عقد بصنعاء المنتدى الثالث للزراعة الحضرية بأمانة العاصمة تحت شعار " حصاد المياه وترشيدها من أجل تنمية مستدامة للزراعة الحضرية". وكرس المنتدى الذي نظمته الجمعية اليمنية لتنمية الزراعة المستدامة بمشاركة 50 مشاركا يمثلون الجهات ذات العلاقة بالزراعة الحضرية منها وزارات الزراعة والري والمياه والبيئة والأوقاف والإرشاد وجامعة صنعاء وعدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين، لمناقشة مفاهيم تتعلق بالزراعة الحضرية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي، إضافة إلى التعرف على مستوى إدماج مفاهيم إستراتيجية هذا النوع من الزراعة في السياسات العامة للري وترشيد المياه. كما هدف المنتدى إلى تقريب وجهات نظر الأطراف المختلفة بأمانة العاصمة حول الزراعة الحضرية ومعرفة ماذا يمكن ان تقدمه لسكان الأمانة. وفي المنتدى أشار وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الري واستصلاح الأراضي المهندس احمد العشلة إلى أهمية نشر الوعي المجتمعي بترشيد استخدامات المياه والحفاظ على الثروة المائية وحمايتها من الاستنزاف نتيجة الاستخدام العشوائي لها، إلى جانب التوعية باستخدام شبكات الري وأنظمة الري الحديث في العملية الزراعية لأهميتها في الحفاظ على مخزون مياه الآبار الجوفية فضلا عن تحقيق انتاجية وفيرة وجودة عالية للمحصول. وأكد أن المياه أصبحت قضية تعصف بمعظم دول العالم ومن ضمنها اليمن، الأمر الذي يستدعي الاستشعار بالمسؤولية من قبل كافة الجهات ذات العلاقة بالمياه كوزارتي الزراعة والري والمياه والبيئة والهيئة العامة للموارد المائية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، والتنسيق لإيجاد حلول ومعالجات لمشكلة المياه. وأشاد الوكيل العشلة بتنظيم وعقد مثل هذه المنتديات الذي تحظى بمشاركة واسعة من قبل المهتمين والمتخصصين وأهميتها في الخروج برؤى واضحة ومحددة تساعد متخذي القرارات من رسم السياسات المناسبة في هذا المجال. مؤكدا ان وزارة الزراعة والري ممثلة بقطاع الري واستصلاح الأراضي تسعى إلى إيجاد حلولا ومعالجات لمواجهة المشكلة المائية. وقال" لدينا خلال أكتوبر القادم برنامج جديد لدعم المياه بالتعاون مع وزارة المياه والبيئة بدعم الجهات المانحة، حيث يعطى هذا البرنامج الأولوية لدعم أنشطة المياه". واعتبر العشلة ان السدود والحواجز المائية أحد أهم المنشآت اللازمة والضرورية التي تحتاجها اليمن في توفير المياه للعملية الزراعية الهامة لتحقيق الأمن الغذائي، كونها تعمل على تغذية الآبار الجوفية وتغذية الأحواض من خلال حجز مياه الأمطار والسيول المتدفقة من المنحدرات والمرتفعات الجبلية. من جانبه أشار وكيل محافظة صنعاء علي عزي شريم إلى أهمية إيجاد تصور وأفكارا علمية من قبل الأكاديميين والباحثين في الجامعات والفنيين في الوزارتين والجهات المعنية حول كيفية الاستفادة من حصاد المياه، بحيث تترجم تلك الأفكار إلى خطط وبرامج وأهداف محددة يسهل تنفيذها على الواقع. وأعتبر ان نشر الوعي المجتمعي بقضايا المياه أبرز العوامل المساهمة في ترشيد استخدامات المياه والحفاظ على الثروة المائية وحمايتها لضمان استمراريتها وديمومتها للعملية الزراعية اللازمة للآمن الغذائي. ودعا إلى أهمية تكاتف كافة الجهود الرسمية والشعبية وتوجيهها نحو الحفاظ على هذه الثروة إلى جانب منع استخدام الحفر العشوائي للآبار ومنع إهدار المياه الصالحة للشرب والتي غالبا ما يتم استخدمها في تغسيل السيارات ورش البلك ورش المنشآت والمباني وغيره. وقدمت في المنتدى عدداً من أوراق العمل من عدد من المهتمين والمتخصصين في مجال حصاد المياه وترشيدها، ناقشت مواضيع تتعلق بمفاهيم وأسس وإستراتيجية الزراعة الحضرية وكذا السياسة العامة للري في دعم وتنفيذ هذه الإستراتيجية ودور وزارة المياه والبيئة في مجال الزراعة الحضرية، وتحسين بيئة أمانة العاصمة باستخدام نظم حصاد المياه، فضلا عن الفوائد والمنافع المجتمعية للزراعة الحضرية . وتعرف الزراعة الحضرية بأنها ممارسة الأنشطة الزراعية بشقيها النباتي والحيواني داخل المدن وخارجها، ويرجع الاهتمام بهذه الزراعية إلى توفر المساحات الزراعية في المحافظة وإمكانية استغلالها في الزراعة الحضرية.