دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اليوم الخميس دول جزر الباسيفيك، إلى التعاون مع الدول العربية ، لمواجهة التحديات المعاصرة في شتى المجالات ، وكذا توثيق العلاقات بين الطرفين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأكد الوزير الإماراتي الذي كان يتحدث في افتتاح أعمال الاجتماع الأول بين الجانبين والذي يعقد تحت شعار " آفاق التعاون بين الدول العربية ودول جزر الباسيفيك في أبو ظبي"، على أن العالم العربي يسعى من خلال هذا الاجتماع لاطلاع دول جزر الباسفيك، على التحديات التي تواجهها والفرص المتاحة لديهم. وقال وفي ذات الوقت يسعى ليتعرف على التحديات التي تواجهها جزر الباسفيك، حتى نضع أيدينا على المقدرات والإمكانيات التي يمكن أن نسخرها لخدمة بعضنا البعض. وشدد على أهمية أن يجلس الطرفان اليوم سويا ممثلين للعالم العربي وجزر الباسفيك كل يستكشف عالم الآخر ويتواصل معه، مشيرا إلى ما يتمتع به هذا العالم من موارد وميزات طبيعية وجغرافية وسكانية، ناهيك عن الأهمية الاستراتيجية ليس فقط بالنسبة للاقتصاد العالمي وما يتمتع به من مصادر للطاقة ولكن من منظور امني كذلك مما جعل هذه المنطقة موئلا لفرص عظيمة ومستودع لتحديات جسام. واستعرض الوزير الإماراتي جملة التحديات التي يواجهها العالم العربي، والتي هي في أغلبها تحديات عالمية، وأبرزها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والنقص المتزايد للمياه، و ظاهرة التغير المناخي، وانتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى تحدي التعليم وبناء الموارد البشرية. من جانبه اعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن هذا الاجتماع يفتح صفحة جديدة ويشكل مبادرة إيجابية في إطار علاقات الدول العربية مع دول المحيط الهادي، مشيرا إلى أن العلاقات تبنى على مبادئ ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ التعاون والتكافل. وقال موسى: إن هذه المبادرة تجعلنا نعمل على إرسائها كعمل متواصل ومستمر تقوم على أساس برنامج عملي لخطوات التعاون في مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والطرح الثقافي المشترك والتشاور في عدد من الأمور السياسية بين المجموعتين في المحافل الدولية بهدف إرساء عملية تعاون من نوع جديد. وشدد موسى على أن العلاقات الدولية في هذا القرن الجديد تتطلب أفكاراً جريئة ومبادرات مثل هذه المبادرة. وأعرب موسى عن سروره لإنشاء محفل يجمع الدول العربية ودول المحيط الهادئ على غرار ما أنشئ من محافل مع عدد من دول آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية. وكشف موسى عن أن الجانب العربي يعد مشروعا لبيان يصدر عن هذه الاجتماعات يقترح فيه إقامة منتدى أو محفل للتعاون والتنسيق بين الدول العربية ودول الباسيفيك والعمل في الجامعة، مؤكدا على أن العرب يقترحون الآن في مجالسهم الرسمية تشكيل أكثر من بعثة رسمية لزيارة دول الباسيفيك. ووعد موسى بان تتم مناقشة أن تكون دولة الإمارات هي المقر لهذا المحفل حيث تشارك الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.. قائلا: سوف نذهب لأبعد من ذلك ونتخذ الإجراءات اللازمة بأن يكون هناك مكتب دائم للجامعة في إحدى جزر المحيط الهادي. وأكد أنه من الضروري أن يكون هناك برنامج مطروح لمدة خمس سنوات لدعم القضايا الاقتصادية والاجتماعية. يذكر أنه يشارك في أعمال الاجتماع وزراء خارجية 21 دولة عربية بما فيها بلادنا التي يمثلها القنصل اليمني في أبوظبي عبدالله سنبل ، و 14 دولة باسيفيكية بجانب مشاركة كل من استراليا ونيوزيلند بصفة مراقب. ويأتي الاجتماع تلبية لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أطلقها وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عقب جولة له شملت مجموعة دول الباسيفيك ، لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية العربية مع دول المجموعة الباسيفيكية وتطوير العمل المشترك بين المجموعتين. ويناقش الاجتماع إمكانات وآليات إقامة شراكة بين المجموعة العربية والباسيفيكية لمواجهة التحديات التي تواجههما.