شهد الجنوب اللبناني اليوم الجمعة تطوراً أمنياً لافتاً، تمثل بإطلاق صاروخين من نوع كاتيوشا باتجاه الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في الشمال، فيما رد جيش الاحتلال الإسرائيلي بحوالي 20 قذيفة مدفعية. وأدى هذا الحادث إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل). ونقل عن بيان لقوات (يونيفيل) انه " وفقاً لتقارير أولية، أطلق على الأقل صاروخان من منطقة القليلة حوالي الساعة الثالثة و45 دقيقة بالتوقيت المحلي وسقطا في شمال إسرائيل في منطقة عند شمال نهاريا ". وأضاف البيان وقد " رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية استهدفت المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ". وأوضح ان " القصف توقف عند الخامسة إلا ربعاً ولم تبلغ اليونيفيل عن إصابات بالأرواح لدى الجانبين وهي على اتصال معهما وتحثهما على اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس والحفاظ على وقف الأعمال العدائية والامتناع عن القيام بأي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد إضافي". وأشار البيان إلى ان " قوات يونيفيل وبالتنسيق مع الجيش اللبناني نشرت قوات إضافية في المنطقة لمنع التصعيد وقد فتحت تحقيقاً فورياً بالحادثة". يذكر ان القرار الدولي رقم 1701 أوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي دام 34 يوماً، لكنه لم يتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، واكتفى بالإشارة في إحدى فقراته إلى " وقف الأعمال العدائية " بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني. وأكدت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) انه وبعد قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف عنيف على عدد من مناطق جنوب لبنان، أجريت اتصالات فورية بين الجيش اللبناني واليونيفيل وبين اليونيفيل والإسرائيليين أدت إلى وقف القصف وعادت الأمور إلى طبيعتها. وقد حملت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ وقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي شكوى رسمية إلى قوة (يونيفيل) رداً على إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مصادر لبنانية ان هذا " التوقيت في عملية إطلاق الصواريخ، جاء في ظل توتر سياسي في لبنان وقد يكون هناك جهات تستغل هذا التوتر وتسعى إلى خربطة الوضع على الحدود لإحراج اليونيفيل والجيش ودفع المنطقة إلى توتر معين في ظل ظروف سياسية معينة وإرباك الوضع برمته وإظهار للجيش والدولة". من جانبه أعلن الجيش اللبناني وقوات الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عثورها على منصة خشبية استخدمت لإطلاق الصاروخين والى جانبها بطارية في احد البساتين في بلدة القليلة قرب مدينة صور جنوب لبنان. وكانت الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن صاروخي كاتيوشا أطلقا من جنوب لبنان سقطا في منطقة أخزيف بالجليل الغربي في إسرائيل عصر اليوم. وقالت الإذاعة إنه لم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار نتيجة سقوط القذيفتين. وسارعت الولاياتالمتحدة إلى إدانة إطلاق الصاروخين من جنوب لبنان على المستوطنات الإسرائيلية شمال فلسطينالمحتلة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي في المؤتمر الصحافي اليومي في وزارة الخارجية " ندين بشدة هذه الهجمات " . وربط كراولي بين إطلاق الصواريخ اليوم وانفجار مخزن للأسلحة تابع لحزب الله في 14 يوليو الماضي، قائلاً ان الحادثين " يؤكدان الحاجة العاجلة لوضع الأسلحة في لبنان تحت سلطة الدولة". كما قال: إن الولاياتالمتحدة تطالب " الأسرة الدولية بان تبقي على التزامها في دعم قوة اليونيفيل (قوات الأممالمتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان)". من جانبه دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القصف الصاروخي من جنوب لبنان الذي ردت عليه إسرائيل فوراً بقصف مدفعي عنيف. داعياً الطرفين إلى ضبط النفس. وقالت ماري اوكابي المتحدثة باسم بان كي مون " ندين سقوط صاروخين على الأقل على إسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان في 11 سبتمبر " . وأضافت ان " اليونيفيل تحقق في ملابسات الحادث بتعاون وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، وان الأمين العام يحض جميع الأطراف على ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس". وأكدت " يجب عليهم ان يحترموا بالكامل قرار مجلس الأمن الدولي برقم 1701 وان يحترموا اتفاق وقف العمليات العدائية". وتناست المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة خروقات الطيران الحربي الإسرائيلي المتكررة وشبة اليومية على مناطق جنوب لبنان، خاصة طلعات الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع.