صدر حديثاً للباحث والكاتب الصحفي أبوبكر عبد الله كتاب بعنوان "دليل قيام الصلاة – خبايا التحريف وأوهام التأويل" في باكورة سلسلة بعنوان " تحريك الجبال .. دفاعاً عن السنة ". الكتاب الصادر في ( 260) صفحة من القطع المتوسط/مؤسسة الامام زيد بن علي الثقافية/ ناقش قضية إشكالية وهي هيئة قيام الصلاة في سبعة فصول اعتمد فيها منهجية علمية في تحليل النصوص الحديثية متتبعاً مسارات عديدة، وصولاً إلى قراءات يوضح من خلالها هيئة قيام الصلاة بدء من قبض اليدين وإرسالها، متتبعاً خبايا التحريف والانحراف بالنصوص الحديثية في عديد من المراجع ،موضحاً ما ساد من أوهام التأويل في استنتاج خلاصات النصوص المتواترة. يؤكد المؤلف ((ان مناهج المحدثين وعلماء الرجال في التثبت من نصوص السنة كشفت قديماً جانباً من التحريف الذي تكرس بروايات أشاعها متهمون ومجهولون بعضها أفلت من هذه المناهج وبنى عليها الفقهاء احكاماً وقواعد أصولية اُختزلت تالياً في إطار شرعي سماه عقل قريش "خلافات مذهبية")). عمل المؤلف على تفكيك عدد من النصوص الخلافية في أركان وهيآت وسنن الصلاة، مؤكداً أن الباحث المنصف يصعب عليه اختزال "ما يراه البعض تنوعاً في الاجتهاد؛ فالتحليل الكمي لنصوص السنة ودرسها في سياقها التاريخي يعطي نتيجة مختلفة تؤكد ان تحريفاً طاول أحكام الشريعة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ". حاول الكتاب سبر اغوار محطات خفية في مسار تدوين السنة، هذه المحطات مثلت المحور الرئيس للبحث ، الذي تضمن تطبيقات عملية في العبادات ومقارنتها بأحكام القرآن الكريم والسنة النبوية بما يقود إلى - ما اعتبره المؤلف- كشف التحريف الذي طاول أحكام الشريعة ومناهجه الظاهرة والخفية. في هذا الكتاب اعتمد المؤلف منهجا علمياً غايته – كما يقول – التحليل الكمي للنصوص" للتثبت من صحتها ومدى كفايتها حجة لإثبات هيئة قيام الصلاة كما فعلها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم مع درس النصوص في سياقها التاريخي وتقصي خبايا تحريف نصوص السنة وأوهام تأويلها والتي تعد المسؤولة عما نسميه اليوم خلافات مذهبية". الدافع إلى هذا البحث وفق المؤلف " ما نراه من تمدد لعوامل الفرقة والصراع الذي يعيش المسلمون اليوم تفاصيل محنته الكبرى في معادلة الصراع السني الشيعي والتي تبدو مؤسسة في جانب منها على ناتج منظومة الخطاب الديني المتشدد الذي يضخ تهم البدعة والضلال للآخر ويشيع ثقافة الخصومة ". يمكن اعتبار الكتاب من خلال ما قدمه إضافة نوعية للمكتبة اليمنية والإسلامية في سبره لأغوار قضية شائكة ناقشها بشجاعة تحسب له.