على الرغم من عدم إجادته اللغة العربية جيّدا، فقد حاول واكر موري أن يتحدث عن الدعم التعليمي الأميركي لليمن بمختلف تفاصيله سواء في مجال البرامج السنوية الخاصة بابتعاث يمنيين إلى الولاياتالمتحدة الأميركية عبر الملحقية الثقافية في السفارة الأميركية بصنعاء، والتي يديرها واكر موري منذ شهرين أم عبر الدعم الذي تقدّمه السفارة للمؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني. * ما هي أبرز الأنشطة والبرامج التي تقدّمها الملحقية الثقافية؟ - برنامج "فولبرايت" هو أساس عمل قسمنا، وهناك برنامج "yas" لطلاب في الثانوية يدرسون في الولاياتالمتحدة لسنة واحدة لدراسة الثانوية الأميركية، خلال الثانوية. وعندما يرجعون إلى اليمن يكونون قناة تواصل بين اليمن وأميركا. ونحن نرسل تقريبا من 30 - 40 طالبا بالسنة الواحدة. وهناك أيضا برامج "منح البكالوريوس" لسنة واحدة، حيث يمكن للطلاب اليمنيين أن يدرسوا لسنة واحدة في الجامعات الأميركية، ويسمى "بحوث ما بعد التخرج". وهناك برنامج الزائر الدولي يتم فيه استضافة مشاركين من أعضاء البرلمان وصحفيين ومنظمات مجتمع مدني، يسافرون إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، لمدة ثلاثة أسابيع ضمن برنامج محدد. وقد سافر قبل أيام مشاركون من أعضاء برلمان وصحفيين ليدرسوا موضوع الأمن القومي. كما أن هناك لدينا حوارا بين الديانات للقادة الدينيين. *ما هي مميزات برنامج "فولبرايت"؟ - البرنامج هو منحة من وزارة الخارجية الأميركية للحصول على درجة الماجستير من جامعات أميركية، حيث يأتي الطلاب إلى أميركا ويسكنون في الولاياتالمتحدة لمدة سنتين، ويتعلمون في أحسن الجامعات، ويشاركون في الحوار العلمي والفني والثقافي مع طلاب أميركيين من بلدان آخرى. ويدرسون مواضيع مختلفة. وبرنامج "فولبرايت" التابع للحكومة الأميركية هو من أوسع برامج التبادل الأكاديمي ذات الاعتبار الكبير والشهرة الواسعة، وبدأ قبل ستين سنة، ويهدف إلى زيادة التفاهم المتبادل بين شعب الولاياتالمتحدة وشعوب العالم. وعند ما يأتي الطلاب من أميركا الجنوبية أو من الشرق الأوسط ودول آسيا ويدرسون داخل الولاياتالمتحدة الأميركية، يتعلمون ثقافة المجتمع الأميركي. كما أن الشعب الأميركي، أيضا، يتعرف على ثقافتهم. فكل المشاركين في البرنامج من سفراء وطلاب وإعلاميين، ومنظمات مجتمع مدني، عندما يرجعون من الولاياتالمتحدة يستطيعون أن ينقلوا تجاربهم في الولاياتالمتحدة الأميركية إلى بلادهم. *ومتى بدأ البرنامج في اليمن؟ - بدأ البرنامج في اليمن قبل أكثر من 20 عاما، وهو برنامج سنوي، ويسافر حاليا خمسة إلى ستة مشاركين تقريبا، ونحن نريد زيادة المشاركين في هذا البرنامج. لكنّ هناك إشكالية في عدم فهم اللغة الانجليزية؛ لأن المشاركين يدرسون في الجامعات الأميركية باللغة الانجليزية، ومن شروط البرنامج إجادة اللغة الانجليزية. * كيف يتم استهداف الطلاب واختيارهم؟ * هناك عدّة معايير لاختيار الطلاب، وهي معايير واضحة، فتقديم الطلبات مفتوح للجميع. وإذا استوفى المتقدّم الشروط نقوم بإجراء مقابلة معه, بمشاركة من السفارة الأميركية ومن منظمة "أمديست" في اليمن، التي تساعد السفارة في البرنامج. إضافة إلى مشارك سابق في البرنامج، ويتم بعد ذلك اختيار المشاركين. وتبدأ المنحة المقبلة في أغسطس - سبتمبر 2010, ويجب على الراغبين تعبئة استمارة التقديم في مكاتب "أمديست" في صنعاءوعدن والمكلا، في موعد أقصاه 10 يونيو. ويقوم معهد "أمديست" بالإعلان عن المنح، كما أننا نستخدم مختلف الإمكانيات للإعلان عن المنح، منها: معهد "يالي" والشبكات على الانترنت, والسنة الماضي أعلنا عبر رسائل "إس إم إس" في اليمن. *ما الذي يستفيد الطالب بعد تخرجه من هذا البرنامج؟ *كثير منهم يعملون في وظائف حكومية ومنهم من يعمل في شركات خاصة، وبعضهم يرجعون إلى الولاياتالمتحدة لدراسة الدكتوراه فهم يستفيدون من هذه المنحة، وننوه هنا أن كل المشاركين يجب عليهم أن يعودوا إلى العمل في اليمن لأن من اهدافنا في هذا البرنامج هو زيادة المهارات للمشاركين في البرنامج للمشاركة في تنمية بلدانهم وليس الولاياتالمتحدة الأميركية او أي دولة أخرى. فالجزء الأساسي من البرنامج هو مشاركة الدارسين في خدمة مجتمعاتهم. كما أننا نتابع الطلاب المشاركين في البرنامج بعد عودتهم الى اليمن ونحاول ان نعمل معهم ونتعاون مع بعض، واذا لديهم أفكار او أي مشاريع تنموية تفيد البلد نحاول ان ندعمهم. * ما هي الجامعات التي يدرس فيها المشاركون؟ * يتم إستضافة الطلاب في جميع الجامعات في الشمال الشرقي وفي الجنوب الغربي فنحن نقوم باختيار أفضل الجامعات للطلاب. ويتم توفير السكن والدعم المالي طيلة دراستهم حتى لا يشعر الطلاب بالقلق ويهتمون بدراستهم. * من يحدد اتجاهات مجالات الدراسة؟ - يتم توفير فرص الدراسة لدرجة الماجستير في جميع المجالات باستثناء الهندسة وعلوم الكمبيوتر والطب وطب الأسنان والصيدلة فقط. ونحن نعطي الطالب الحرية في إختيار المجال الذي يريده، لكننا نحدد بعض النشاطات الجانبية إضافة إلى البرنامج الدراسي. * لماذا تغيبوا عن الفعاليات الثقافية اليمنية؟ * للأسف الشديد المشكلة هنا هي مشكلة الأمن لكننا نريد أن نجدد المبادرات في هذا المجال وفي نهاية هذه السنة سوف نستضيف فرق موسيقية أميركية في شهر نوفمبر. وأيضاً على الجانب الثقافي سوف نستضيف عرض فني تشكيلي لحوالي 25 رساماً من ابرز الفنانين اليمنيين لعرض لوحاتهم التشكيلية في شهر يوليو 2009. كما أننا عندنا منح ودعم للأنشطة الثقافية ونعمل مع عدة مؤسسات ثقافية يمنية في المجال الثقافي مثل برامج التعليم الموسيقي والتعليم المجتمعي. وكذلك برنامج مع مؤسسات المجتمع المدني. **تعمل في اليمن منذ شهرين.. -عندما وصلت إلى اليمن كنت أفكر أن هناك اختلافات كبيرة جداً بين الثقافتين اليمنية والأميركية، لكن بعد مرور أسابيع على وجودي باليمن عرفت الثقافة اليمنية أكثر مما كنت أظن. وأيضا وجدت هناك مبادئ مشتركة كثيرة بين المجتمعين من ضمنها أهمية التعليم, وفي هذه الصدد نحن نركز نشاطاتنا على هذا المجال. وقد وجدت ان كل شيء في اليمن جميل جدا الشعب اليمني التضاريس والجبال والساحل في عدن، وقد زرت عدن لمدة يوم لكن ان شاء الله سوف أزورها مرة أخرى قريبا. كما انني أحببت كل شيء في اليمن الا السواقة (قيادة السيارة)،لان عندكم نظام مختلف عن ما هو في أميركا فانا دائماً متخوف قليلاً عندما أسوق سيارتي هنا. * نبذة شخصية: واكر موراي مواليد ولاية نيوتن في غرب الولاياتالمتحدةالأمريكية 1982 ونشأت في مدينة سيلو. درست بكالوريوس اقتصاد في جامعة كاليفورنيا وأنا مهتم بالشؤون الدولية ودرست لسنة في كينا قبل التخرج، ثم رجعت إليها بعد التخرج، ثم رجعت إلى الولاياتالمتحدة. وعملت في سلك الخارجية الأميركية لتكون أول مهمة لي كمسئول ثقافي في السفارة بصنعاء. صحيفة السياسية