أكد فضيلة الشيخ الداعية أبوبكر العدني المشهور أن ما أصاب العالم الإسلامي اليوم من تقهقر وتشرذم وتخلف في كل المجالات ماهو إلا انعكاس للتراكم السلبي للممارسات التي انحرفت عن جادة الصواب والابتعاد عن الإسلام بمضامينه الحقة. واستهجن الشيخ المشهور في خطبتي الجمعة بمسجد الجند التاريخي في تعز، الأصوات النشاز التي تسعى إلى نشر بذور الفرقة والشتات بين أبناء الشعب اليمني الواحد. داعيا الجميع إلى تحكيم العقل ونبذ الفرقة والاقتداء بنهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي استطاع توحيد العرب بعد ان كانوا قبائل متناحرة متباعدة ثم وحد الجزيرة العربية كلها حتى غدا الإسلام عالمي. وأهاب بجميع أبناء الوطن وقواه السياسية بالتمسك بالوحدة وصيانتها وصيانة أوعيتها وإدارة أية تباينات أو اختلافات في إطارها, باعتبار الوحدة مطلب وطني وقومي وإسلامي. وقال" إن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على تعزيز القواسم المشتركة والتوحد والوحدة التي من فضائلها اجتماعنا اليوم بمسجد الجند التاريخي، وضرورة تفويت الفرصة على الشيطان وزبانيته الذين ينخرون في جسد الوطن. واستنكر الشيخ المشهور الأعمال الإجرامية التي تسيء للدين وأخلاقيات الشعب اليمني وبالأخص تلك التي تستهدف الأجانب الأبرياء الذين يزورون اليمن. مؤكدا أن تلك الأعمال تتنافى مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وأخلاقيات الشعب اليمني الأصيلة, فضلا عن كونها تسيء للدين وللوطن وللإنسانية كافة. ودعا الخطيب المشهور المسلمين بمختلف مذاهبهم وأفكارهم إلى تعزيز المشترك فيما بينهم وترك ما اختلف عليه وتغليب مصلحة الدين والعباد. وشدد على أهمية أن يحرص جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على العمل من اجل إحياء قيم الدين واستعادة كرامة الأمة وكذا النهوض بمستوى البلاد والعباد. وتطرق إلى أهمية إحياء ذكرى تأسيس جامع الجند على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل والذي يحمل الكثير من المعاني والدلالات والتي من أهمها توحيد اليمن الذي كان 41 مخلافا والتفاف الأمة اليمنية حول الإسلام والتمسك به. وأكد الشيخ المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى أهل اليمن ليجسد معاني الوحدة والعلم. وقال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم أني اعو ذبك من الحور بعد الكور ومن النقصان بعد الزيادة ومن الفرقة بعد الاجتماع). وأشار إلى أن معاذ بن جبل جسد هذه المعاني العظيمة حيث كانت اليمن عند مقدمه 41 مخلافا لكل مخلاف إدارته فوحدها الرسول الأعظم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين إلى 3 مخاليف، مخلاف صنعاء ومخلاف الجند والتهايم ومخلاف حضرموت. وبين الداعية أبو بكر المشهور أن الإسلام دين توحد لا فرقة، دين محبه لا دين اختطاف وقتل وتقطع. وقال" إن الوحدة في الوطن ثابت لا يتغير وكل ذي دين لا يقبل بالفرقة ودعوتنا الوسطية لا صراع على الحكم ولا على المعارضة. وأضاف من يتكلم من على منبر جامع الجند يجب أن يقول كلمة الحق أن أمة اليمن لا تصلح إلا بوحدتها كما انه علينا تقديم النصح للحاكم والمعارضة في تسيير أمور الدنيا والدين. ولفت إلى ما يجري في بعض الاقطاع العربية والإسلامية، وقال" إن امتنا ينفرط عراها، لقد دس الشيطان أتباعه في الجسد الإسلامي واتسعت دائرة الخلاف بسبب ابتعادنا عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. ودعا الشيخ المشهور جميع المسلمين بمختلف توجهاتهم إلى التوحد وإحياء قيم التماسك والإخاء والمودة. وكان قد احتشد اليوم بمسجد الجند التاريخي بتعز الذي أسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه آلاف المصلين أحياءا لذكرى تأسيس المسجد ودخول الإسلام إلى اليمن وإقامة أول صلاة جمعة فيه في رجب من العام السادس للهجرة. كما اختتمت اليوم الفعالية الاحتفالية السنوية التي تقام في جامع الجند بمشاركة كبيرة من المواطنين والعلماء من مختلف محافظات الجمهورية تضمنت حلقات للذكر ومحاضرات دينية نظمها مركز الإبداع ومنتدى تعز الثقافي بالتنسيق مع مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وبمشاركه فاعلة من كبار مشائخ وعلماء اليمن، حضرها وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبد الحميد الهتار ومحافظ تعز حمود خالد الصوفي. وفي اختتام الاحتفالية ألقى وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار كلمة أشار فيها إلى المعاني التي يجسدها هذا الحشد الكبير بجامع الجند المعبر عن وحدة الشعب والعقيدة. وتطرق وزير الأوقاف للرسالة العظيمة لمبعوث رسول الله الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى أهل اليمن في تعلم القران والفقه والسنة النبوية الشريفة. داعيا إلى نبذ الفرقة والتنازع بين المسلمين وإحياء القدرات العلمية والإبداعية التليدة التي استفاد منها الغرب كثيرا في نهضتهم العلمية والصناعية. كما دعا الجميع إلى الاصطفاف مع وحدة الوطن أرضا وإنسانا، مؤكدا أن الوحدة فريضة من فرائض الدين الإسلامي شأنها شأن فريضة الحج والصلاة والصيام ويجب التعاطي معها والحفاظ عليها. هذا وكان مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة تعز عبده محمد حسان قد ألقى مساء أمس محاضرة بعنوان استهداف المستأمنين جريمة دينية وأخلاقية، أكد فيها أن الدين الإسلامي الحنيف دين محبة وحضارة، وأن ما يقوم به بعض العناصر المريضة من قتل واختطاف يعبر عن النفسية الحاقدة والمريضة والإفلاس الذي وصلوا إليه في استهداف الآمنين، وقبل ذلك استهداف الوطن وأمنه واستقراره.