قام فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم بافتتاح مصنع اسمنت حضرموت التابع للشركة العربية - اليمنية للأسمنت المحدودة في منطقة المصنعة بحضرموت. وكان في استقباله في موقع المشروع محافظ حضرموت سالم الخنبشي ورئيس الهيئة العامة للاستثمار صلاح العطار، ورئيس مجلس إدارة الشركة العربية - اليمنية للإسمنت المحدودة الشيخ عبد الله بقشان، والشيخ محمد حسين العمودي، والشيخ عبد الله باحمدان، أعضاء مجلس الإدارة، وعبد الله بن أحمد زينل الرضا وزير الصناعة والتجارة بالمملكة العربية السعودية وزامل المقرن مدير عام إسمنت الشرقية المساهمة في المشروع والدكتور عبد الله عثمان مدير جامعة سعود بالمملكة العربية السعودية، وعلي الحمدان سفير المملكة العربية السعودية بصنعاء، وعدد من المسؤولين والعاملين في المصنع. وفور وصوله أزاح فخامته الستار عن اللوحة التذكارية لمشروع أسمنت حضرموت البالغ تكلفته 260 مليون دولار بطاقة إنتاجية تبلغ مليون و 500 ألف طن من الأسمنت سنويا. وقد أدار فخامته بعد ذلك زر التشغيل إيذانا بتشغيل المصنع رسميا, وأستمع إلى شرح عن مكونات المصنع الذي ينتج حاليا مادة الإسمنت البورتلاندي العادي, وفي المستقبل القريب سينتج الأسمنت المقاوم للسولفات وفقا للمواصفات العالمية. وقد تم إنشاء المصنع وفقا لأحدث التقنيات في مجال صناعة الأسمنت وروعي في تصميمه وآلاته الحفاظ على البيئة والاعتماد على أجهزة عالية في فلتره الأتربة والغبار المتصاعد من عملية التصنيع. ويشمل المصنع محطة كهربائية بقدرة 45 ميجاوات ومحطة لمعالجة مياه الشرب ومحطة لمعالجة الصرف الصحي للحفاظ على البيئة. ويستوعب المصنع عمالة يومية تقدر ب450 موظف وعامل بالإضافة إلى العمالة المصاحبة الأخرى. وقد سجل فخامة رئيس الجمهورية كلمة في سجل الزيارات عبر فيها عن سعادته بافتتاح هذا المنجز الاقتصادي الذي ينفذه القطاع الخاص وينتج مليون وخمسمائة الف طن سنويا وبتكلفة إجمالية تبلغ 260 مليون دولار. مؤكدا أن اليمن يشجع إقامة مثل هذه المشاريع الصناعية الإنتاجية التي تستوعب أكبر قدر ممكن من العمالة المحلية وتخدم عملية التنمية والاقتصاد الوطني. مجددا ترحيبه بكافة الاستثمارات سواء في حضرموت أو غير ها من مناطق الجمهورية ومنها الاستثمار في المجال الصناعي متمنيا التوفيق والنجاح للقائمين والعاملين في المشروع. بعد ذلك حضر فخامة الرئيس الحفل الذي أقيم بالمناسبة حيث ألقى فخامته كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح هذا المنشأة الصناعية الهامة. وقال:" نحن سعداء بافتتاح هذا المشروع الاقتصادي الاستراتيجي الهام الذي نفذ من قبل رجال الأعمال اليمنيين المغتربين في السعودية وكذلك الأشقاء المستثمرين في شركة الشرقية". وأضاف:" نقدر عاليا هذه الاستثمارات والتي تأتي استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذين حثا رجال الأعمال السعوديين من أصول يمنية وكذلك رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية على التوجه للاستثمار في اليمن". وتابع قائلا:" نرحب ترحيبا حارا بمثل هذه الاستثمارات في اليمن في شتى المجالات سواء في مجال صناعة الأسمنت أو الصناعات الخفيفة أو المتوسطة والثقيلة ". مؤكدا أنها ستحظي بكافة الدعم والتشجيع وتقدم لها كافة الضمانات