قررت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في ختام اجتماعاتها مساء أمس الأربعاء عدم استئناف أي مفاوضات فلسطينية مع الجانب الإسرائيلي. وتلى رئيس الوزراء وزير خارجية قطر ورئيس اللجنة في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أجزاءً من البيان الختامي، حيث تم توضيح أن اللجنة ترى أن مسار المفاوضات أصبح غير مجدي وتقرر عدم استئناف المفاوضات، وذلك انطلاقًا من الموقف الإسرائيلي الذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي ومع متطلبات تحقيق السلام وفشل الوسيط الأميركي في تحقيق نتائج في مساعيه، والذي سيكون استئنافها رهنًا بتلقي عرض جاد يكفل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقا لمرجعيات عملية السلام. واتفقت اللجنة التي شاركت فيها اليمن بوفد ترأسه الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية على ضرورة الإعداد لعرض الموقف برمته على مجلس الأمن الدولي، وتفعيل قرار لجنة المتابعة بطرح موضوع الاستيطان الإسرائيلي مجددًا على مجلس الأمن الدولي، واستصدار قرار يؤكد-ضمن أمور أخرى- على الصفة غير الشرعية أو القانونية لهذا النشاط، ويلزم إسرائيل بوقفه. كما أكد البيان أن فشل الإدارة الأميركية في إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف النشاط الاستيطاني أصبح يتطلب بشكل فوري أن تعلن بوضوح حدود الدولتين على أساس خط الرابع من يونيو 1967 وأن توفير الأمن يتم من خلال الحل العادل والشامل للصراع العربي الإسرائيلي. ودعت اللجنة العربية، الرباعية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في التعامل الفعال مع هذا الموقف الإسرائيلي المتعنت، والرافض للانصياع إلى الشرعية الدولية، وللتجاوب مع متطلبات السلام العادل، كما دعتها إلى الاجتماع معها بشكل عاجل لتقييم الموقف، وللتشاور بشأن الوضع برمته. وأعربت اللجنة عن تقديرها لموقف الاتحاد الأوربي الذي عبر عنه في بيانه الصادر في 13 ديسمبر الحالي والذي شدد على وجوب احترام القانون الدولي مع التأكيد على عدم شرعية وبطلان الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وباقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتطالب دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات عملية لتفعيل هذا الموقف. وأكدت مجددًا على الموقف العربي بأن السلام العادل والشامل مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة على خط 4 يونيو ،1967 بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، طبقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة، ورفض أي حلول جزئية أو مرحلية في هذا الشأن، مطالبةً المجتمع الدولي اتخاذ الخطوات اللازمة بما يؤدي إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة بشكل فوري. كما أكدت اللجنة على موقفها بأن استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية يتطلب الوقف الكامل لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدس الشرقية والالتزام بمرجعيات عملية السلام. وأشارت لجنة مبادرة السلام العربية إلى أن إصرار إسرائيل على سياستها الاستيطانية الاستعمارية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدس الشرقية يشكل إمعانًا واستمرارًا في انتهاك إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومع متطلبات تحقيق السلام من خلال المفاوضات وعلى فرض تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة . وحملت اللجنة إسرائيل وحدها المسؤولية الكاملة لتعثر العملية التفاوضية التي تم إطلاقها في واشنطن مطلع سبتمبر الماضي، بسبب إصرارها على الاستمرار في نشاطها الاستيطاني الاستعماري بديلا عن السلام برغم الإجماع الدولي الواضح على عدم شرعية المستوطنات . وقال البيان إن أي ترتيبات أمنية يجب أن تتضمن الانسحاب الكامل والشامل من الأراضي المحتلة لإنهاء أي شكل من أشكال التواجد العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية . ورأت اللجنة أن استمرار الإدارة الأميركية في جهودها يجب أن يستند على هذا الأساس، داعيةً الولاياتالمتحدة الأميركية الى الاعتراف الصريح بأن حدود الدولة الفلسطينية المستقلة تقوم على أساس خط الرابع من يونيو عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية والاعتراف بها . وأعربت اللجنة عن تقديرها لكل من البرازيل والأرجنتين على مبادرتهما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 ودعت الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية بعد إلى القيام بذلك في أقرب فرصة ممكنة، إسهاما في تعزيز الإجماع الدولي القائم على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمقررات الشرعية الدولية. كما طالبت اللجنة الولاياتالمتحدة الأميركية بعدم عرقلة هذا المسعى، وتأييد اللجوء إلى المحافل الدولية، وفي مقدمتها الأممالمتحدة، لعرض قضاياها وخصوصا بعد فشل كافة الجهود، بما فيها المساعي الأميركية، وتكليف اللجنة وأمين عام الجامعة العربية، بالتنسيق مع الرئيس محمود عباس، ومع المجموعة العربية في نيويورك بالإعداد لذلك. ودعت إلى تكثيف العمل على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري تحت الرعاية المصرية، واعتبار المصالحة الفلسطينية الضمانة الحقيقية للحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني. من جانبه أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية في المؤتمر الصحفي أنه صدرت تعليمات للسفراء العرب في الأممالمتحدة بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن للنظر في موضوع الاستيطان تفعيلا لقرار سابق للجنة متابعة مبادرة السلام . وقال موسى: إن اللجنة اتخذت عددا من الخطوات أهمها الإعداد لعرض لموضوع الصراع العربي الإسرائيلي برمته على مجلس الأمن . وأضاف إنه سيتم دعوة اللجنة الرباعية للاجتماع مع لجنة مبادرة السلام العربية لمناقشة الموضوع برمته. وأكد موسى أن الموقف الإسرائيلي أنهى أي أمل للوصول لتسوية، موضحًا أنه تم الحديث مع السيناتور جورج ميتشيل مبعوث السلام الأميركي في منتهى الصراحة، وقال إن المسألة لا تحتمل الحديث عن إعطاء فرص . ولفت إلى أن اللجنة قررت وقف المفاوضات ليس لأننا ضد المفاوضات، ولكن لأن نتيجة المفاوضات معروفة، وهي بمثابة تضييع الوقت، مشددًا على أنه لابد من معركة سياسية حادة. وأشار إلى أن اللجنة أعربت عن التقدير، لكل من البرازيل والأرجنتين، على مبادرتهما للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67، ودعت الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية للاعتراف بها، وذلك لتعزيز الإجماع الدولي على إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، وقال: إنه من المنتظر استمرار الاعترافات بالدولة الفلسطينية. وتابع: أن اللجنة قررت إنه انطلاقا من الموقف الإسرائيلي الذي يتجاهل القانون الدولي، ومن فشل الوسيط الأميركي في تحقيق السلام ، ترى اللجنة أن مسار المفاوضات غير مجد، وتقرر عدم استئناف، وتقرر أنه يكون استئنافها رهنا بتلقي عرض جاد يكفل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقا لمرجعيات عملية السلام . سبأ+ وكالات