حذر رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور من الاستمرار في استنزاف المياه الجوفية وعشوائية الحفر للآبار والإفراط في ري أشجار القات التي تستنزف نحو 70 بالمائة من المياه المستهلكة في ظل شحة المياه في اليمن التي تعد من الدول الفقيرة في الثروة المائية. وأعتبر بن حبتور في كلمته في الجلسة الافتتاحية لورشة العمل التي بدأت اليوم حول مشكلة المياه في اليمن التي تنظمها جامعة عدن بأن نضوب مصادر المياه يعد التحدي الأبرز الذي يواجهه اليمن حاضراً ومستقبلاً باعتباره من القضايا الملحة التي تهدد بقاء الإنسان.. مشيرا إلى التحذيرات التي أطلقها عدد من الباحثين بأن صنعاء ستشهد عام 2025م جفاف الأحواض المائية فيها وستكون أول عاصمة عربية تشح فيها المياه في حين أن البدائل لردم هوة النقص بالمياه لازالت مكلفة. ودعا رئيس جامعة عدن المؤسسات الأكاديمية والجهات المعنية إلى التكثيف والاستمرار بحملات التوعية للمواطنين وترسيخ مفاهيم وقناعات الحفاظ على المياه وعدم الإسراف فيها باعتبارها ثروة كل الأجيال القادمة. من جانبه أشار نائب المدير التنفيذي لمؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة عدن المهندس حسن سعيد قاسم في كلمة مماثلة إلى أن مشكلة شحة المياه في اليمن تعتبر من أهم القضايا التي ترتبط بالمجتمع. وأكد على ضرورة التوعية المجتمعية للحد من استهلاك المياه، وكذا تفعيل السياسات المائية والضوابط القانونية لكبح عمليات الاستخدام غير المدروس للمياه والأضرار الناجمة عن ذلك للمخزون المائي في باطن الأرض. بدورها أشارت مديرة مركز العلوم والتكنولوجيا بجامعة عدن الدكتورة رخصانة محمد إسماعيل إلى أن تنظيم هذه الورشة تم بالتعاون مع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة عدن، وجمعية النساء اليمنيات للعلوم والتكنولوجيا بالمحافظة. وأوضحت أن الورشة تلامس في أطروحاتها ومناقشاتها إحدى أهم المشاكل التي ترتبط بمصير الحياة والإنسان ألا وهي المياه .. معتبرة شحة المياه أضحت من المشاكل الرئيسة التي تؤرق كثير من دول العالم ومنها اليمن. ولفتت إلى أن مركز العلوم والتكنولوجيا بالجامعة سيقف أمام هذه المشكلة بجدية بهدف إيجاد مجالات للتعاون مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة ومنها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لبحث أثر مشكلة شح المياه على التنمية والخروج بتوصيات تسهم في الحل لها. هذا وتناقش الورشة على مدى يومين ثلاث أوراق عمل رئيسه الأولى عن مشكلة المياه في الجمهورية اليمنية، والتحديات الجديدة والمشكلات القائمة، وتأثير السياسات الحكومية المختلفة على تزويد المياه والطلب عليها بالإضافة إلى معامل المياه الصحية المعبأة و دور السكان والتنمية وتحديات المستقبل. وتهدف الورشة إلى رفع الوعي بين أوساط أفراد المجتمع بمشاكل المياه، والمشاركة المجتمعية لحل مشكلة المياه والتخفيف منها، وربط الجامعة بمشاكل التنمية وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال، والتعرف على التكنولوجيا الحديثة للحصول على مياه نقية صالحة للشرب.