شدد أكاديميون وباحثون على ضرورة الوعي بأهمية الوحدة اليمنية وانها ليست ترفا ولا نافلة بل فرض نابع من عقيدة المجتمع وحل وحيد للعيش بكرامة وطريقا للخير والغد المشرق. وأكد المشاركون في ندوة فكرية نظمتها جامعة صنعاء اليوم بعنوان " تعايش المذاهب الدينية في اليمن" على خصوصية المجتمع اليمني كمجتمع متماسك يتصف بوحدة العقيدة والدين بعيدا عن التقسيمات الطائفية والنزعات المذهبية. واعتبروا وحدة العقيدة في المجتمع عامل قوة لتفويت الفرص على المتآمرين على وحدة الوطن وأمنه و استقراره والساعين إلى النيل منه عبر محاولة خلق الفتن المذهبية والنزعات الدينية المتشددة. وحدد المشاركون نقاطا أساسية لتحقيق التآلف الديني بين المذاهب على الساحة الوطنية في مقدمتها ضرورة الوعي بأهمية الوحدة وانها ليست ترفا بل فرض وحل وحيد للعيش بكرامة، وعدم شرعنة الفكر الدخيل، وإخراج لغة التكفير عند التعامل البيني لما يمثله من عامل لإفساد ذات البين. وأشار المتحدثون وهم: الأستاذ بكلية التربية الدكتور أحمد الدغشي وأستاذ التاريخ الإسلامي الدكتور عبد الله الشماحي، وأستاذ أصول الفقه الدكتور مهدي الحرازي، أشاروا إلى ضرورة الاتفاق على المشروعية المتبادلة بين المذاهب لتحقيق التآلف فيما بينها مؤكدين أن لا احد يمتلك الحق الإلهي في النطق باسم الجميع. وبينوا ان من تلك النقاط التركيز على الثوابت وقواسم الاشتراك بين المذاهب التي هي أكثر من أن تحصى في المجتمع اليمني عن غيره في الدول الأخرى بخاصة اذا سلمت من التسييس. ودعوا إلى إعادة النظر في صياغة المناهج الدراسية وتنقيتها بما يضمن تنشئة الأجيال تنشئة سوية بعيدا عن التعصبات والنظرات الضيقة. مشددين على الدور الايجابي الذي يجب أن تنتهجه كل من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام في تربية النشء وتوجيه المجتمع نحو مقومات السلوك السوي. وكان رئيس الجامعة الدكتور خالد طميم أكد في كلمته في الافتتاح على أهمية المواضيع التي تناقشها الندوة وما يمكن أن تسهم به في التعريف بما يجب القيام به لتعزيز جوانب التعايش المذهبي في اليمن وجعل هذا التعايش عامل قوة لأمن الوطن ووحدته و استقراره وحصنا تتحطم عنده مؤامرات المتآمرين وأعداء الأمة. وقد ركزت الندوة على ثلاثة محاور يتعلق الأول ب"سبل التعايش والتقريب بين المذاهب"، وموضوع "المذهبية بين الحراك الفكري والهوية المنغلقة"، و"مظاهر التآلف بين المذاهب ومدى الاستفادة منها في الواقع الراهن". وتطرقت الندوة التي أدارها رئيس قسم المبدعين بمركز الإرشاد التربوي بالجامعة الدكتور إبراهيم ابو طالب، إلى عددا من المفاهيم حول التعايش المذهبي واختلافه عن الاندماج في مذهب واحد والفرق بين التآلف والتعايش المذهبيين. وأثريت بمناقشات ومداخلات الحضور من أكاديميين وباحثين ومثقفين عززت موضوع الطرح وأسهمت في الخروج برؤية عملية لتعزيز التآلف المذهبي في اليمن.