دانت سوريا اليوم الاحد تحميل وزراء خارجية بعض دول العالم النظام السوري المسؤولية عن المجزرة التي وقعت بمنطقة الحولة السورية الجمعة الماضية واستسهال هذا الاتهام في مجالس مهمة مثل مجلس الامن والاتحاد الاوروبي دون أية دلائل فقط استنادا لما يقوله بعض المعارضين أو دوائر إعلامية مغرضة أو من له أجندات سياسية ضد سورية. ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة..مؤكدا ان السلطات العليا السورية شكلت لجنة من وزارة الداخلية والدفاع والعدل للتحقيق في المجزرة التي وقعت في بلدة الحولة بمدينة حمص وسط البلاد والتي راح ضحيتها نحو 92 قتيلا. وقال مقدسي في مؤتمر صحفي عقده في دمشق اليوم ونقلته وكالة الانباء السورية ان المسلحين من المعارضة هم من ارتكبوا تلك المجزرة ...مشيرا الى ان السلطات شكلت لجنة عسكرية عدلية ستقوم بالتحقيق بكل المجريات وستصدر النتائج خلال ثلاثة أيام. وتابع الناطق قائلا" اننا تحدثنا مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والسلطات المسؤولة كي نضع الجميع بصورة حقيقة ما جرى في الحولة وليس حقيقة ما يقال في وسائل الإعلام وعلى لسان وزراء خارجية ومسؤولين غربيين ينتهزون أي فرصة لاستهداف سوريا واستحضار التدخل الأجنبي والعسكري. وأكد أن الدولة السورية مسؤولة عن حماية مواطنيها من المدنيين والقوات الحكومية ومن واجبها الدفاع عن المدنيين وفق الدستور وهذا الأمر لن يتوقف وسورية تحتفظ بحق الدفاع عن مواطنيها سواء من أعجبه هذا الأمر أم لم يعجبه فالموضوع ليس لعبة سياسة بل هناك أمن وأمان للمواطنين تقع مسؤوليته على الدولة السورية وهذا هو ما تقوم به بالشكل المتناسب. وفي الجانب الدبلوماسي قال مقدسي"إن وزير الخارجية وليد المعلم تحدث مع مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية كوفي عنان الذي سيصل إلى سورية غدا ووضعه بصورة ما جرى بالتفصيل وبصورة التحقيق الرسمي الذي يجري حاليا". وأضاف مقدسي"إننا نأسف لكل من يستبق الأحداث سواء وزراء خارجية دول تدعي أنها عظمى وتقوم باستسهال هذا الاتهام في مجالس مهمة مثل مجلس الأمن ومنظمات أخرى كالاتحاد الأوروبي وغيره دون أي وقائع بل فقط استنادا لما يقوله بعض المعارضين أو دوائر إعلامية مغرضة أو من له أجندات سياسية ضد سورية. ولفت الناطق إلى التزامن لهذه الهجمات إما مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن أو الإعلان عن زيارة عنان لسورية وبالتالي الموضوع ليس على الصعيد الوحشي والإرهابي بل على الصعيد السياسي أيضا فهناك ضرب للعملية السياسية التي تلتزم بها سورية وتؤكد أن الحل سياسي بامتياز وأن التهدئة هي أساس المجيء إلى طاولة الحوار. وبشأن تقرير بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الأخير حول سورية قال مقدسي" إنني قرأت التقرير ولدينا ملاحظات كبيرة عليه ونحن نعلم أنه وعنان في النهاية يتعاملون مع 15 دولة في مجلس الأمن وهذا مخاض سياسي دبلوماسي لأن أغلب هذه الدول معادية لسورية. وأضاف مقدسي انه لا يوجد شيء اسمه قوات معارضة مسلحة وفق ما ذكره تقرير كي مون فإما معارضة فكرية مرحب بها في الحوار مع الدولة التي لم تغلق أبدا بابه وإما إرهابيون وبالتالي استخدام هذه المصطلحات أمر يستدعي التدقيق من قبل فريق الأمين العام للأمم المتحدة فلا يمكن القول قوات معارضة مسلحة ولا يمكن تبرير حمل السلاح ضد هيبة الدولة مهما كان السبب السياسي.