وصل رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى بيروت اليوم الثلاثاء لاجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين تتعلق بتطورات الازمة اللبنانية وذلك بعد يوم من قمة ثلاثية عقدت في دمشق للشأن نفسه بمشاركة قادة سوريا وقطر وتركيا. وذكرت مصادر رسمية لبنانية ان المسؤولين القطري والتركي سيعقدان محادثات مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري تتصل بتطورات الازمة اللبنانية الراهنة بعد الاعلان عن استقالة الحكومة في 13 يناير الجاري على خلفية الانقسام الحاد بين الاطراف اللبنانيين حول المحكمة الدولية والقرار الظني في قضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق الراحل رفيق الحريري وملف ما يسمى ب"شهود الزور". وأوضح المصدر ان محور المحادثات سيتركز حول ايجاد مخارج للازمة بما يحقق ويحفظ امن واستقرار لبنان الداخلي. وكان الرئيس اللبناى ميشل سليمان قد ارجأ يوم امس موعد الاستشارات النيابية لتكليف شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة الى مطلع الاسبوع المقبل افساحا للمجال امام المشاورات والاتصالات لايجاد حل مناسب. فيما قال وزير الخارجية التركي احمد داوود فى وقت سابق اليوم انه سيلتقي الاطراف اللبنانية كافة من دون اسستثناء في نطاق المساعي التي تبذلها تركيا وقطر وسوريا لحل الازمة السياسية اللبنانية. وأضاف اوغلو في مؤتمر صحفي عقده قبيل توجهه الى بيروت ان لقاءاته في لبنان تشمل الاجتماع مع ممثلين عن حزب الله وباقي الاطراف اللبنانية المعنية بالازمة بالسياسية وان "احدا من هذه الاطراف لن يتم تجاهله في هذه اللقاءات". وتابع وزير الخارجية التركي "بالتأكيد سنجري محادثات مع حزب الله باعتباره حزبا سياسيا يحظى بدعم اجتماعي قوي وأحد اللاعبين الرئيسيين في هذه الازمة".. مؤكدا ان تركيا مصممة بالتنسيق مع قطر وسوريا على تجنيب لبنان عواقب ازمة انهيار حكومة الوطنية ومساعدته على حل هذه الازمة من خلال تشجيع القوى اللبنانية على الحوار والتمسك بوحدة الكلمة والصف. واشار الى ان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني سينضم في بيروت الى هذه اللقاءات مع الفرقاء اللبنانيين والتي "ستكون محادثات عالية المستوى. وكانت قمة ثلاثية جمعت الرئيس السوري بشار الاسد وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في دمشق امس قررت ايفاد داوود اوغلو والشيخ حمد بن جاسم للتوسط بين القوى اللبنانية لحل الازمة التي فجرتها استقالة 11 وزيرا يمثلون المعارضة من حكومة الرئيس سعد الحريري يوم الاربعاء الماضي. وبحثت القمة التي جاءت بدعوة من تركيا سبل معالجة الخلاف بين قوى المعارضة والموالاة على التعاطي حيال المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. وبحسب وزير الخارجية التركي فان هناك مساع دبلوماسية تبذلها فرنسا بالتوازي مع المساعي الثلاثية التركية السورية القطرية وكذلك الدعوة التي وجهتها باريس الى انقرة للمشاركة في مؤتمر دولي حول لبنان لم يحدد موعده بعد. وقال الوزير التركي ان الاتصالات بين تركيا وفرنسا بهذا الشأن متواصلة وان بلاده على استعداد للمشاركة في أي اجتماع دولي من شأنه مناقشة الوضع في لبنان ومعالجة الازمة السياسية لكنه دعا رغم ذلك الى مواصلة الجهد الاقليمي الحالي. وعلى صعيد متصل وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما تسليم قرار الاتهام حول التحقيق في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري بانه يمثل "خطوة حاسمة نحو انهاء عهد الافلات من العقاب في جرائم القتل في لبنان وتحقيق العداله للشعب اللبناني ..علي حد قوله. ودعا اوباما في بيان اذاعه راديو سوا اليوم جميع القيادات اللبنانية والفصائل الى ضبط النفس والحفاط على الهدوء... وقال انه يتوجب الان السماح لاستمرار عمل المحكمة الخاصة بلبنان من "دون تدخل او اكراه ". واضاف البيان ان اي محاولة لتاجيج التوترات وعدم الاستقرار في لبنان اوفي المنطقة لن تؤدي الا الى تقويض الحريات الحقيقية والتطلعات التي يسعى الشعب اللبناني لتحقيقها والمدعومة من قبل كثير من الدول، بحسب البيان . وكان المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار قد اكد اليوم ان القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري يجب ان يكون سريا في الوقت الراهن. واوضح بلمار في شريط مسجل تم بثه من مقر المحكمة الدولية في لاهاي انه وفقا لقوانين المحكمة الدولية لا استطيع الكشف عن التهم اواسم الشخص اوالاشخاص المذكورين في القرار الظني كما لا استطيع التوقع ما اذا كان قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين سيوافق على القرار. واضاف انه في حال تمت الموافقة على القرار الظني فان محتوياته ستصبح علنية في الوقت المناسب وعندما يسمح قاضي الاجراءات التمهيدية بذلك.. مشددا على ان "القرار يعود الى القاضي فرانسين لمراجعة القرار الظني والادلة التي جمعتها. وفى داخل لبنان شهدت عدة احياء وشوارع في العاصمة بيروت اليوم تجمعات شعبية اثارت الهلع والخوف في نفوس المواطنين وأدت الى اغلاق عدد كبير من المدارس على اثر تسليم القرار الظني في قضية اغتيال الحريري وسط ترقب دولي لمضمون هذا القرار. سبا وكالات