استبقت الحكومة الإسرائيلية وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة اليوم للتباحث بشأن فرص السلام بالإعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة أبوغنيم في جبل أبوغنيم بالقدسالمحتلة الأمر الذي اعتبرته القيادة الفلسطينية ضربا اسرائيليا للجهود الامريكية المنتظرة لدفع جهود السلام للأمام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وفي ظل تواصل التشجيع الحكومي الاسرائيلي للاستيطان ورعايته اعطت لجنة تخطيط اسرائيلية تابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدس امس موافقتها النهائية على بناء 69 وحدة سكنية في مستوطنة أبو غنيم في القدس الشرقية المحتلة. وقال مئير مرغليت العضو اليساري في البلدية "اعطت لجنة التراخيص في بلدية القدس موافقتها النهائية على بناء 69 وحدة سكنية في مستوطنة أبو غنيم وعينت الشركة التي ستكون مسؤولة عن تنفيذها". وتصر السلطة الفلسطينية على ضرورة وقف إسرائيل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، والقبول بمبدأ حل الدولتين على حدود 1967، والإفراج عن الأسرى قبيل العودة لطاولة المفاوضات. وأكد وزير الداخلية في رام الله سعيد أبو علي أن كل المؤشرات تثبت فشل جهود الوزير الأمريكي جون كيري في المنطقة وأن "الاحتلال الإسرائيلي لا يتردد في إعلان فشل مبادرة كيري وعدم إمكانية تطبيقها". وأضاف أبو علي أن "إسرائيل" تحاول تعطيل مبادرة كيري، "لكن الجانب الفلسطيني قدم تساؤلات ويريد التعرف على إجاباتها حول ماهية التفاوض في ظل توغل الاحتلال". وقال إن "إسرائيل" تسعي لإيصال السلطة الفلسطينية إلى طريق مسدود "حيث تتعمد قتل حل الدولتين لتنفيذ مخططاتها العنصرية". من جهتها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ان "اسرائيل تبعث برسالة وراء رسالة وراء رسالة لكيري مفادها ان الاستيطان هو ردها على كل مبادرة سلام". واضافت "وبعدها تحاول اسرائيل اللعب اعلاميا والقول ان الجانب الفلسطيني هو الملام في ما يتعلق بالعودة الى المفاوضات". وبحسب عشراوي فان على الولاياتالمتحدة ان "تنظر الى ما تقوم به اسرائيل على الارض وان تسمع التصريحات التي يطلقها المسؤولون الاسرائيليون ولكنها تحاول ان تتعامى ولا تسمع ما تقوم به اسرائيل". اما حركة "السلام الآن" الاسرائيلية المناهضة للاستيطان فأكدت ان اي خطوة مماثلة عشية زيارة كيري للمنطقة تثبت "السياسة الحقيقية" للحكومة الاسرائيلية وهي "مواصلة تطوير المستوطنات في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية". وقالت الحركة ان "البناء قد يبدأ في غضون بضعة اسابيع" مشيرة الى ان اسرائيل قدمت منذ مارس 2013 خططا لبناء 2480 وحدة سكنية استيطانية على الاقل في الضفة الغربيةالمحتلة. واضافت "بل ان الحكومة تواصل الترويج لترسيخ الحقائق على الارض التي ستكون مدمرة لحل الدولتين". وكان وزير الاسكان الاسرائيلي اوري اريئيل لمح الى تجميد ضمني للمشاريع السكنية الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين منذ بداية عام 2013. ومن المتوقع ان يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد ظهر اليوم إلى اسرائيل في خامس زيارة له للمنطقة منذ توليه مهام منصبه قبل حوالي 3 أشهر. وحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة فإن كيري سيجتمع مساء اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم يتوجه إلى الأردن للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ان يعود إلى إسرائيل مرة أخرى مساء السبت المقبل لمواصلة المباحثات مع نتنياهو. من جانبها ذكرت صحيفة /يديعوت أحرنوت/ إن جون كيري سيعمل وبكل قوة في هذه المرة على إمكانية إجراء لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. من جانبها نقلت الصحيفة عن مسئول فلسطيني قوله "الحديث عن لقاء بين نتنياهو وعباس سيكون على سلم أولويات كيري في زيارته المرتقبة، لكنه ليس من المتوقع أن يكون هناك إنجاز لجون كيري في عقد لقاء بين الطرفين دون شروط مسبقة". وكان كيري قال في ختام زيارته للكويت أمس الأربعاء إنه لم يحدِّد موعدًا معينًا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لكنه دعا إلى تحقيق تقدم ملحوظ في العملية السلمية قبل انعقاد الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل . وأعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل اندرو ستندلي عن دعم الاتحاد للجهود الأمريكية، محذرًا من أنه إذا لم يحدث تقدم ولم تستأنف العملية السياسية، فإن نافذة الفرص لتحقيق حل الدولتين قد تغلق من جديد.