أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم أن المعلومات الواردة حول محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن تشير إلى ضلوع طهران في هذه المحاولة . جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الفيصل في عاصمة النمسا فيينا في أعقاب توقيعه مع وزيري خارجية اسبانيا والنمسا على اتفاقية إنشاء مركز دولي للحوار في فيينا بتمويل سعودي. وحول رد السعودية المرتقب على محاولة الاغتيال أكد الفيصل على ضرورة التريث لمعرفة نتائج التحقيقات النهائية. وقال الفيصل إن إيران تتدخل في شؤون الدول العربية وبينها الدول الخليجية.. معربا عن أسفه "لقيام دولة مسلمة ومجاورة بمثل هذه الأعمال الإرهابية التي ستؤدي إلى طريق مسدود أمام إيران التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة". من جهته أعتبر وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبنديل ايغير أن مؤامرة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن تكشف مجددا حجم التوتر الهائل في منطقة الشرق الأوسط. في هذه الأثناء دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى توجيه "سالة قوية جدا" وتشديد الضغط على ايران بعد الاتهامات الموجهة إليها بالمسؤولية عن خطة لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون متحدثة أمام الصحفيين في واشنطن إن محاولة الاغتيال ستزيد من عزلة طهران على الساحة الدولية..موضحة ان واشنطن كانت تجهز عقوبات جديدة ضد ايران التي تخضع حاليا لمختلف العقوبات الدولية. وأضافت "سنتشاور مع أصدقائنا وشركائنا في مختلف أنحاء العالم بشأن الكيفية التي يمكننا بها إرسال رسالة قوية مفادها أن هذا النوع من الأفعال، الذي ينتهك الأعراف الدولية، يجب أن ينتهي". واثنت كلينتون على أولئك الذين أسهموا في الكشف عن خطة الاغتيال، موضحة إن المشتبه في تخطيطهم للعملية قد حاولوا استخدام قتلة مأجورين من كارتلات عصابات تهريب المخدرات المكسيكية. بدوره أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن بلاده ستتعاون مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية للاتفاق على رد دولي على مؤامرة تردد أنها مدعومة من إيران لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وأضاف هيج قائلا للبرلمان إن المؤامرة تمثل "تصعيدا كبيرا في رعاية إيران للإرهاب خارج حدودها. إلى ذلك دانت فرنسا المؤامرة الإيرانية لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدة الأميركية ، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية . وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان اليوم، " إن فرنسا تعد ذلك أمرًا خطيرًا جدًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ". وكانت الملكة العربية السعودية اعتبرت محاولة اغتيال سفيرها في واشنطن "انتهاكا فاضحا" للاتفاقات الدولية ومحاولة آثمة وشنيعة. وقالت السفارة السعودية بواشنطن في بيان إن "مشروع الاعتداء هذا هو انتهاك فاضح للمعايير والأعراف والاتفاقات الدولية وهو يتعارض مع المبادئ الإنسانية". وندد مجلس التعاون الخليجي بالمخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، مؤكدا أنه يضر بصورة جسيمة بالعلاقات بين إيران ودول المجلس. وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني أن محاولة اغتيال السفير عادل الجبير انتهاك سافر ومرفوض لكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية. ودعا إيران إلى إعادة بناء علاقاتها مع دول المجلس على أساس من الصراحة والوضوح والتعاون البناء وحسن الجوار، بعيدا عن منهجها السلبي الحالي. وأشاد الزياني بالتعاون الفعال بين الأجهزة الأمنية في كل من الولاياتالمتحدة والمكسيك الذي وضع حدا لهذا الفعل الشائن. وباشرت الولاياتالمتحدة أمس الأربعاء حملة دبلوماسية مكثفة ضد إيران بعد اكتشاف هذه المؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. حيث عقدت مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سوزان رايس ومندوب السعودية عبد الله المعلم اجتماعا منفصلا في نيويورك مع ممثلي الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن. وصرح مسئول أميركي، طلب عدم كشف اسمه، أن رايس تعقد مشاورات فردية مع أعضاء مجلس الأمن لاطلاعهم على المؤامرة ولتطلب دعمهم من اجل محاسبة إيران. وأفاد مصدر دبلوماسي بأن واشنطن أرسلت مبعوثين إلى موسكو وبكين لإطلاع السلطات الروسية والصينية على تفاصيل التحقيق في القضية. من ناحية أخرى، فرضت الولاياتالمتحدة أمس عقوبات اقتصادية إضافية على إيران. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في المؤتمر الصحفي اليومي "لقد فرضنا اليوم عقوبات إضافية على شركة ماهان للطيران التي تقدم خدمات في مجال نقل الأشخاص والأموال ونقل الأعوان للحرس الثوري الإيراني". وأضاف كارني "لقد باشرنا اتصالات ومشاورات دبلوماسية مكثفة مع عدد من العواصم وفي الأممالمتحدةبنيويورك أيضا، لشرح ما حدث، وحتى نحاول صد أي مجهود لإيران وإفشال سعي إيران للتنصل من المسؤولية". على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض مساء أمس أن الرئيس أوباما أجرى اتصالا هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في شأن المخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وأوضح البيت الأبيض أن أوباما والملك عبد الله وصفا المخطط بأنه خرق صارخ للمعايير الدولية واتفقا على القيام برد دولي قوي وموحد. وفي الجانب الإيراني، قالت وزارة الخارجية في طهران في بيان صحفي إنها استدعت السفير السعودي لدى طهران لاجتماع، حتى تؤكد له مجددا عدم تورط طهران في المؤامرة المزعومة. ورفض نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان بشكل قطعي الاتهامات التي وصفها بانها "سيناريو مختلق" من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل.