دعا وزير المجاهدين الجزائريين محمد الشريف عباس اليوم الثلاثاء، فرنسا إلى الاعتراف صراحة " بجرائمها " التي ارتكبتها إبان فترة احتلال الجزائر التي دامت 132 عاماً والممتدة من 1830م – 1962م. وقال عباس في حديث مع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية " إنه بالنظر لما اقترفه هذا المستعمر، من جرائم في حق شعب أعزل، وبالنظر لمخلفاته والآثار العميقة التي تركها حتى عند الأجيال التي لم تعايش فترة الاستعمار والكل يدرك ما عاناه شعبنا من تنكيل وتعذيب وبطش ودمار، فالجزائريون يريدون اعترافاً صريحاً لما ارتكب في حقهم ". وقلل عباس من شأن اعتراف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمجازر 17 أكتوبر 1961م التي راح ضحيتها نحو 200 جزائري مهاجر في باريس بعد خروجهم إلى الشارع في مظاهرات مطالبة بالاستقلال وتعرضهم للقمع من قبل الشرطة الفرنسية. وقال " هو اعتراف سياسي بالدرجة الأولى، وهذا بالنظر للطريقة التي صيغ بها "، مضيفاً إن " ما نرغبه نحن من الطرف الآخر (فرنسا) هو يدركه، وما يرغبه الطرف الآخر منا نحن أيضاً ندركه ". وكان عباس تحدث في حوار مع إذاعة الجزائر الحكومية، عن إحراق فرنسا لثمانية آلاف قرية بأهلها وحيواناتها إبان فترة الاستعمار، مشيراً إلى أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة، لا تزال ترفض إعادة الأرشيف الجزائري الذي نهبته في فترة الاستعمار، لخوفها من كشف هذه الحقائق. وقال وزير المجاهدين إن الجزائر أنشأت حتى الآن ألف و200 مقبرة للجزائريين الذين ذهبوا ضحية للاستعمار.