حذر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي اليوم من "تمادي إسرائيل في تنفيذ مخططاتها لابتلاع الأرض الفلسطينية" ومحاولة القضاء على حل الدولتين الذي أجمع المجتمع الدولي منذ صدور قرار التقسيم في عام 1947 على أنه الحل الوحيد لهذه القضية. وقال العربي في كلمته خلال أعمال الاجتماع السادس لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الذي عقد اليوم بمقر الجامعة العربية وبحضور عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية العربية والفلسطينية " أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية والشغل الشاغل للعرب حتى يتحقق حلم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف"..مشيرا الى ان هذا الاجتماع يعقد في وقت تتواصل فيه "الإجراءات الإسرائيلية العدوانية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة في خلق واقع جديد على الأرض ووضع العوائق للحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 في ظل غياب رد فعل من قبل المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن". وأضاف العربي الى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمادت في تنفيذ مخططها الإجرامي الاستيطاني الشيطاني بشكل واسع النطاق في الأراضي المحتلة بهدف تغيير الطبيعة الديموغرافية والجغرافية لفلسطين، كما أن القدس الشريف يتعرض لهجمة وحشية تهويد وطمس للمعالم الإسلامية والمسيحية، وتكثيف للحفريات تحت وحول المسجد الأقصى بحيث أصبح معرضاً للهدم بعد أن تم المساس بأساساته. واوضح إلى أن نجاح فلسطين في الحصول على وضع دولة مراقب في الأممالمتحدة، جاء تأكيدا بأن قيام دولة فلسطين المستقلة الحرة على حدود 1967 وعاصمتها القدس هو هدف واضح من أهداف المجتمع الدولي بأسره، ويعد تطورا وانجازا يجب البناء عليه، كما أن بوادر تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية سيعزز الموقف الفلسطيني في اتجاه ترسيخ أسس الدولة الفلسطينية واستمرار الاعتراف الدولي بها. ولفت العربي الانتباه إلى أنه في المرحلة الأخيرة على وجه الخصوص، انصب التركيز على معالجة تداعيات وآثار ومظاهر الاحتلال (المستوطنات / الأسرى / أموال الضرائب) بدلاً من التعامل مع الاحتلال الاستيطاني نفسه والعمل على إنهائه، مشددا على أن هذا التوجه يفضي إلى المزيد من عدم الاستقرار وتهديد السلام ولم يحقق أي تقدم يذكر. ودعا إلى ضرورة إيجاد منهجية جديدة تعمل على تنفيذ القرارين 242 و338 تنفيذا كاملا وأمينا، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما فيها القدسالمحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية حرة مستقلة مكتملة المقومات على حدود 1967، وذلك في إطار زمني محدد وملزم، مشددا على دعم الجامعة العربية لمؤسسة الرئيس ياسر عرفات والاستعداد الكامل لبذل مختلف الجهود لإنجاح أعمالها وتحقيق أهدافها. من جهته شدد عمرو موسى رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات على أن القضية الفلسطينية ستظل حية بدرجة كبيرة وربما تشهد الأشهر المقبلة تحركا فاعلا لإحقاق الحق الفلسطيني بعيدا عن مفاوضات بلا جدوى، معربا عن تطلعه لحل عادل للقضية يرتكز على حق تقرير المصير.. منبها إلى أن العالم العربي يمر بمرحلة فارقة في تاريخه والآمال معقودة على المستقبل، حيث لن يعود إلى الوراء، وثمار ما تشهده دول المنطقة ستجنى خلال السنوات القادمة. ومن جانبه أشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات الدكتور ناصر القدوة إلى ضرورة الاستلهام من سيرة الزعيم الراحل ياسر عرفات ما يحقق الفائدة للجميع خاصة في ظل ما نعيشه من هم عربي مشترك، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على تراثه العظيم..مؤكدا على أهمية بذل المزيد من الجهود لإعادة اللحمة للصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية .