شيعت جماهير محافظة طولكرم الفلسطينية اليوم الخميس، الشهيدين ناجي عبدالسلام بلبيسي وعامر إبراهيم نصار من بلدة عنبتا، اللذين استشهدا الليلة الماضية بالقرب من حاجز عناب شرق المحافظة. وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المواطنين وأفراد الأمن الوطني حملوا الجثمانين من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي على الأكتاف، وقد لفا بالعلم الفلسطيني، وسط التكبيرات والهتافات الغاضبة المنددة بالجريمة الاحتلالية البشعة. وجاب المشيعون شوارع المدينة باتجاه شارع نابلس، وتم نقل جثامني الشهيدين إلى مسقط رأسيهما عنبتا، ليواريا الثرى. وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وعلّقت جامعتي القدس المفتوحة وفلسطين التقنية خضوري الدوام حدادا على أرواح الشهداء. وأكد أمين سر حركة فتح في طولكرم مؤيد شعبان أن الشعب الفلسطيني "لن يسكت ولن يرضخ لجرائم الاحتلال بحق أبنائه والأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية، وهذه الجريمة العدوانية ستقود إلى تصعيد جديد، وسيجعل ملف الأسرى مفتوحا على مصراعيه، حتى يتم الإفراج عنهم جميعا". وأكدت جبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، أن استشهاد الشهيدين في عنبتا "يأتي ضمن انتفاضة الوفاء للأسرى، وفي ظل ما تشهده الساحة على ضوء استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، ما ينذر بتصعيد وشيك تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنه". إلى ذلك حذرت الرئاسة الفلسطينية، اليوم، من العواقب الوخيمة للتصعيد الإسرائيلي المتواصل منذ فترة، والذي زادت وتيرته في اليومين الماضيين من خلال استشهاد ثلاثة مناضلين من أبناء الشعب الفلسطيني "الشهيد ميسرة أبوحمدية، وعامر نصار، وناجي البلبيسي". وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريح صحفي، إن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات حثيثة ومتواصلة مع كل الأطرف الإقليمية والدولية لشرح مخاطر التصعيد الإسرائيلي على أمن واستقرار المنطقة وعلى الجهود الأميركية تحديدا التي تستهدف إحياء عملية السلام. وأضاف إن إمعان الحكومة الإسرائيلية في هذا التصعيد لا يمكن السكوت عليه. وأردف قائلا إن الحكومة الإسرائيلية تقف وراء هذا التصعيد وتتحمل مسئوليته ومسؤولية تداعياته الخطيرة على الجهود الأميركية والدولية لاستئناف المفاوضات كما تحذر الرئاسة الفلسطينية من هذا التصعيد الخطير. وأضاف: إن هذا التصعيد يؤكد أن هذه الحكومة لا تنظر للواقع إلا من خلال القوة الغاشمة ومن خلال سياسة الاستيطان والتهويد والتوسع التي تدمر كل فرص السلام ومبدأ حل الدولتين الذي يلقى إجماعا دوليا.