تعقد الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني اجتماعا اليوم السبت لبحث تطورات الملف وفرض عقوبات جديدة على طهران لحثها على قبول خطة التبادل النووي التي طرحتها وكالة الطاقة الذرية العام الماضي، وما زالت طهران ترفضها. وتنص خطة التبادل النووي على إرسال إيران غالبية مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج، مقابل حصولها على وقود نووي لمفاعلها للأبحاث في طهران من الدول الغربية. وفيما يتوقع أن تشارك أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا بممثلين رفيعي المستوى في اجتماع اليوم في نيويورك، قررت الصين التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر أن توفد دبلوماسيا من الصف الثاني إلى الاجتماع. وتعتبر الصين هي الدولة الأكثر تحفظا حيال فرض عقوبات جديدة على إيران، التي يتواصل برنامجها النووي في انتهاك لقرارات الأممالمتحدة، كما تدعو إلى أن تقيم علاقات وثيقة مع إيران ومواصلة الحوار، تدعمها إلى حد ما روسيا. وقال عدد من الدبلوماسيين: إنهم لا يعرفون دوافع بكين وعبروا عن اعتقادهم بأن ذلك ربما يوضح معارضة بكين لفرض مزيد من العقوبات على إيران أو استيائها من مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان التي تعتبرها بكين إقليما منشقا. أما ممثلو الدول الأخرى فهم المدراء السياسيين في وزارات خارجيتها أي دبلوماسيين على مستوى عالي جدا. واعتبرت فرنسا أمس أن المهم في اجتماع الدول الست المكلفة بالملف النووي الإيراني في نيويورك، هو مشاركة الصين في هذا الاجتماع، مقللة في الوقت نفسه من شأن إرسالها ممثلا من الصف الثاني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "بشأن تمثيل الصين، نعتبر أن الأساسي هو أنها تشارك في هذا الاجتماع، فحضورها ضروري لدفع هذا الملف وهو أمر لا بد منه اليوم". وأضاف الناطق: إنهم يجتمعون في نيويورك لتقييم وضع الملف النووي الإيراني ولبحث النتائج التي ينبغي استخلاصها وفقا لتوجه من مسارين" (حوار وتهديد بفرض عقوبات في غياب حصول تقدم). وفي محاولة للتقليل من أهمية الخطوة الصينية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي إن واشنطن كانت على علم بالقرار الصيني لكنها ستواصل العمل مع الصين وباقي الدول الأخرى "لإقناعها بأن الوضع الملح لا يتطلب مجرد الحوار الإضافي الذي تؤيده الصين وإنما يتطلب ضغوطا إضافية من الواضح أن الصين لا تأخذها بعين الاعتبار". وأضاف الناطق أمس إن الاجتماع سيكون "مفيدا ومهما(...) وإن كنت لا أتوقع أن يخرج بقرار محدد". وقال مسؤولون: إن الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيين سيدفعون المحادثات إلى محاولة فرض مجموعة رابعة من العقوبات على طهران بسبب رفضها الامتثال لطلب مجلس الأمن الدولي بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم. كما سيترتب على الولاياتالمتحدة أن تتعامل مع موضوع العقوبات بحرص شديد للمحافظة على موقف موحد للسداسية، خاصة وأن روسيا والصين ليستا متحمستين للموضوع. وسيمثل روسيا في هذه المحادثات نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف. ومن المتوقع أن تكشف المباحثات بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين وألمانيا عن خلافات داخل المجموعة مع سعي الولاياتالمتحدة لفرض مزيد من العقوبات بينما أوضحت الصين أنها لا تعتقد أن الوقت مناسب لذلك. كما تتهم الولاياتالمتحدةإيران بالعمل سرا لصنع أسلحة نووية وراء ستار برنامجها النووي المدني وتقول إنها بدأت مناقشة عقوبات جديدة للضغط على الحكومة الإيرانية للحد من برنامجها النووي دون إلحاق الضرر بمواطنيها العاديين. وتقول إيران: إن برنامجها النووي سلمي، ويهدف إلى إنتاج الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير مزيد من النفط والغاز. وكانت إيران رفضت فعليا مهلة حددها الغرب تنتهي بنهاية العام لقبول اتفاق بشأن الوقود النووي هدفه تبديد المخاوف الدولية أن طهران تحاول صنع أسلحة نووية. وقد عقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا في ال 26 من نوفمبر الماضي، ولمدة يومين لبحث إدانة محتملة لإيران بسبب برنامجها النووي ورفضها الرد حتى الآن على العرض المقدم من الوكالة بشأن تخصيب اليورانيوم في الخارج. وتمثل العرض في أن ترسل إيران 70% من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب إلى روسيا لزيادة تخصيبه، ثم نقله إلى فرنسا لتحويله إلى وقود لمفاعلها للأبحاث. من جانبها قالت وزير الخارجية كلينتون: إن الإدارة الأمريكية ترى أن العقوبات الجديدة يجب أن تركز على القيادة الإيرانية. وأضافت: إن القرار لم يتخذ بعد بالمضي قدما بفرض العقوبات ولكن إدارة أوباما تتحرك بهذا الاتجاه بالتنسيق مع حلفائها. وطالب الاتحاد الأوربي إيران مجددا بقبول العرض الدولي بنقل مخزونها من اليورانيوم للخارج لتحويله إلى وقود نووي تستخدمه طهران في الأغراض السلمية. وتصر واشنطن والأوربيون على طلب فرض عقوبات دولية جديدة على طهران، وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض ثلاث مجموعات من العقوبات على إيران بسبب شكوك حول إخفاء الأخيرة لنشاطات نووية، ومخاوف من إمكانية أن تطور برنامج تخصيب اليورانيوم إلى مستوى إنتاج الوقود النووي.