أكد الرئيس المصري محمد مرسي حرص مصر على توثيق أواصر التعاون والتضامن والانفتاح مع كافة الدول العربية والإسلامية والعالم بأسره، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية احترام الجميع للهوية الإسلامية العظيمة. وقال مرسي في افتتاح أعمال القمة الإسلامية الثانية عشر التي تعقد في القاهرة اليوم الأربعاء بمشاركة وفد اليمن برئاسة وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي "إن شعوب الأمة الإسلامية تعقد الآمال الكبيرة على نتائج قمتنا، وعلى ما سيتمخض عنها من جهود من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الأمة". وأضاف "إن علينا العمل بمسؤولية أكبر للتغلب على التحديات التي تواجهنا، واستغلال الإمكانيات التي تمتاز بها الأمة الإسلامية على مستوى الثروات والعقول والشباب الواعد الذي تزخر بها أمتنا لبناء المستقبل المشرق والمبشر". وأشار الرئيس المصري إلى أن الأمة الإسلامية تعاني الكثير من الصعوبات والعوائق التي تمر بها أغلب الدول على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، منوها إلى أن عدد كبير من دول منظمة التعاون الإسلامي تعد من الدول الأقل نموا في التنمية البشرية، وأكثر دول العالم فقراً حيث يشكل 38 في المائة من شعوبها دون خط الفقر. وقال الرئيس مرسي "إن علينا العمل بجد من أجل الارتقاء بمستوى الأمة في كافة المجالات، من خلال التضامن والتعاون المشترك". ووعد الرئيس المصري أن تبذل مصر قصار جهدها خلال توليها رئاسة الدورة الثانية عشر في دعم العمل الإسلامي المشترك ورفع مستوى التنسيق والتضامن، مشيرا إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتقها كبيرة ولابد من تحملها. واستعرض مرسي عددا من القضايا التي تشغل المشهد الإسلامي في كافة الدول الإسلامية، والتي على رأسها كما ذكر تراجع قدرة المجتمعات الإسلامية في النواحي التعليمية والثقافة الدينية، وبروز الخلل الواضح في ضعف التنشئة الإسلامية، وهو ما يؤثر على ظهور الغلو في الدين وجماعات العنف، مشددا على الجميع تحمل مسؤولياتهم بما يعرف بالقيم الإنسانية السمحاء للإسلام. وأضاف مرسي "إن الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين لهي من أهم التحديات التي تواجه منظمتنا وعلينا أن نعمل من أجل تصحيحها، والوقوف أيضاً على ما تواجهه عدد من الجاليات المسلمة في العديد من دول العالم ومناقشة هذه القضية البالغة الأهمية مع شركاءنا في المجتمع الدولي". وقال "إننا نشعر بقلق شديد لما تتعرض له الأقليات المسلمة في العديد من دول العالم، لهذا فنحن ندعو دول العالم ومؤسساته الدولية لاتخاذ الإجراءات وسن القوانين الكفيلة بنبذ العنف غير المبرر ضد الإسلام والمسلمين". وطالب الرئيس المصري بضرورة التصدي للفتن المذهبية والطائفية في الدول الإسلامية، داعيا إلى أهمية تفعيل مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية ليكون أكثر فعالية وتأثير في الواقع الإسلامي. وحذر الرئيس مرسي من الأوضاع الاقتصادية والإنسانية التي تمر بها الكثير من الدول الإسلامية، وقال: "إن علينا إعادة النظر في منظومة أعمال الإغاثة القائمة حاليا، وإعادة النظر في آليات عمل صناديق الإغاثة التابعة للمنظمة بما يضمن المساهمة في منع أو معالجة الكوارث التي تواجه بعض دولنا". وأعرب مرسي عن قلقه مما تواجهه بعض الدول الإسلامية من تحديات على المستوى السياسي، تأتي في مقدمتها القضية المركزية للأمة وهي القضية الفلسطينية، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مستعرضا عدد من القضايا والتحديات التي تواجه عدد من الدول الإسلامية مثل الوضع في سوريا، داعيا في كلمته السوريين إلى ضرورة العمل بجد لتوحيد كلمتهم والاتفاق على رؤية موحده تضمن تحقيق طموحات الشعب السوري الذي يعاني ويلات وظلم النظام القائم. ولفت مرسي إلى الوضع في مالي وفي ميرنمار والصومال وغيرها من الدول الإسلامية التي تعاني من أوضاع سياسية متوترة.