وجه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح انتقادا لاذعا لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بشأن تصريحاته الأخيرة عن وضع عرب 48 على طاولة المفاوضات ودعواته لتبادل السكان بين الفلسطينين والإسرائيليين، ووصفها أنها "تصريحات عنصرية" . وقال صبيح في تصريحات للصحفيين اليوم إن الجامعة العربية تدين هذه التصريحات جملة وتفصيلا وترفضها رفضا تاما .. داعيا إلى وقفة جادة من الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية إزاء كل التصريحات العنصرية. واتهم صبيح إسرائيل بطرح فكرة يهودية الدول من أجل تخريب المفاوضات التي تقودها الولاياتالمتحدة الأميركية بين الجانبين. وأعرب عن دهشته لأن يتحدث ليبرمان بهذه الطريقة عن أصحاب الأرض الشرعيين الذين تواجدوا على هذه الارض منذ فجر التاريخ وهو القادم من إحدي دول أوربا الشرقية، مشددا على أن الشعب الفلسطيني راسخ في أرضه . وعن مناداة بعض الأوساط الغربية بأن تكون إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية، قال صبيح "إسرائيل ليست دولة ديمقراطية فالديمقراطية لا تتجزأ ويجب أن تكون لكل السكان" . وتابع قائلا "المواطنون ألان في إسرائيل ثلاثة مستويات، هناك الاشكناز القادمين من أوربا الشرقية وهناك السفاراديم الذين هم من أصول شرق أوسطية وعربية أو شرقية وهناك بعد ذلك العرب وألان لدينا فئة رابعة وهم الفلاشا يهود من اثيوبيا" . وأضاف " الحديث عن دولة ديمقراطية داخل إسرائيل هذه دعاية لا نسمعها الا في الغرب..حتى في داخل إسرائيل يتحدثون على أنها دولة غير ديمقراطية". وحول إذا ما نجحت إسرائيل في فرض بند يهودية الدولة على جدول المفاوضات قال: "ابدا لم تنجح على الإطلاق وبكل صراحة الجانب الإسرائيلي يعلم ان هذا الطرح غير معقول أو مقبول ومرفوض وإنما يطرحه لتخريب عملية السلام واستفزاز الجانب الفلسطيني" . وتابع قائلا " على نتناياهو الذي يريد أن يعلن يهودية الدولة أن يعرف من هو اليهودي حيث يوجد في إسرائيل خلاف شديد على تعريف من هو اليهودي، فالحاخامية الارثذوكسية لا تعترف باليهود الاميركين كيهود باعتبارهم إصلاحيين، ولابد من إعادة تهويدهم وفقا وجهة نظرها، وهم الذين يوفرون الدعم والحماية لإسرائيل داخل أمريكا" . وأضاف أن هذا طرح خطير في المنطقة العربية ومحاولة للالتفاف على حقوق عرب 48 وقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين لهم حقوق واضحة في القانون الدولي وفي القرارات الدولية . وحذر صبيح من خطوة استئناف الاستيطان ، ولفت انتباه الإدارة الأميركية إلى تصريح الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي قال إن هناك خطأ دائما للإدارات الاميركية المتعاقبة إنها لم تتخذ موقفا حازما من الاستيطان. وردا حول المخاوف من فشل المفاوضات بسبب عدم التزام إسرائيل .. قال السفير صبيح: "من الذي دعا إلى المفاوضات ، هي الإدارة الأميركية التي تحاول جادة بقدر ما نرى، ولجنة مبادرة السلام العربية في اجتماعها قبل السابق قالت لدينا شكوك في إسرائيل ولا تزال هذه الشكوك موجودة ، وأعطت اللجنة فرصة للإدارة الأميركية بعد رسائل الرئيس الأميركي باراك اوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس.. وكما قال ابو مازن أننا لن تنازل عن ثوابتنا ولنرى كيف ستتصرف الإدارة الأميركية واعتقد ان هذا أمر لابد أن نحترمه للرئيس أبو مازن".