والتسهيلات المتميزة التي يكفلها قانون الاستثمار اليمني لكل المستثمرين وفي مقدمتهم المستثمرين من الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وأردف فخامته: نوجه الشكر لإخواننا وأبنائنا المغتربين في المملكة الأخ عبد الله بقشان والأخ أبو حسين محمد حسين العمودي، والأخ عبد الله باحمدان، الذين بادروا للاستثمار في اليمن نظرا لما يمتلكه من مقومات وفرص استثمارية واعدة, فضلا عن ما قدموه من دعم لتنفيذ مشاريع خدمية لأبناء المحافظة". مشيدا في هذا الصدد بما قدمه الأخ محمد حسين العمودي من دعم لمشاريع في مجال الطرق نفذت في المنطقة القبلية وتمثلت في شق وسفلتة طريق بطول 160 كيلو متر وكذلك ما قدمه المهندس عبد الله بقشان من دعم لشق وسفلتة طرق في وادي دوعان بطول حوالي 75 كيلو متر, معتبرا ذلك دعما حقيقيا لمسيرة التنمية في المحافظة ويجسد شعورهم الصادق بالانتماء للوطن. وجدد فخامته الترحيب بمثل هذه المشاريع الاستثمارية لاستغلال الفرص المتميزة والواعدة في اليمن بما يحقق المصالح المشتركة للمستثمرين ويصب في خدمة الاقتصاد الوطني. وقال:" إن ترحيبنا بالمستثمرين يأتي انطلاق من إدراكنا لأهمية الاستثمار باعتباره قطار التنمية ومن شأنه استغلال الفرص العديدة المتاحة في اليمن في مختلف المجالات فضلا عن كون تنفيذ المشاريع الاستثمارية يوفر فرص عمل جديدة للأيدي العاملة ويسهم في امتصاص البطالة". وأضاف :"وعندما نتحدث مع أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي, فأننا ندعوهم للدفع برجال الأعمال للاستثمار في اليمن ولا نريد أموالاً تضخ إلى الخزينة العامة على الأطلاق, وأنما نأمل أن يستوعب اشقاؤنا في دول مجلس التعاون العمالة اليمنية بدلاً من العمالة الأسيوية بإعتبار العمالة اليمنية هي الأقدم والأفضل والأأمن". ولفت فخامته إلى المقومات الكبيرة والفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف المناطق اليمنية بإعتبار اليمن مازال بلد بكر للاستثمار . وقال :" ولهذا نحن نرحب بالإستثمارات في مختلف المناطق اليمنية وفي شتى المجالات الواعدة وفي مقدمة ذلك في عدن العاصمة الاقتصادية ومنطقتها الحرة و محافظة حضرموت المترامية الأطراف المشكلة من صحراء وجبال وبحر ". وأضاف :" لمستم على أرض الواقع مدى ما تتمتع به هذه المحافظة من الأمن والأمان, وهو مايدحض ما تروج له بعض وسائل الإعلام من مزاعم لتشويه صورة اليمن, فحضرموت أمنه وكل المحافظات اليمنية أمنه ومستقرة ولا توجد أية مشكلة ". واشار إلى أنه كانت هناك مشكلة أمنية في محافظة صعدة وأنتهت وإنشاء الله ستنتهي إلى الأبد, كما أن لدينا مشكلة أخرى تتمثل بأعمال الإرهاب التي تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة كما هو الحال في بقية البلدان, ولكن أجهزتنا الأمنية يقظة وقادرة على مواجهة وإحباط الأعمال الإرهابية . وأردف قائلا :" أن شاء الله لن يكون هناك وجود لتنظيم القاعدة في اليمن, ولا آمان للعناصر الإرهابيه على أراضيه كونها ستظل ملاحقة وسيتم إحباط مخططاتها التخريبية الإرهابيه بفضل يقظه الاجهزة الامنية وكذلك تعاون المواطنين الشرفاء أينما حاولت تلك العناصر أن تتواجد سواء في حضرموت أوشبوة وابينأوالجوف ومأرب ". وأستطرد الأخ الرئيس قائلا :" صحيح أن الاشهر السبعه الماضية شهدت بطء