يعود وزير الخارجية الامريكي جون كيري إلى الشرق الاوسط الاسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين لكنه في الوقت نفسه حذر اسرائيل من ان الاوان قد يفوت قريبا لارساء السلام مع الفلسطينيين، وذلك في خطاب أمس الاثنين عشية توجهه مجددا الى المنطقة. وقال كيري امام منتدى تنظمه الجالية اليهودية الاميركية "الوقت يمر بسرعة. اذا لم ننجح الان فلن يكون امامنا ربما فرصة اخرى" للتوصل الى السلام. واضاف كيري في خطاب امام مئات الاشخاص في واشنطن توجه فيه مباشرة الى السلطات والشعب الاسرائيليين "لا يمكننا ان ندع المستقبل رهينة خيبات امال الماضي. لا يمكننا ان نجعل انعدام السلام نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها". وذكر وزير الخارجية في واشنطن بانه زار منطقة الشرق الاوسط اربع مرات منذ مارس وسيعود اليها "قريبا". وشدد كيري في خطابه على حل الدولتين، مؤكدا ان "حل الدولة الواحدة هو ببساطة غير موجود لاي من الطرفين". ودعا الوزير الاميركي مستمعيه الى "نقل رسالة الى اسرائيل" مفادها ان "غياب السلام يتحول الى نزاع دائم". واضاف "سوف نجد انفسنا في دوامة مفرغة من الهجمات والاعمال الانتقامية التي ستغلق، بكل ما للكلمة من معنى، الباب اما حل الدولتين"، مشددا على ان الجمود الراهن "هو ببساطة لا يحتمل". ومن المقرر ان يلتقي كيري على هامش هذا المنتدى وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني المكلفة ملف التفاوض مع الفلسطينيين والتي تزور واشنطن بانتظام. ويشترط الفلسطينيون لاستئناف المفاوضات وقف الاستيطان واعتراف اسرائيل بحدود ما قبل حرب 1967 كاساس للمفاوضات، وهو ما يرفضه نتانياهو معتبرا هذه المطالب "شروطا مسبقة" يجب على الفلسطينيين ان يتخلوا عنها لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ سبتمبر 2010. وزار كيري الشرق الاوسط اربع مرات منذ مارس الماضي، مع محطتين في القدس ورام الله لكن بدون ان يحمل خطة سلام حيث التقى في الاراضي الفلسطينية المحتلة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحذرت واشنطن مسبقا حينها من ان كيري لا يحمل اي خطة للسلام وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان كيري "لا يعتزم طرح خطة على الطاولة" وان الهدف من الزيارة هو "الاستماع" للطرفين لكي "يرى ما هو ممكن" القيام به لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المجمدة منذ سبتمبر 2010. وسبق ان زار كيري انقرة والقاهرة ودول الخليج في مطلع مارس الماضي. والتقى في الرياض الرئيس الفلسطيني. وبعد 15 يوما رافق كيري الرئيس باراك اوباما الى الاراضي الفلسطينية المحتلة والاردن قبل ان يلتقي وحده مع نتانياهو وعباس في القدس وعمان في 23 مارس الماضي. وخلال هذه الجولة شدد كيري لدى عباس ونتانياهو على "ضرورة" صنع السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين والمح بوضوح الى انه "كلف" من الرئيس اوباما بهذا الملف وانه سيقوم بعدة زيارات الى المنطقة. لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية رفضت التحدث عن "زيارات مكوكية دبلوماسية" كما فعل المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط السابق جورج ميتشل حتى العام 2011. وذكرت نولاند بان كيري كان "يقدر كثيرا طوال مسيرته الدور الناشط الذي تقوم به الولاياتالمتحدة من اجل السلام في الشرق الاوسط" وانه لا يزال لواشنطن مبعوث الى المنطقة هو الدبلوماسي ديفيد هايل. وقالت مصادر مقربة من المفاوضين الفلسطينيين قبل ايام ان الولاياتالمتحدة قد تعرض خطة عمل بهدف استئناف مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الشهرين المقبلين. وخلال جولته التاريخية من 20 الى 22 مارس الماضي حث الرئيس اوباما الطرفين على اختيار السلام لكن بدون ان يحدد طريقا للوصول الى حل الدولتين. لكنه انتقد الاستيطان الاسرائيلي معتبرا ان هذه المسالة يجب ان تحل خلال محادثات سلام.