وصف الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله العلاقات اليمنية العمانية بأنها " ثروة للأجيال القادمة". جاء ذلك في كلمته في الجلسة الافتتاحية لندوة التبادل الحضاري بين اليمن والسلطنة التي بدأت اليوم في العاصمة مسقط وينظمها مركز الدراسات العمانية في إطار التعاون البحثي والثقافي بين المركز والمراكز البحثية في الجامعات اليمنية . وقال الوزير بن علوي : " أنا سعيد جدا بأن أرعى هذا النشاط الثقافي خاصة فيما يتعلق بالبحث الأكاديمي في مصادر التاريخ والعلاقات بين الأمم والشعوب". وأضاف:" إن هذه الندوة التي تحتضنها جامعة السلطان قابوس تعد من أهم الندوات لأنها تناقش العلاقات التي تربط دولتين شقيقتين متلازمتين في الماضي والحاضر والمستقبل ". وتابع قائلا :" لاشك إن هذه العلاقات الممتازة ستكون ثروة للأجيال القادمة " . وأعتبر أن الدراسات والأبحاث التي ستقدم للندوة ستكون لها قيمة تاريخية بالإضافة إلى قيمة اقتصادية وسياسية. وتابع الوزير العماني قائلا :" نتمنى لهذه الندوة التوفيق ونتطلع للحصول على النتائج والمناقشات التي ستدور بين المشاركين في هذه الندوة لتأصيل العلاقة بين اليمن وعمان " . وتطرق الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان إلى خصوصية العلاقات الحميمة التي تربط سلطنة عمان بالجمهورية اليمنية . وقال : " دائما نؤكد إن العلاقة بين العمانيين واليمنيين وبلديهما الشقيقين الجارين بنيت على وشائج قوية ومتينة". وأضاف :" ولاشك إننا نطمح إلى مزيد من التفاعل الايجابي في كل القطاعات النشطة بين البلدين لتحقيق الأهداف المنشودة " . هذا وتناقش الندوة التي حضر جلساتها الافتتاحية وزير الإعلام حمد بن محمد الراشدي ويشارك فيها رؤساء الجامعات والاكاديميين والباحثين المختصين والمهتمين بالشأن اليمني العماني من البلدين الشقيقين وعدد من دول العالم, 24 ورقة عمل مقدمة من قبل شخصيات اكاديمية وباحثين، تتناول الجوانب التاريخية المشتركة بين البلدين والجوانب الادبية والابداعية والارث المشترك والعادات والتقاليد وجوانب العلم والفنون والثقافة . وتشمل محاور الندوة محور الجغرافيا والتاريخ المشترك والذي سيلقي الضوء على الوحدة التاريخية المشتركة بين اليمن وعمان، والوحدة الجغرافية (الامتداد الطبيعي وأثره على التقارب بين البلدين، العلاقات الحضارية القديمة وأثرها في تأصيل العلاقات (السياسية- والثقافية- والاقتصادي)، العلاقات العمانية اليمنية في بلدان المهجر(شرق أفريقيا نموذجا), إضافة إلى المحور الثقافي العام الذي سيلقي الضوء على الصلات الفكرية والفقهية والمذهبية عبر الرسائل والسير والفتاوى ،وتبادل زيارات العلماء والفقهاء ، والقيم الثقافية المتصلة بالمعارف والعلوم البحرية ، والتداخل في اللهجات في جنوب عمان وشرقي اليمن ، والانتقال القبلي وأثره في الوحدة الثقافية . وقال رئيس مركز الدراسات العمانية الدكتور محسن الكندي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الندوة التي تبناها المركز تهدف الى قراءة البعد الحضاري بين البلدين من خلال المنتج الثقافي والعلمي والحضاري، كما ان ميزتها تكمن في القاء الضوء على المنجز العلمي المتراكم بين البلدين على مختلف الاصعدة. واشار الدكتور الكندي إلى أهمية الندوة باعتبارها من ابرز الندوات التاريخية بين البلدين كونها " ستقف وبوضوح على التاريخ الحضاري بين اليمن وسلطنة عمان وفق رؤية ثقافية علمية ذات حس اكاديمي ، معتبرا اياها حصيلة علم ومعرفة وثقافة يؤكدها التاريخ وتؤكدها العلاقات المتميزة بين البلدين"