احتفى عدد كبير من المفكرين والأدباء والسياسيين اليمنيين بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل " منارات " بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009. وتحدث في الإحتفائية عضو مجلس الشورى ( الدكتور أحمد الأصبحي) عن (مغزى ودلالة أن تكون القدس عاصمة الثقافة العربية) فافترض عدم حصر القدس عاصمة للثقافة العربية في عام واحد، وذلك بحكم خصوصيتها وكونها مدينة مقدسة وقضية أمة، مشددا على أنْ تكون عاصمةً أبدية للثقافة العربية، لكنه اعتبر قرار مجلس وزراء الثقافة العرب موفقاً حين جعلوا بالتوالي من كل عاصمة عربية على مدى عام عاصمةً للثقافة العربية. وقال: " لا بأس أنْ يشكل هذا العام تأسيساً لبرامج وخطط لمشروع عربي ثقافي وسياسي واجتماعي واقتصادي خاص بالقدس يواجه المشروع الصهيوني الذي استهدف هذه المدينة العربية منذ عام 1827م". وتطرق المحتفون إلى تزامنها مع احتفالات اليمن بالذكرى الخامسة عشرة لدحر الانفصال وانتصار الوطن الواحد على الانفصاليين في 1994، والصيحات المنادية بفك الارتباط والعودة باليمن إلى عهد الشطرين، مؤكدين على ضرورة أن يدخل الشركاء الفرقاء في حوار يجنب اليمن الويلات والمشاكل. وتحدث (عبد الرب علوان)، عن الوحدة المعجزة الحقيقية، التي تحققت وخرجت من رحم الخلافات والصراعات، ثم هي اليوم تواجه وضعا خطرا وحرجا وأزمة حقيقية، وقال :" إن الوحدة تتدحرج من بين أيدينا"، متحدثا عن قوى دولية تحيك المؤامرة ضد اليمن ووحدته، وأن اليمنيين ليس هم وحدهم في الميدان وفي المسرح، معبرا عن أمنيته في أن يأتي الحل من الداخل وليس عبر تلك القوى. وعودة إلى ورقة الأصبحي عن القدس حيث قدم قراءة في مغزى ودلالة أنْ تكون القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، قائلا : "الوقوف على تاريخيتها العربية ، وعروبة أهلها الذين توارثوا البقاء على تربتها الطاهرة أباً عن جد دون انقطاع ، يفد عليهم الدخلاء غزاة إلى حين ، ولا يلبثون فيها إلا قليلا ليجلوا عنها ، ويبقى أهلها العرب ، أهل الأرض ،يحافظون على هويتها رغم كل التحديات"، و" حجم التآمر الصهيوني وعبثيته التي يمارسها جهاراً علناً على هذه المدينة العربية، وعلى مرآى ومسمع من الرأي العام العالمي ومنظماته الدولية لا يردعه رادع"، معتبرا قضية فلسطين بأنها " قضية الأمة العربية والإسلامية قضية الحق الثابت الذي لا تسقطه المتغيرات العدوانية الطارئة التي هي إلى زوال مهما طال ليلها". وأشار إلى أن القدس بمسمياتها العدة هي مدينة التوحيد والسلام والتطهر من الذنوب ، ومركز إشعاع روحي للديانات السماوية الثلاث، يتحقق في أسمائها معنى التوحيد القومي والديني. وفي السياق ذاته طالب عضو مجلس الشورى ب" تعميم تدريس القضية الفلسطينية في الجامعات العربية وفي التعليم العام في عموم الوطن العربي"، " وتصدير الثقافة العربية للقدس وفلسطين إلى المجتمعات الغربية باللغات الانجليزية والفرنسية والأسبانية والإيطالية والألمانية،ونشر الكتب والمجلات وإقامة المعارض وتحريك الفرق الفنية والأدبية والثقافية وعقد الندوات والمؤتمرات وغيرها من التظاهرات الثقافية ، وتأهيل المسرح الفلسطيني"، لكنه أكد حاجة تلك الأنشطة إلى "ضخ المال العربي بسخاء من زكاة النفط والثروة القومية". من جانبه أكد ممثل الجبهة الديمقراطية من فلسطين سلطان مهداوي حاجة موضوع القدس إلى مراجعة ونقد وتقييم، مذكرا بدخول الخليفة ( عمر بن الخطاب) إليها فاتحا وتأسيسه فيها للحرية والتعددية الدينية والمذهبية، التي لم تدم بفعل التغيرات التي حصلت على النظام الإسلامي أو طبيعة القوى الحاكمة آنذاك. وأكد أن القدس لن تتحرر إلا في ظل الوحدة العربية والإسلامية، وقبلها الوحدة بين فصائل الشعب الفلسطيني، داعيا إلى تمركز الجهود وإيجاد صندوق للقدس وتحديد أولويات المعركة. وعبر ( مهداوي) عن أسفه لفشل النخب السياسية، قومية وإسلامية في أن تقدم حلولاً لمشكلة تفرق الصف الفلسطيني، وقال إنها " لم تستطع أن تقدم حلولا لأنها وصلت إلى السلطة وأصبحت همها الأكبر".