أقر قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام قمتهم الخليجية التشاورية ال11 مساء اليوم الثلاثاء في الرياض، أن تكون العاصمة السعودية الرياض مقراً لمجلس النقد الخليجي. اعلن ذلك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية في مؤتمر صحفي عقده عقب اختتام أعمال القمة .. موضحاً انه بعد اقرار مقر مجلس النقد الخليجي، سيتم استكمال متطلبات انشاء الأتحاد النقدي الخليجي ومنها تشكيل مجلس الاتحاد تمهيداً لانشاء البنك المركزي الخليجي . وكشف العطية ان كل من سلطنة عمان ودولة قطر قدمتا رؤيتان تتعلقان بتفعيل دور مجلس التعاون، وتمحورت الرؤية العمانية حول تفعيل دور القطاع الخاص في مسيرة تطور ونمو العمل الخليجي المشترك في مجال التجارة والإقتصاد لدفع مسيرة العمل الإقتصادي الخليجي المشترك. وقد اقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي الرؤية العمانية بإشراك القطاع الخاص في كل ما يتصل باللجان الفنية في اطار مجلس التعاون حتى يتمكن القطاع الخاص الخليجي من المساهمة في اتخاذ القرارات السيادية وخاصة في الجوانب التجارية والإقتصادية . واضاف ان الرؤية القطرية تمحورت حول الجوانب السياسية والعسكرية والإقتصادية، والمشاريع المتصلة بالوحدة النقدية وتأسيس بنك خليجي مشترك . وقال العطية ان قادة مجلس التعاون اقروا تشكيل لجنة وزارية من وزراء الخارجية ولها الحق بالإستعادنة بمن تراه لدراسة الرؤية القطرية والرفع بتفاصيلها الى القمة الخليجية ال30 المقرر انعقادها في دولة الكويت في ديسمبر القادم . واشار العطية الى ان قادة مجلس التعاون اطلعوا على ماتم انجازة بشأن الربط الكهربائي بين دول الخليج والذي بدأ تشغيل مرحلته الاولى وانتهاء الأعمال الإنشائية للمشروع، تهميداً لتشغيل المشروع بمراحله الثلاث عام 2011م، كما اطلع القادة على ما تم بشأن سكة حديد دول مجلس التعاون . وفي الشأن الفلسطيني، اوضح العطية ان قادة دول مجلس التعاون اكدوا مجدداً، على تمسك دول المجلس بمبادرة السلام العربية، باعتبارها تُشكِّل أساساً لإيجاد حلٍ عادلٍ وشامل، لمختلف جوانب الصراع العربي الإسرائيلي، على كافة المسارات، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة . كما أكد القادة على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها الأساس لحماية الحقوق الوطنية الفلسطينية . فيما يتعلَق بالجزر الاماراتية الثلاث، طنب الكبرى، طنب الصغرى وأبوموسى والتي تحتلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال العطية ان قادة دول مجلس التعاون استذكروا القرارات والبيانات الصادرة في هذا الشأن، وأكدوا مجدَداً على ثوابت مواقف دول المجلس الداعمة لحق دولة الإمارات في اتخاذ كافة الإجراءات السلمية لاستعادة سيادتها الكاملة على جزرها الثلاث . ودعوا الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إعادة النظر في موقفها الرافض لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، إما من خلال المفاوضات الجادة والمُباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية . وحول تداعيات الأزمة المالية العالمية على اقتصاديات دول مجلس التعاون، قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي ان " اقتصاديات دولنا محصنة، وهناك ملاءة مالية وإجراءات في ظل هذه الأزمة العالمية، قد اتخذت في دول المجلس وأسهمت في تخفيف تداعيات الأزمة " . وحول مفاوضات مجلس التعاون الخليجي مع الإتحاد الأوروبي حول اتفاقية التجارة الدولية، اوضح العطية ان المفاوضات تم تعليقها في لقاء مسقط حتى يتم الرد على مقترحات دول المجلس وخاصة بما يتعلق برسوم الصادرات . وحول أزمة الملف النووي الإيراني، قال العطية ان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اكدوا مجدداً التزام المجلس بمبادئ مجلس التعاون الثابتة والمعروفة والمتمثلة في احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية .. مجددين دعوتهم إلى ضرورة التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة . كما طالبوا بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، بما فيها منطقة الخليج، مع الإقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأن يكون ذلك مُتاحاً للجميع، في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة . وفي الشأن العراقي، أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي على مواقف دول المجلس الثابتة حول أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية ورفض أي دعاوي لتقسيمه، مع التأكيد على عدم التدخل في شئونه الداخلية . كما أكدوا على أن تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، يتطلَّب حلاً سياسياً وأمنياً يعالج أسباب الأزمة ويجفف جذور الفتنة الطائفية والإرهاب ويحقِق المصالحة الوطنية .. مؤيدين كافة الجهود التي تُبذل في هذا الشأن . وفي الشأن السوداني، ذكر العطية ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي رحبوا بتوقيع اتفاق المصالحة بين السودان وتشاد في الدوحة قبل يومين واعتبروه خطوة هامة على طريق تحقيق السلام والإستقرار في دارفور . سبا