يقوم حالياً نخب من كبار المثقفين والأدباء المبدعين والشعراء اليمنيين بزيارة لأرخبيل جزيرة سقطرى اليمنية للإطلاع عن قرب على المزايا والخصائص الطبيعية لهذه الجزيرة اليمنية التي تنفرد بها من حيث الجمال والتراث والمواقع الأثرية والسياحية. وأفاد نائب مدير مكتب الثقافة بعدن حافظ مصطفى لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بأن زيارة الشخصيات والنخب الثقافية اليمنية لسقطرى حالياً تأتي بهدف تأسيس قاعدة بيانات عن هذا الصرح الجمالي للجزر اليمنية خاصة بعد نجاح فعاليات الندوة الثقافية التي عقدت في عدن وشارك فيها كبار من العلماء والمؤرخون البريطانيون في شهر ديسمبر خلال عام 2008م مع أقامة معرض عن الجزيرة أنفرد بالصورة عن المواقع الاثرية والتاريخية للجزيرة والحضارة وعن شجرة دم الأخوين المشهورة في علاج عدد من الأمراض. واوضح مصطفى أن مهمة المثقفين إعداد تصور شامل لتحضيرات عقد ندوة خلال العام الجاري عن تاريخ جزيرة سقطرى اليمنية سيشارك فيها عدد من المستشرقين الروس والبريطانيون والعرب والجامعات اليمنية لغرض التعريف بالخصائص التي تنفرد بها جزيرة سقطرى وخاصة في التنوع البيئي. يذكر ان عذراء اليمن الفاتنة " كما يطلق على سقطرى، دخلت قائمة الاهتمام الدولي، بإنضمامها رسمياً لقائمة التراث الإنساني العالمي في أغسطس العام 2008 من قبل المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " التابعة للأمم المتحدة، ضمن قائمة المحميات الطبيعية العالمية، وهي التي جذبت إليها الأنظار بما تمتلكه من مقومات طبيعية وبيئية ساحرة ونادرة تستحق الاهتمام والتأمل. وتمتلك سقطرى الكثير من المقومات التراثية والسياحية فهي تحتضن مستعمرة نباتية تحتوي على حوالي 700 نوع نباتي معظمها ذات شهرة عالمية وأكثر من 100 نوع من الطيور منها 25 نوعاً طيور نادرة، وهناك 270 تعد مستوطنة ولا وجود لها في اي مكان آخر في العالم وذلك ما يضع سقطرى بين الجزر العشرة الأكثر تنوعا في العالم. كما تتميز سقطرى بكونها في مأمن عن المهددات الخارجية بالنظر لخلو الجزيرة من الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى كونها موئلا طبيعيا للعديد من أنواع الطيور والحشرات والأحياء البرية والمائية وهناك 179 نوعا من الطيور التي تعيش في 32 موقعا على الجزيرة منها 41 نوعا تقيم وتتكاثر وستة أنواع من الطيور المستوطنة التي لا وجود لها في مكان آخر من العالم، بالإضافة إلى أنواع من الحشرات التي تنفرد بها سقطرى ومنها فراشات النهار المستوطنة وعددها 15 نوعا وفراشات الليل وتضم 60 نوعا إلى جانب 100 نوع آخر من الحشرات 80 منها خاصة بسقطرى. ويضم ارخبيل سقطرى 39 محمية طبيعية، وأطلق على مر العصور على سقطرى أسماء عديدة منها جزيرة البخور وجزيرة اللبان وجزيرة دم الأخوين ومن الأسماء المستمدة من طبيعة الجزيرة الساحرة جزيرة النعيم وجزيرة البركة وجزيرة اللؤلؤة كما عرفت سقطرى منذ بداية الألفية الأولى للميلاد بكونها احد أهم مراكز تصدير السلع التي تستخدم في أحياء الطقوس والشعائر في ديانات الشرق القديم، وساد اعتقاد ان الأرض التي تنتج البخور هي ارض مباركة من الآلهة، لذا عرفت سقطرى بالجزيرة المباركة.