في توافد وإقبال المستثمرين وضعف في الحركة السياحية في اليمن نتيجية للاعمال الارهابية، لكن الارهاب ليس محصورا في بلدنا فقط، بل هو موجود وتعاني منه الكثير من دول العالم سواء دول الجوار أو الولاياتالمتحدةالامريكية أو دول أوروبا وغيرها وحتى روسيا, ورغم ذلك هناك من يسعى إلى تضخيم خطر الإرهاب في اليمن في إطار الحملات المغرضة التي تستهدف أمن اليمن واستقراره وتنميته ". وبين أن من يقف وراء الأعمال الإرهابية في اليمن هم قلة من الجهلة الذين لا يعرفون مصالحهم ومصالح وطنهم, مؤكدا أنه لا مكان للارهاب في اليمن وأن أجهزتنا الأمنية ستظل يقظه وتتعقبهم أينما تواجدوا بالتعاون مع كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم الذين يستشعرون مسؤولياتهم الوطنية في مواجهة خطر الإرهاب لما له من انعكاسات سلبية على مسيرة التنمية والأمن والإستقرار في الوطن. وأوضح فخامة الأخ الرئيس أن هناك العديد من المشاريع الاستثمارية العملاقة سيتم افتتاحها في عدد من المحافظات ومنها مشاريع في مجال الأسمنت سيتم تدشينها أواخر إبريل الجاري أو بالتزامن مع إحتفالات شعبنا بالعيد الوطني العشرين لإعاده تحقيق الوحدة اليمنية المباركة .. مشيرا في هذا الصدد إلى أن من بين تلك المشاريع مصنع للأسمنت في أبين للمستثمر العيسائي بطاقة إنتاجية تقارب مصنع حضرموت, وبعده سيتم افتتاح مصنع اخر في ابين لمجموعة الاحمر ومستثمرين من المملكة العربية السعودية، بجانب مصانع في مجالات أخرى .. لافتا إلى أنه بتنفيذ مجموعة من مصانع الأسمنت في اليمن تحولت البلد من مستورد للأسمنت إلى مصدر له وهذه خطوة إيجابية تخدم مسيرة التنمية والاقتصاد الوطني. وبين أن صناعة الأسمنت في اليمن مازالت تمثل قطاعا واعدا وأن هناك طلبات عديدة تقدم به مستثمرون للاستثمار في هذا المجال سواء في حضرموت أو في الجوف ، أو لحج وغيرها من المحافظات. وأختتم فخامة لأخ الرئيس كلمته بتجديد الترحيب بكافة الاستثمارات ، سواء في مجال صناعة الاسمنت أوغيرها من المجالات الأخرى, وبكافة المستثمرين الجادين الذين يرغبون في استغلال الفرص الواعدة المتاحة في اليمن دون تردد وهو مايؤكد أنهم مستثمرون جادون وشجعان ولايؤمنون بمقولة "رأس المال جبان", وسيجدون كل الدعم والتسهيلات من الدولة بمايكفل لمشاريعهم النجاح المنشود. وكان محافظ محافظة حضرموت سالم الخنبشي قد القى كلمة اشار فيها الى ان افتتاح هذا المشروع يأتي متزامنا مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطن ال 20 لقيام الجمهورية اليمنية "22مايو". وأشاد بما تحقق للمحافظة من إنجازات كبيرة و نقله كبرى في المجالات التنموية والخدمية المختلفة في ظل الوحدة المباركة ورعاية وإهتمام فخامة الأخ الرئيس الذي تقترن زياراته للمحافظة بالخير وتدشين المشاريع والتي كان آخرها المشاريع التي أفتتحها ووضع حجر الأساس لها بالأمس وبتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 32 مليار ريال. وقال :" ما من شك إن إفتتاح هذا المصنع يشكل رافداً هاماً للاقتصاد الوطني والتنمية الاقتصادية ويسهم في تلبية احتياجات السوق على مستوى المحافظة و الوطن عموما من مادة الأسمنت وتصدير الفائض إلى الخارج ". ونوه بدعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية للمستثمرين وللإستثمار داخل الوطن ومايوليه من إهتمام لتشجيع ورعاية المستثمرين وخصوصا في محافظة حضرموت وهو ماجعل حضرموت تصبح محافظة جاذبة للإستثمار..