أعرب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوربي خافير سولانا اليوم الاثنين عن قلقه تجاه إشكالية التعامل الأوربي والدولي مع مختلف جونب ملف ايران النووي المثير للجدل . وفي تصريحات له على هامش اجتماعات وزراء الدفاع بدول الاتحاد الأوربي في السويد اليوم , قال سولانا ان كل ما يصب ضمن هذا الاتجاه يعد مدعاة للقلق. ولكن سولانا رفض المضاربة بشأن طبيعة الردود الدولية المتوقعة بعد هذا التطور مع الاعتراف بان الأمور قد تتشابك وتتعقد في مجالات أخرى . وأوضح مصدر دبلوماسي أوربي في بروكسل ان سولانا سيشرح مساء بعد يوم غد الأربعاء أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوربي آخر تقييم للاتحاد لملف إيران النووي, وذلك قبل 24 ساعة من ترأسه للقاء السداسي الدولي مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي الخميس المقبل. ويرافق مدراء الشؤون السياسية بوزارات خارجية كل من فرنسا وروسيا وبريطانيا والصين وألمانيا المسؤول الأوربي في هذا الاتصال والذي لم تتضح بعد معالم تنظيمه او العناصر المدرجة على جدول أعماله . واشار المصدر الى ان المسؤولين الأوربيين لا يتوقعون تسجيل ثغرة دبلوماسية تذكر خلال لقاء جنيف وتحديدا بشان التعامل مع الشق العسكري للبرنامج النووي الإيراني. واكد إن الموقف الأوربي والدولي والذي يدفع باتجاهه منسق السياسة الخارجية الاوربية خافير سولانا لن يتغير في لقاء جنيف وسيتمثل في تكرار العرض الدولي لإيران والمتمثل في الخيار بين وقف تخصيب اليورانيوم والحصول على عدة حوافز سياسية واقتصادية اوالتعرض لعقوبات دولية. وفى سياق متصل قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم ان أية عقوبات دولية ضد إيران ستكون محدودة وربما سيجري التفكير في فرض حظر على توريد إيران للنفط المكرر كخطوة أولى. ويعني ذلك ان الاتصالات على مستوى السداسي الدولي استمرت مع إيران طيلة ست سنوات, ولم تثمر عن أية نتيجة عملية. كما انه لم يعد هذا السداسي الذي يعاني من انقسامات فعلية بشان التعامل مع إيران يرفض مبدأ تمكين طهران من الطاقة النووية المدنية, فمن الملاحظ ان الولاياتالمتحدة وحليفاتها الأوربيات بدأن بالتركيز على رفض قاطع لاية خطط عسكرية نووية إيرانية. ويرى المراقبون للعلاقات الاوربية الإيرانية ان الموقف الدولي مع إيران تغير بشكل جوهري منذ آخر لقاء بين إيران والسداسي الدولي عام 2008م . ومنذ وصول الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الاميركي باراك اوباما عرضت الولاياتالمتحدة نهجا منفتحا ومعتدلا على إيران. كما إن إيران تعاني من إشكاليات منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة وما رافقها من تطورت داخلية معروفة والتي جعلت من الملف النووي الإيراني مسالة داخلية بالدرجة الأولى ضمن توازنات القوة في طهران. لهذا فان المراقبين لايتوقعون اعتدالا إيرانيا مرتقبا في لقاء جنيف وإنما عرض مبادئ عامة بالاستعداد للحوار مع أوربا والدول الأخرى في مختلف المواضيع وهي اقتراحات قدمها الإيرانيون بالفعل ويقول الأوربيون انها لا تحمل أية مقترحات جديدة.