دعا عضو مجلس الشورى الدكتور احمد الاصبحي الى ان تكون القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية لمواجهة المشروع الصهيوني المستهدف للمدينة منذ العام 1827م. وعزا الدكتور الاصبحي في محاضرته أمس بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) بعنوان " مغزى ودلالة ان تكون القدس عاصمة للثقافة العربية عزا" ذلك الى عروبة اهلها على مر التاريخ الذي يحكي وفود دخلاء غزاة لايلبثوا الا القليل ثم يجلوا عنها وكذا حجم التآمر الصهيوني على هذه المدينة . وخلص الدكتور الاصبحي من خلال استعراضه لمسميات مدينة القدس منذ 5 آلاف سنة ابتداء من اسم يبوس نسبة الى اليبوسيين وهم عرب كنعانيون مروراً ببيت المقدس في ظل الاسلام الى ان جميع المسميات التي اطلقت على المدينة عربية ، مستثنياً حالة واحدة التي سميت فيها المدينة " ايليا كابيتولينا " نسبة لاسرة الامبراطور الروماني هدريان الذي اجلى اليهود وابقى على اهلها المسيحيين . وتطرق الى الحكمة من إسراء النبي الكريم الى بيت المقدس حيث اراه الله من اياته وسننه ، ماشهدته هذه الارض المباركة من صراع بين الامبراطورايات والممالك بمختلف نظمها السياسية وتعاقب افولها الواحدة تلو الاخرى وزوال حكم بني اسرائيل. واشار الى حرص الرسول الكريم على فتح القدس من خلال تجهيزه لثلاث غزوات كان اخرها بقيادة اسامة بن زيد الى ان فتحها الخليفة عمر بن الخطاب ، منوهاً بما تضمنته العهدة العمرية على ان لا يساكن المسلمين والنصارى في القدس احد من اليهود بناء على طلب النصارى لما عاثوا به من فساد . وذكر ان اليهود لم يمكثوا في القدس إلا 300 سنة حكموا خلالها 70 عاماً فقط ، مستعرضاً الحروب الصليبية الغربية والمؤمرات على المدينة وصولاً الى جهود الناصر صلاح الدين في فتح وتنظيم المدينة . ولفت الى ماعانته المدينة وتعانيه من اجراءات تعسفية ومؤمرات يقوم بها الكيان الصهيوني بهدف تغيير ديموغرافية المدينة وتهويدها واحداث التفوق الديموغرافي فيها ، مورداً مخططات هدم المسجد الاقصى عبر الحفريات من خلال عشر مراحل. وتطرق الى مراحل الصراع العربي الاسرائيلي وموقع القدس من المشروع القومي الاسلامي ، مؤكداً ضرورة تبني مشروع عربي اسلامي من خلال توحيد الامة للإلتفاف حول القدس لانهاء هذا الصراع. الحلقة أثريت بالعديد من المداخلات المستفيضة كان ابرزها مداخلة ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين سلطان مهداوي الذي اشار فيها الى مايمارسه العدو الصهيوني من تطهير عرقي .. مشدداً على انه لا تحرير لفلسطين دون وحدة العرب.