مباركا للشركة العربية اليمنية للإسمنت تدشين الإنتاج في هذه المنشأة الاقتصادية الكبرى . في حين القى رئيس مجلس إدارة الشركة العربية اليمنية للاسمنت الشيخ عبدالله بقشان كلمة قال فيها:" انني مازلت اتذكر يافخامة الأخ الرئيس اجتماعنا بكم بمكة في موسم الحج عام 1423ه, عندما طلبنا إقامة مثل هذا المشروع, وسألتمونا حينها كم ستكون طاقته, فقلنا لكم مابين500-600 ألف طن حسب دراسة السوق, وكان ردكم الفوري أعملوا مصنعا بطاقة مليون و200 ألف طن ، وكانت لنظرتكم الثاقبة الفضل في إنجاز هذا المشروع وبهذه الطاقة الإنتاجية التي تصل اليوم الى مليون و500 ألف طن". واكد ان الأعمال الكبيرة لا تحسب بقيمتها وكلفتها التشغيلية, بل في آثرها على عملية البناء والإقتصاد. وقال:" نحن اليوم لانضع لبنة اقتصادية, بل قيمة حضارية بما سينتجه المصنع من نوعيات أسمنتيه ومعايير عالية وبما تستفيد منه العمالة اليمنية الأمر الذي سيرفع من مهاراتها" .. مشيرا الى أن هذا المشروع هو رمز لما يربط بين اليمن والمملكة العربية السعودية من علاقات أخوية وطيدة تعزز بتشابك المصالح في ظل ما تحظى به مثل هذه المشاريع من الرعاية من قبل فخامتكم وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. معبرا عن الشكر لكل من شارك في هذا الإحتفال. بينما القى مدير عام شركة اسمنت الشرقية زامل المقرن كلمة أشار فيها الى أن افتتاح هذا الصرح الشامخ ثمرة لتعاون بناء وعمل دؤوب بين نخبة من الصناعيين في كل من المملكة العربية السعودية واليمن ويعد نتاجا طبيعيا للعلاقات الأخوية المتينة والراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين. وقال :"إن اليمن من الدول الرائدة في مجالي الصناعة والتجارة ولها تاريخ طويل وتقاليد راسخة في التجارة الدولية اكسبتها مع مرور الزمن سمات وخصوصية فريدة تمثل عنصرا أساسيا في اقتصادها الوطني". وأشاد بجهود العاملين في قطاعات الشركة العربية اليمنية للإسمنت والتي كللت بإنجاز هذا المشروع وفق أحدث تكنولوجيا صناعة الإسمنت والإشراف على تأسيسه فنيا واداريا وفق أحدث الخبرات. وأوضح ان شركة اسمنت الشرقية سعت لتحقيق تطلعات مساهميها من خلال الحفاظ على مكتسباتها وتطوير أدائها والدخول في استثمارات جديدة تعود بالفائدة على المساهمين من خلال تنويع مصادر الاستثمار وتبني السياسات والخطط والبرامج التنموية الهادفة الى تنويع مصادر الدخل والتي سيجني من خلالها الجميع فوائد عديدة في ظل السياسة الاقتصادية المتوازنة في الجمهورية اليمنية . وجرى بعد ذلك منح فخامة الرئيس الجمهورية درع الشركة العربية - اليمنية للأسمنت تقديرا لدوره البارز في رعاية الاستثمار في اليمن . كما جرى توزيع عدد من الدروع لعدد من ساهموا في اخراج مشروع مصنع اسمنت حضرموت الى النور. حضر الحفل وتدشين المشروع رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ونائب رئيس مجلس الشورى عبدالله حسين البار وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والامنية وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة وضيوف من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
