة وإذا اردنا القيام به يجب إدخاله ضمن موازنة عام من الاعوام و لم ندخله في موازنة هذا العام و إذا اردنا حصر شامل لكل المخطوطات في الجمهورية لابد من رصد مبالغ في موازنة عام 2010م.
* التحديث و التأهيل
طالب صلاح ومعه العنابي ومسعود بضرورة الاهتمام بالكادر الفني وتأهيله لإيجاد كادر متمرس وقادر على التعامل مع المخطوط بجميع جوانبه ولتحقيق مانصبو اليه من المخطوط .. لافتاً الى ان الكوادر المؤهلة التي كانت تعمل في الدار ونتيجةٍ لعدم الاهتمام بها خرجت من الدار وبحثت عن اماكن اخرى للعمل فيها فمنهم من سافر للخارج و حقق مكانة مرموقة عالمياً في هذا المجال .
و أوضح وكيل القطاع الاحمر انه توجد عدد من المنح التدريبية من عدة جهات و في مجالات مختلفة ، مبيناً ان المستشار الايراني لدى زيارته للدار وعد بثلاث منح تدريبية في مجال الترميم والصيانة وعشر منح في نفس المجال من الايطاليين بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية إضافة الى دعم الصندوق الاجتماعي لمنح في مجال الارشفة بطرق علمية حديثة بالتنسيق مع الخبير عبدالواحد الشامي .
و أعتبر الوكيل الاحمر ان إضافة كوادر شابة في جميع المجالات اهم تحديث للدار ، لافتاً الى ان التطبيق العملي في مجال الفهرسة يعد تأهيل للمفهرسين وأن إشراك اكاديميين في العملية يعد اضافة نوعية للعمل .
* موقع الكتروني للدار
إتفق جميع من في الدار على ضرورة إطلاق موقع إلكتروني للدار لتعريف الباحثين والدارسين و المهتمين بهذا المجال في انحاء العالم بما تمتلكه اليمن من كنوز ومعارف و جذبهم لمعرفة المزيد والتحقيق فيه. يشير الأحمر الى انه سيتم إطلاق موقع إلكتروني عبر الانترنت خلال العام الحالي 2009م لقطاع المخطوطات بوزارة الثقافة .
ويقول الدكتور المفلحي : نحن الان في المراحل الاولى للتصوير الرقمي لكل ماهو موجود في الدار بالتعاون مع مركز جمعة الماجد و خلال الاشهر القادمة سيبدأ البرنامج عملية التصوير لكن عملية التصوير تحتاج الى فترة سنة إلى سنتين ليتم تصويرها رقمياً قبل إصدار موقع للإنترنت.
و يضيف : " لابد من المرور بالمراحل الاولى المتمثلة في تصوير المخطوطات رقمياً نحن الان لدينا المعمل متكامل ونحتاج فقط للبدء في مرحلة التصوير وبعد الانتهاء ممكن انزاله على الشبكة.
* المبنى
يشير المقحفي الى ان مبنى الدار لم يعد مناسباً نظراً للكم الكبير الذي اصبح الدار يمتلكه من مخطوطات .. ويردف قائلاً " كان رصيد الدار في بدايته لايزيد عن ألفين مخطوطة و الفين مجلد و الأن رصيدها يزيد عن 20 الى 40 الف مجلد و ال20 الف مجلد توازي 40 الف عنوان ".
و يضيف " هذا بالإضافة ل10 الاف رق قرآني اكتشفت عام 1972م و هي رقوق جلدية نادرة على مستوى العالم بشهادة خبراء المان و أتراك و من دول عدة زاروا المعرض و شاهدوا هذه الرقوق كما انها توثق مراحل نسخ القرآن من القرن الاول و حتى الرابع الهجري و تطور علامات التشكيل والاعراب.
من جانبه يؤكد الدكتور المفلحي عدم ملائمة الدار لحجم المخطوطات الحالي ، منوهاً بان الوزارة غير قادرة على بناء مبنى جديد في اطار الموازنة الحالية .
و أرجع عدم نقل المخطوطات الى واحد من دور الوزارة الاكثر اتساعاً الى عدم توفر الشروط الفنية والامنية المناسبة لها .. يقول الوزير : يجب ان يكون مبنى دار المخطوطات مصمم من الاساس لهذا الغرض حتى يتوافق و الشروط والمواصفات الواجب مراعاتها من رطوبة وحرارة وإضاءة وغيرها وليس اي مبنى صالح لان يكون دارا للمخطوطات.
ويضيف " الأمر يحتاج الى شركة متخصصة في هذا الجانب لمراعاة الجوانب الفنية والامنية و إختيار الموقع المناسب لإنشائه بحيث يتيح للباحثين والدارسين الوصول اليه و بحيث يكون مجهز بالتجهيزات اللازمة لحماية المخطوطات من أي تلف في المستقبل" .. لافتاً الى انه يبقى طموح الوزارة إيجاد دار حديثة للمخطوطات في المستقبل .
* جمعة الماجد
يرى وزير الثقافة ان إتفاقية جمعة الماجد تعكس مدى الانفتاح على الاخر وانها ليست إشكالية لأن مركز الماجد ليس ربحي وأنه لايجب النظر الي نسخة رقمية على انها تفريط او إشكالية .
و يضيف : إشترطنا على جمعة الماجد بأن يكون لدينا قسم خاص باليمن واعتقد انها فرصة لان يتعرف الاخرون مالدينا وموضوع ان يكون لدينا نسخة في هذا المركز هي فرصة في الحقيقة ليطلع العالم على ما هو موجود في اليمن .
و تابع قائلاً:حقيقة هي فرصة ليكون لدينا نسخة إحتياطية محفوظة في مكان اخر لتفادي أي احتمالات او كوارث مستقبلية لاسمح الله ...انا اعتقد إذا اردنا الانفتاح على المنطقة يجب ان نتحلى بعقلية منفتحة على الاخر و مادام هذا المركز لا يتاجر بالمخطوطات فأعتقد انه من الطبيعي ان يستفيد العالم مما هو موجود لدينا .
و أعتبر الوزير مسألة تحول الباحثين الى مركز الماجد عوضاً عن مجيئهم الى اليمن انها غير منطقية ، ويضيف : من غير المعقول ان يذهب الباحث اليهم و هو يبحث عن مخطوطات يمنية وربما الموجودون في دبي سيجدوا فرصة للإطلاع على النسخ هناك .
يقول المقحفي : يجب ان يكون المثل بالمثل وليس التصوير من جانب واحد ، مشيراً الى انه تم الاتفاق مع الدكتور عزالدين زغيبة على اساس التعاون في جوانب عديدة منها (الترميم والصيانة ، تزويد الدار بمعمل ) وعلى أن يتم التصوير بالمثل فما يتم تصويره من الدار يتم تصوير مثيله من مركز الماجد.
و يضيف " العائق انهم يريدوا ان يصوروا مالدينا دون ان نحصل على صورة مما لديهم و التي تصل الى مليون مخطوط ومطبوع: 300 الف مخطوط و700 من النوادر هي في عداد المخطوط ؛ لانها كانت تصور من مختلف المكتبات العالمية وهنا مربط الفرس تصوير مالدينا دون تصوير ما لديهم .. لافتاً الى انه تم توقيع الاتفاقية مع رئيس الهيئة العامة للأثار الدكتور عبدالله باوزير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.