شارك الآلاف من الإسرائيليين، الليلة الماضية، في تظاهرات مناهضة لحكومة نتنياهو، أمام مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال في القدسالمحتلة، وأمام منزله الخاص في قيسارية، وفي حوالي 250 مفترق طرق رئيسي في جميع مدن أراضي 48. ودخلت الاحتجاجات أسبوعها الخامس على التوالي، لمطالبة نتنياهو بتقديم استقالته على خلفية تهم الفساد وسوء إدارة حكومته لأزمة "كورونا" وتبعاتها الاقتصادية، وسن قوانين تحد من الحريات بذريعة مواجهة "كورونا"، وفقا لمنظمي الاحتجاجات. وتجمع أكثر من 5 آلاف متظاهر في شارع بلفور في القدسالمحتلة، مقابل مقر إقامة نتنياهو، في حين وقف نحو 20 ناشطا يمينيا من المؤيدين له في احتجاج مضاد بمكان قريب. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن عددا من المتظاهرين تعرضوا للهجوم بإلقاء الزجاجات الفارغة عليهم، أثناء توجههم لساحة "باريس" بالقرب من مقر إقامة نتنياهو، كما تعرض نشطاء آخرون في مناطق مختلفة لاعتداءات أثناء توجههم للمشاركة في التظاهرات. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية المنطقة بالحواجز والمتاريس، ونشرت آليات ضخ المياه استعدادا لتفريق المتظاهرين، كما حدث في التظاهرات خلال الأيام السابقة. كما تظاهر أكثر من ألف إسرائيلي أمام منزل نتنياهو الخاص في قيسارية، وتم اعتقال شخص واحد لتمزيقه لافتات المحتجين. وفي سياق متصل، وجه نتنياهو اتهامات للقناة 12 الإسرائيلية ببث أخبار مضللة وكاذبة، قائلا إنها "تضخّم أعداد المشاركين بالاحتجاجات في تقاريرها الإخبارية"، واصفا إياها "بذراع لدعاية مخزية لليسار الفوضوي الهادف لإسقاط الحكومة اليمينية وزعيمها"، على حد قوله. وأضاف: "بالطبع لا يقولون كلمة واحدة عن التهديدات الصارخة بقتل رئيس الوزراء وعائلته". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن متظاهرين في مفترق طرق قرب النقب في الجنوب، بأنهم تعرضو لاعتداء وأصيب بعضهم. كما نقلت الصحيفة عن متظاهر آخر في مفترق بوسط اراضي 48، أن مركبة سارت ببطء ورشت على المتظاهرين غاز الفلفل، قبل أن تلوذ بالفرار من المكان. يشار إلى أن التظاهرات دخلت أسبوعها الخامس، وينظمها نشطاء يطلقون على أنفسهم "الرايات السوداء"، وانضم إليهم لاحقا نشطاء وجمعيات حقوقية مختلفة.